عريقات بين نفقين

عريقات بين نفقين
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير

سأُذَكّر الدكتور صائب عريقات بأحداث عايشها تماماً، وكذلك نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، وقد بدأت في عام 1996 مع بداية تأسيس السلطة، عندما قرر نتنياهو فتح نفق في القدس، وقد أثار هذا الإجراء، غضب الرئيس الراحل أبو عمار، واندلعت انتفاضة فورية لمدة 48 ساعة احتجاجاً على فتح النفق وسقط خلالها 75 شهيداً.

وتابع الرئيس كلينتون الأحداث بدقة، كما تابع الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك الأحداث بدقة متناهية، وكانت إسرائيل ترفض الانسحاب من الخليل آنذاك، وقيل: إن مبارك وصل إلى مرحلة بأن يحفظ أسماء شوارع الخليل عن ظهر قلب.

وتدخل الرئيس مبارك، كي تقف انتفاضة النفق مقابل اقتراح قدمه للإدارة الأمريكية، بأن ينسحب نتنياهو من الخليل، وفعلاً تم الانسحاب الإسرائيلي من الخليل، مقابل وقف أحداث النفق.

والآن وبعد أن قامت إسرائيل بفتح نفق طريق الحج اليهودي بالقدس، أسفل بلدة سلوان، اعتمد نتنياهو على تأييد أمريكي مُطلق، حتى إن السفير الأمريكي في تل أبيب فريدمان، أصبح مستوطناً وناطقاً بلسان المستوطنين.

وفي السابق، يذكر الدكتور صائب عريقات، أن الإدارة الأمريكية كانت تنتقد الفلسطينيين والعرب، وتدافع عن نفسها، وتقول: إن هناك تبايناً في المواقف السياسية بين إسرائيل وأمريكا، لكن العرب لا يرون هذا التباين، وربما في السابق كان ذلك كما يقولون، إلا أن الإدارة الأمريكية، أصبحت مجندة في خدمة الاستيطان الإسرائيلي، ولا أمل بموقف أمريكي يُنصف الشعب الفلسطيني ولو بـ 1%.

وحتى إن الضغط الأمريكي يزايد على الدول العربية بشكل كبير، بالترغيب والترهيب من أجل اتخاذ مواقف معادية للشعب الفلسطيني، وأستغرب من دعوة الدكتور عريقات للدول العربية التي شاركت في القمة الاقتصادية بالبحرين، بأن تعلن للأمريكان عن عدم موافقتها على ما جرى في البحرين، فمن أين ستأتيهم الشجاعة السياسية، ليعلنوا ذلك، وهم يشاهدون الأمريكيين، وهما يحملان المطرقة، ويحفران النفق بالقدس، وماذا بقي لديهم ليفعلوه، بعد أن نقلوا سفارتهم للقدس، وأعلن فريدمان أنه مستوطن يهودي.

ولا يسعنا أن نقول إلا كلمة واحدة.. لك الله يا قدس.

التعليقات