النضال الشعبي تدعو لبناء جبهة عربية مساندة للحق

رام الله - دنيا الوطن
حذرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من خطر وجودي غير مسبوق في خطورته يتهدد القضية والحقوق ومستقبل الشعب الفلسطيني فوق ترابه الوطني جراء الشراكة الامريكية الإسرائيلية، في ظل تردي عربي، واستمرار الانقسام المدمر.

جاء التحذير في بيان سياسي بعنوان " بالوحدة الوطنية ستفشل صفقة القرن وينتصر المشروع الوطني" وزعته اللجنة المركزية للجبهة، عشية الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة النضال الشعبي من القدس عام 1967، والتي تصادف 15 تموز(يوليو) الجاري.

وقالت، في هذا اليوم يحيي شعبنا ومعه أحرار العالم ذكرى الانطلاقة التي جاءت امتدادا لنضال شعبنا ضد الغزاة، وردا على عدوان 67، واحتلال ما تبقى من أرض فلسطين، فكانت الشعلة التي أضاءت سماء القدس لتبعث الأمل وترفع المعنويات، وتعزز ثقة الشعب بنفسه، ولتحمل عبء النضال والتحرير.

وتوقف البيان، امام تصدي الجبهة المبكر لعملية التهجير والنزوح، ومقاومة المستوطنين الذين تتدفقوا على القدس وباقي المدن الفلسطينية، عبر برنامج عمل وطني نظم أشكال المقاومة لمواجهة الاحتلال اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً

وأضاف، خلال مسيرتها الكفاحية تميزت الجبهة بمواقفها الوطنية والوحدوية، ولم تتأخر عن حماية شعبنا والدفاع عنه في شتى أماكن تواجده، وتحملت مسئولياتها الوطنية، في تثبيت حق تقرير المصير والعودة طبقا للقرار (194)، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على 4 حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.

واستذكرت الجبهة بهذه المناسبة من وضعوا اللبنات الأولى في هذا التنظيم الوطني الديمقراطي الذي ساهم في إبراز الشخصية الوطنية والدور النضالي للشعب الفلسطيني، وفي تعزيز دور ومكانة منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد، ومستذكرة شهداء الوطن والجبهة .. وعلى راسهم المؤسسين رمز الجبهة د. سمير غوشة، الذي تميز بمواقفه الفكرية والسياسية والتنظيمية المبدئية والحازمة والشفافه، وقدم لرفاقه وللثورة نموذجاً نضالياً يحتذى به.

ورأت الجبهة ان ذكرى الانطلاقة تمر هذا العام في ظل ظروف سياسية دقيقة وحرجة، حيث يتغول الاحتلال ويمارس بطشه وعدوانه ويتهرب من الاستحقاقات ويعمل على وأد فكرة الدولة الفلسطينية، فيما انتقلت إدارة ترامب من الانحياز الكامل لإسرائيل، إلى موقع الشريك بل وتقدمت بتطرفها وعنصريتها على الموقف الإسرائيلي عبر مؤامرة "صفقة القرن" والذي ظهرت ملامحها السياسية باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها واغلاق القنصلية الامريكية بالقدس الشرقية، ووقف الدعم المالي عن الاونروا، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وبدأت بتنفيذ الشق الاقتصادي من الصفقة عبر ورشة البحرين لتحسين ظروف ومعيشة الفلسطينيين تحت الاحتلال بديلا عن إنهائه.

وقدرت الجبهة عاليا الموقف الموحد، الذي عبرت عنه شرائح شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية ضد صفقة القرن وورشة البحرين، داعية الى تصليب الموقف الفلسطيني عبر تمتين الوحدة الوطنية والشروع الفوري في طي صفحة الانقسام الداخلي، وتحقيق المصالحة

ورأت الجبهة إن التحديات التي تواجه شعبنا وتهدد كيانه ومستقبله السياسي، والمخاطر التي تحيط بالمشروع الوطني وتحاول تصفيته وانهائه تتطلب مراجعة نقدية جادة للأوضاع الداخلية وللأداء السياسي والدبلوماسي ولأشكال واساليب العمل النضالي ضد الاحتلال والمؤامرات، بروح من المسئولية الوطنية، وبعيداً عن التعصب الحزبي، وسياسة المحاور، والاصطفافات الإقليمية التي لا تخدم قضية شعبنا.

وتابعت .. النضال الشعبي ومن منطلق تحمل المسؤولية الوطنية والتمسك بأهداف ثورتنا الفلسطينية والحفاظ على مصالح شعبنا تدعو الى التمسك بالمشروع الوطني المستندة لحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، ورفض مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة، والتأكيد على أن لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة.

وأكدت في هذا الصدد على رفض المشروع الأمريكي المسمى صفقة القرن وأن حل القضية الفلسطينية بزوال الاحتلال وليس عبر حلول اقتصادية تجمل صورة الاحتلال وتطيل معاناة شعبنا.

ودعت الجبهة الى التحرك مع الاطراف الدولية المعنية بالأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم لعقد مؤتمر دولي للسلام تشارك الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن على قاعدة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وانهاء الانفراد الأمريكي واحتكاره رعاية العملية السياسية بعد ان فقد اهليته ومصداقيته،ودعت المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته تجاه شعبنا، ووقف التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون، وإلزامها بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الدولية، ومحاسبتها على جرائمها.

وعلى الصعيد العربي، شددت الجبهة على ضرورة استعادة وتمتين العلاقات مع الأحزاب العربية والدولية المناصرة، والعودة لبناء الجبهات العربية لتشكل حاضنة وداعمة لحقوق شعبنا، وسدا في مواجهة التطبيع، داعية في هذا الصدد الى تنشيط الفعل السياسي والدبلوماسي لوقف التطبيع مع الاحتلال، والالتزام بمبادرة السلام العربية التي تشترط زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية قبل إقامة علاقات مع إسرائيل.

وعلى الصعيد الوطني، دعت الجبهة حركة حماس لإنهاء حالة الانقسام عبر التطبيق الأمين لاتفاق القاهرة اكتوبر 2017.

وفيما دعت الى الالتفاف حول منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، طالبت بتفعيل وتطوير ودمقرطة مؤسساتها باعتبارها البيت الجامع للكل الفلسطيني.

وأكدت ضرورة تبني برنامج وطني كفاحي ينظم أشكال المقاومة الشعبية ويحشد كافة قوى وشرائح شعبنا الذي توجهت اليه في الوطن والشتات بأسمى التحيات النضالية، وعاهدت بأن نواصل الجبهة النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.