صفقة "فرنسة التعليم": خلفياتها ومخاطرها والظروف المغربية الممهدة لها

رام الله - دنيا الوطن
مرَّرَ حزب العدالة والتنمية المغربي بأذرعه السياسية والدينية الصفقة الفرنسية الهادفة إلى فرنسة التعليم بالمغرب بأساليب ديماغوجية بهلوانية شيطانية لا تخفى على أحد، تمهيدا لاستعادة الشعب المغربي أرضا وسيادة وثروة إلى القبضة الفرنسية، بعد أن تخلص منها بجهود الحركة الوطنية التي دفع فيها دماء خيرة شبابه وكهوله وشيوخه ذكورا وإناثا.

لكن هذه المؤامرة على استقلال المغرب وسيادته الوطنية والثقافية وحريته الدينية أكبر بكثير من تصويت برلمان، أو خيانة برلمانيين من حزب فلان أو حزب فلتان، لأن البرلمان ومن نفذ التمرير الشكلي بالتصويت عليها مجرد أدوات ثانوية للتمرير.

وصفقة الخيانة هذه ليست اختيارا من الأحزاب التي ساهمت في التغطية عليها وتمريرها بعد أن نال قادتها نصيبهم من الوعود المقرونة بالوعيد.

بل هي إعادة تحديث لبرنامج الجنرال ليوطي الذي وضعه في مستهل القرن الماضي لسلخ المغاربة عن دينهم وسيادتهم حاضرا ومستقبلا، فتصدى له أحرار المغرب من قبل وأفشلوه، والسلطة الفرنسية حاليا تعمل على إحياء البرنامج نفسه وتنفيذه بوسائل حديثة وأيادٍ مغربية وأساليب شيطانية.

ولئن كان ضعف المؤسسة الملكية هو أهم سلاح استخدمه الاستعمار الفرنسي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر لترويضها واستعمالها في عملية وضع اليد على البلاد والعباد، لا سيما في عهد السلطان عبد العزيز بن الحسن الأول الذي باع القرار المغربي بالدراجات الهوائية ووسائل التسلية الصبيانية، وأخيه السلطان عبد الحفيظ بن الحسن الأول الذي وقع معاهدة الذل التي أسموها معاهدة الحماية، وأخيهما السلطان يوسف الذي اتخذه الجنرال ليوطي سندا ومظلة دينية وتزكية ومرشدا ميدانيا لغزوات الجيش الفرنسي في ربوع المغرب، واستباحة أحرار العرب وأحرار الأمازيغ فيه، فإن ضعف المؤسسة الملكية أيضا وحاليا هو ما جرأ فرنسا على محاولة تنفيذ مخططها الحالي من أجل إحياء برنامج الجنرال ليوطي وإعادة وضع اليد من جديد على الوطن، بواسطة أبنائها المولدين الجدد، بمختلف الرشاوى الموزعة على مختلف المستويات مشفوعة بالتهديد والوعيد.

إن الصفقة التي مررت بالوعد والوعيد في أعلى المستويات المغربية وأوسطها وأدناها لا علاقة لها بالقرار الوطني مطلقا، وإنما هي جسم أجنبي دخيل، وكما تصدى لها أحرار المغرب على يد المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي أسد الريف، ورجال الحركة الوطنية من قبل فيجب أن يتصدى لها بالرفض أحرار المغرب المعاصرون.. متدينون وعلمانيون تقليديون وحداثيون، عربا وأمازيغ، في الصحراء والسهل والجبل.