الجسد، والعقل، والموسيقى

الجسد، والعقل، والموسيقى
د. يسر الغريسي حجازي

10.07.2019

الجسد، والعقل، والموسيقى

"الموسيقى هي بلسم الحياة، جذر السعادة، ولغة الحكمة"

هل نعرف أن الموسيقى الكلاسيكية لها بالفعل تأثير إيجابي على دماغ الانسان؟ كم مرة في اليوم نستمع إلى الموسيقى؟ من الضروري أن نعرف أن الموسيقى لها فضائل على العقل، وأنها تمنحنا الكثير من الراحة العقلية والجسدية. تدخل الموسيقى بطريقة سحرية في أذهاننا لتغير المشاعر والمواقف، وتخفف الألم عنا. في العصور القديمة، كانت الموسيقى تعتبر إلاهية واستخدمت في الطقوس الدينية والاحتفالات. ومع ذلك ، فإن الفلاسفة الإغريق مثل "فيثاغورس" و"أريستوكسينوس" جعلوا الموسيقى علمًا وادرجوها مع المسرحً الكومادي  والدرامي. كانت الموسيقى أيضًا علاجًا للألم و الجنون، والإجهاد. و أظهرت العديد من الدراسات أن الموسيقى لها قوة جبارة على رفاهنا العقلي.

نعم ، للموسيقى تأثير مهدئ على إدراكنا ، وبمجرد الاستماع إلى قطعة موسيقية تنبعث الموجات الإيجابية من أجسادنا لتليين البيئة التي نجد أنفسنا فيها. إنها تغير الادراك، و تنسق دقات القلب، وتنظم ضغط الدم ، و تزيد من إنتاج السيروتونين لتحسين المزاج، والنوم، والشهية. ان الموسيقى جيدة في كل مكان، مع الأسرة و في العمل لأنها تساعد على تحسين السلوك، لنكون أكثر انفتاحًا مع افراد الأسرة و زملاء العمل.

 إن الموسيقي تعمل على تنشيط وظائف الدماغ، وتحفز  الإدراك والذاكرة السمعية الغير اللفظية. كما أظهرت الأبحاث في علم الأعصاب، أن الموسيقى تعزز الذكاء العاطفي والمهارات الحركية. هل هي عامل مضاد للإجهاد؟ نعم، لأنها تحتوي على وظيفة مهدئة وهي عامل أساسي في التنمية الاجتماعية وهي تساهم في الحصول علي الوئام الاجتماعي. 

دعونا نعلم أبنائنا العزف على آلة موسيقية. من المهم أن نعلم ان الموسيقى تحفز يجعل علي التركيز ، وتجعل ابنائنا أكثر ذكاءً وتساعدهم على التفكير. نبدأ بمحبة آلة موسيقية ، وينتهي بنا المطاف إلى حب النعومة التي تمنحها الأصوات الموسيقية. تجمعنا الموسيقى معًا وتجعلنا سعداء، وتحفز هويتنا الاجتماعية. إن الموسيقي بلسم علاجي ضد الذهان والخرف لدى كبار السن. إنها جزء من طقوسنا اليومية، وقيمنا وثقافتنا. الموسيقى هي إمكانات حقيقية لتحقيق السعادة.

التعليقات