فلسطين تحيي اليوم الدولي للعمل التعاوني في جلسة حوار حول تحديات العمل

رام الله - دنيا الوطن
يأتي السبت الأول من شهر تموز في كل عام، يوما عالميا للعمل التعاوني، وهو عمل منتج وريادي، مستقل بذاته، وله مساهمة ملموسة في الاقتصاد الوطني وفي بناء مقومات الدولة الفلسطينية.

وقد تبنى المجتمع الدولي شعارا  ليوم العمل التعاوني لهذا العام بوصفه "التعاونيات سبيلا للعمل اللائق"، وقدمت اليوم فلسطين مشاركة تبنت فيها الشعار الدولي، تحت ظروف الاحتلال ومعيقاته الاقتصادية، وهو ما استدعى هيئة العمل التعاوني والمنظمات الشريكة بالقطاع التعاوني لعقد جلسة حوار ، مخصصة عن "تحديات العمل اللائق في الجمعيات التعاونية الفلسطينية"، وذلك تحت رعاية معالي وزير العمل/ رئيس  مجلس إدارة هيئة العمل التعاوني د. نصري أبو جيش صباح اليوم في فندق  الجراند بارك في رام الله، وكانت بحضور كل من معالي وزير العمل د. نصري أبو جيش، ورئيس هيئة العمل التعاوني يوسف الترك، وممثل منظمة العمل الدولية منير قليبو، وممثل منظمة اوكسفام محمد صوافطة، وأمين عام الاتحاد التعاوني العام عز الدين أبو طه وبحضور ومشاركة واسعين من المنظمات الدولية والمحلية الشريكة في القطاع التعاوني، بالإضافة إلى ممثلين عن، والاتحادات التعاونية.

وقد رحب رئيس هيئة العمل التعاوني يوسف الترك بالحضور من شركاء محليين ودوليين في القطاع التعاوني، والاتحادات التعاونية والاتحاد العام، وهنأ  الحضور بيوم العمل التعاوني الدولي، شاكرا وكالة التنمية السويدية على تمويل ورعاية جلسة الحوار

وافتتح الوزير أبو جيش جلسة الحوار بكلمة أشار فيها إلى وجوب تطوير فكر التعاون بمبادئه الأساسية، وما يجري من مؤامرات على مشروعنا الوطني لإجبار الشعب الفلسطيني على الرضوخ للضغوطات الاقتصادية، هي من اجل انهاء مشروعنا الوطني، ونحن بحاجة تضافر الجهود الشعبية في مواجهة المؤامرات".

وعن واقع التعاونيات، أوضح أبو جيش أن التعاونيات منذ عشرينات القرن الماضي  لم تصل إلى الأهداف المرجوة  منها، حيث أن نسبة 1,7% من الشعب الفلسطيني هم أعضاء في الجمعيات التعاونية، وأضاف أن الاقتصاد التعاوني هو الاقتصاد الثالث الذي يقع بين الاقتصاد الاشتراكي والاقتصاد الرأسمالي.

وشدد  أبو جيش في ختام كلمته على ضرورة وجود تعاون ومسؤولية في زيادة الإنتاج والتنمية المستدامة، وأكد أن  هذ ا الدور يقع على عاتق الجمعيات التعاونية.

وذكر ممثل منظمة العمل الدولية منير قليبو في كلمته التي ركز فيها على موضوع العمل الللائق الذي يعتبر الشعار الذي تبنته منظمة العمل الدولية هذا العام في إحياء يوم العمل التعاوني في كل دول العالم، أنه " يأتي احتفال هذا العام 2019 تحت شعار "تعاونيات من أجل العمل اللائق" حيث  يسلط الضوء على أن العمل اللائق هو آلية أساسية للإدماج والعدالة الاجتماعية. إن جعل العمل اللائق حقيقة واقعة للجميع مضمن في أهداف لأمم المتحدة للتنمية المستدامة ويرتبط موضوع هذا العام بالهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة بشأن  "تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، والعمل الكريم للجميع".

وأشار ممثل منظمة أوكسفام محمد صوافطة في ختام الجلسة الافتتاحية أنه :" أصبح لدينا نوع من القناعة أن هناك قصص نجاح في فلسطين من دورا إلى جنين، لكنها ليست بالمستوى المطلوب، ويُعزى ذلك إلى فترة الغياب الطويلة لوجود جسم رقابي ومنظم للتعاونيات" وتابع صوافطة :"الآن نحن متفائلون بوجود هيئة العمل التعاوني كجسم ناظم ورقابي على التعاونيات، ونحن على رأس أولوياتنا تطوير هذا القطاع إلى جانب الهيئة والمنظمات الشريكة"

وتلا الجلسة الافتتاحية، كلمات لكل من الممثلين عن الاتحاد التعاوني العام، والاتحاد الزراعي، واتحاد التوفير والتسليف، والاتحاد الاستهلاكي، أجمعوا فيها على أن للتعاونيات دورا هاما في خلق فرص عمل لائق وفي عملية التنمية المستدامة، وقد  طرحوا في كلماتهم بعض التحديات التي يواجهها العمل التعاوني.

وخرج المشاركون في الحوار بنقاش عن تحديات العمل اللائق في الجمعيات التعاونية وتحديات العمل التعاوني بشكل خاص، ونتج عن الحوار عدد من التوصيات الهامة ذات العلاقة بالعمل اللائق، كان أهمها إحالة الجمعيات التعاونية التي يتخلل عملها الفساد إلى المحاكمة، وأن يتم تعليم العمل التعاوني كسبيل للعمل اللائق في المناهج التعليمية، والابتعاد عن التكرار في الانتاج لدى التعاونيات حتى تتمكن من المنافسة في السوق، وضرورة الإسراع في إنشاء صندوق التنمية التعاوني.

واستكمالا لإحياء يوم العمل التعاوني الدولي، تم تنفيذ زيارة ميدانية لجمعية مربي الدواجن التعاونية في رام الله كنموذج تعاوني رائد في التنمية والعمل اللائق، وقام بالزيارة رئيس هيئة العمل التعاوني يوسف الترك، وممثل منظمة العمل الدولية منير قليبو، وممثلين عن منظمة أوكسفام، وشملت الزيارة مصنع الأعلاف والمفرخة التابعين للجمعية في منطقة بيتونيا، وقد كان في استقبالهم رئيس جمعية مربي الدواجن وجيه طليب ، الذي أوضح أن الجمعية تأسست في العام 1974  نتييجة ظلم التجار، وأن  الجمعية بإنشائها أعالت أسرة فقيرة، وخرج منها مهندسين زراعيين وخبراء في مجال تربية الدواجن، ومن جهته ناقش منير قليبو مع رئيس الجمعية شروط العمل اللائق داخل منشآت الجمعية، وآلية صناعة الأعلاف.

وقد أطلع رئيس الجمعية الزوّار على مرافق مصنع الأعلاف، ومرافق المفرخة، الذين يتم فيهما الصناعة والتفريخ بشروط عالية الجودة، وضمن معايير صحية دقيقة وحديثة.