الأزواج السعيدة

الأزواج السعيدة
الازواج السعيدة

د. يسر الغريسي حجازي

17.07.19

"الحياة كاملة فقط عندما نكون اثنين"

جورج ساند

ما هو مفهوم العلاقة الزوجية المزدهرة؟ ما هي أسس العلاقة الجيدة بين الزوجين؟ كيف يحقق الوئام الأسري والمجتمعي؟ إنها أسئلة تمكننا من الحصول علي أهم عوامل للوصول الي علاقة زوجية متوازنة.

إن بناء العلاقة الزوجية يبدأ بايجاد توأم الروح ، والالتزام بانشاء أسرة  والنظر في نفس الاتجاه، ثم المساهمة في بناء حياة الإنسان. كما ان حياة الزوجين تتركز علي مجموعة من مبادئ الإخلاص و الحب والحكمة والتسامح. عندما نلتزم، نكرس أنفسنا لفكرة مسبقة أساسية و الرغبة في تأمين حياة الفرد وحياة الآخرين. تُظهر المفاهيم الأخلاقية والفلسفية أن السعادة هي خيار متفائل، وأن الازواج الجيدة هم أسر حكيمة تنشر السعادة والاستقرار والتقدم الاجتماعي في المجتمع.

لابد أن نعرف, أن هناك حاله معينة يكون فيها العقل مستعد أن يصل إلى هذا الإزدهار و إلى هذه الحاله من الرضا الداخلى, ما الذى يسمونه اليونانيين القدامى "إيودامونيا" بالتقدم أو الإزدهار والرفاهية. وفقا للعقيدة الفلسفية الهيلينية القديمة في اليونان ، ان السعادة تعني"النعيم". وانطلاقا من هذا المبدأ، ستكون  السعادة هدف الحياة البشرية ، إلى جانب العقل والحكمة ، والتي هي النتيجة الطبيعية للوجود. هذا الإعتناق يختلف عن مذهب المتعة، الذي  تعبر عن المتعة كهدف للوجود.

في اللاهوت ثم بموجب القانون، إن العلوم السياسية والاجتماعية  تمثل السعادة وفكرة الرفاه المشترك ومفهوم الوراثة والمشاركة الاجتماعية والمادية والدينية. 

وفقًا للفيلسوف واللاهوتي توماس أكويناس في القرن الثالث عشر، إن السعادة هي التضامن الإنساني في المجتمع وهي أساس الخير الاجتماعي ، وإتاحة الوصول إلى المرافق الاجتماعية للجميع وفقًا لتقاسم عادل ومنصف. وهذا يعني أن سعادة البشر تبدأ ببناء زوجين مزدهرين ، وتنتهي بتوسيع الوعي التدريجي والوفاء الجماعي. وبالتالي ، إن السعادة ممكنة  شريطة أن تحترم العقائد الأخلاقية التي تتمحور على جهود كل شريك لتماسك الزوجين والأسرة. تعتمد السعادة على تلبية احتياجات ورغبات كلا الشريكين، وتحقيق زواج سعيد. كما أن فكرة السعادة، يجب أن تكون المثالية المشتركةالتي  تقوم على رؤية مشتركة. السعادة تعني الشراكة، والتفاهم والتسامح. دعونا لا نبحث علي السعادة، ولكن لنقم بصنعها. إنها ليست مسألة واجبات وأوامر من جهة واحدة، بل علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة المشتركة وتوزيع الأدوار، والحوار الجيد على أساس الحقيقة والثقة المتبادلة. 

فيما يلي مفاتيح نجاح الزواج: 

الاحترام المشترك

احترام الحرية الشخصية للشريك(ة) ومعتقداته(ها) في التجارب المختلفة، وفرق التفكير وطريقة التعامل مع الأشياء،

 الحوار الصريح

يجب أن نكون قادرين على قول ما لا نحبه، وما نحبه وما الذي قد يجعلنا نغضب واخذه بعين الاعتبار. إن ذلك يتعلق بالتعبير عن المشاعر اليومية وبصراحة.

التصرف اللطيف

من الضروري معرفة كيفية الاستماع إلى شريك الحياة دون توقيفه(ها)  وانتقاده(ها)  في منتصف المحادثة، وهو(ي)  لم ينتهي(ت) من الحديث، بل محاولة فهم ما يقوله (ت).

الاحترام المتبادل

الاحترام هو أساس العلاقة الزوجية القوية والناجحة. من الضروري احترام الشريك أمام الأصدقاء حتى لو لم يشاركه نفس الرأي. 

احترام حرية الشريك، هو أيضا عامل مهم للتنمية الجيدة للعلاقة الزوجية.


 التسامح

لدينا جميعا الحق في ارتكاب الأخطاء. عليك أن تعرف كيفية دعم شريك حياتك، واحترام خياراته حتى عندما يكون مخطئا. 

نحن لسنا مثاليين وكلنا نخطئ. علينا فقط أن نقبل أننا مختلفون في قيمنا ومعتقداتنا. 

التقدير والعرفان

يمثل الاعتراف بالشريك عامل مهم، حيث أن الشكر والثناء وإيماءات التشجيع تقوي العلاقة.

القرارات المشتركة

مشاركة الرأي، وإيجاد الحلول مع بعض هو أفضل وسيلة للتعامل مع مشاكل الازواج  والأسرة. وهذا يتطلب الاستماع إلى الشريك لإيجاد حلول جيدة. 

الاعتذار

الأمر يتعلق بالاعتراف بالأخطاء، والاعتذار عن إصدار أحكام خاطئة. انما عدم الاعتذار، هو الاستمرار في الأخطاء وذلك يعتير من سوء النوايا. 

تتمحور العلاقة الجيدة حول الإحسان ، والاعتراف بالخير وكذلك بالضرر الذي يمكن أن نحدثه للآخرين. لا توجد وصفة سحرية للعثور على السعادة التي تعتمد فقط علينا، وسلوكنا مع الآخرين. ومع ذلك، فإن المحادثة الصريحة تسمح للزوجين بتقوية أنفسهم وبناء الأسس القوية لزواج سعيد.  

التعليقات