عندنا تطلق النار على قدميك "باحثاً عن الشهرة والمجد"

عندنا تطلق النار على قدميك "باحثاً عن الشهرة والمجد"
د.هشام صدقي ابويونس
كاتب وناقد سياسي

عندنا تطلق النار على قدميك "باحثاً عن الشهرة والمجد"

استذكر  هنا ما قاله المخرج الألماني المغمور ماينز بيتر لوغاه، (الذي اشتغل ثلاثة أفلام وصفت بأنها الأكثر دقّةً في التاريخ في وصف التضليل والكذب والخداع ، وضعتُ هذه الأفلام لوصف  مايحدث في البلاد و التي تنتجُ إعلاماً ليس أقلّ تضليلاً من ذلك !

أفلام لوغاه الثلاثة التي وضعها معاً على شريطٍ واحد، ولم تتجاوز مدّتها معاً دقيقتين ونصف، تُصَوّرُ سرب نملٍ أحمر يحاول التصرف وسط عاصفة من الرياح التي تُطوّحُ به، .. وفي آخر المشهد تتكشّف يدُ المخرج التي تمسك بمروحة كهربائية تترصَّدُ سرب النمل فتوجّهُ طريقه !

ليس أقلّ من ذلك ما يحدث الآن في الشارع وليس أقلّ ترويعاً بمعني هناك يد خفية تلعب ضد الوطن وضد الوطنين .

 فهنا نقول أسوأ ما يمكن أن يفعله شخص معني بمواجهة الجماهير، أن يضع صوب عينيه الشهرة والأضواء.فيؤلف كتابا من أجل الشهرة.

ويلقي كلمة أمام الجماهير من أجل الظهور.

ويتصدر المحافل من أجل الأضواء وفلاشات الكاميرات. وهنا قد يستخدم التضليل والكذب والخداع والترويع الوهمي

إنه بذلك يكتب شهادة وفاته، ويوقعها بدم بارد...!

أما العظماء فليس هذا سبيلهم، العظيم إذا يتصدر المجلس فإنما يتصدره بحثا عن مقارعة العقول، وغزوها بالحق والجمال والخير.

عندما يحني ظهره على الورق تكون غايته اجلاء ما أشكل على العقل، وتبيان ما ألبس على الفهم.

لا يبحث عن الأضواء، وإنما هي التي تبحث عنه.

الفارق بين طلب الشهرة، وطالب المجد أن طالب الشهرة معه ترمومتر يقيس به مستوى الثناء الذي قيل في حقه.

بينما طالب المجد لا يهمه مديح الناس له، فهو عارف لنفسه، واقف على حقيقتها، لا يغلب جهل الناس به، علمه بحقيقته.

إن الشهرة ليس لها أمان، فهي كالنحله تعطينا شهدا مصفى جميل المذاق، لكن لها في نفس الوقت لدغ يدمي.

يا أصدقائي كلنا يشتهي التصفيق، انها نزعة انسانية تروي لدينا عطشا طبيعيا إلى اثبات الوجود.

من منا لايعرف  الفيلسوف الألماني (شوبنهور).

كذالك الرسام العالمي (فان كوخ).

إن الشهرة ليست شرا خالصا لكنها اذا كانت هدفا في حد ذاتها وغاية، كانت هي الشر بعينه.

فهناك اختلاف بين هتاف المجد وبريق الشهرة 

فالشهره لها بريقها عندما تقف وتزمجر امام الجماهير لكنك تكون ارتكبت شرا واطلقت النار على قدميك وقدمت ذريعه لمن يترصد بك نعم هنا انشهرت ولكن  لازلت تطلق النار على قدميك  اما المجد لاتصنعه الكلمات والشعارات الرنانه ولا الصوت العالي احيانا الصمت يوصلك للمجد لان قليل الاقوال كثير الافعال.

التعليقات