هل نقتل فيروز؟

هل نقتل فيروز؟
هل نقتل فيروز؟

فيصل زكارنة

يروي الكاتب الفلسطيني صقر ابو فخر في احدى مقالاته قصة مثيرة عن الشهيد القائد كمال ناصر والذي اغتالته  اسرائيل بما يسمى بعملية فردان  في بيروت 1973،يقول ابو فخر :- "في إحدى المرات، وكان يجوب شوارع بيروت مع الأديبة السورية كوليت خوري بسيارته «عزيزة»، وكان صوت فيروز يصدح من مذياع السيارة، فالتفت إلى كوليت وقال لها: يجب أن نغتال فيروز. ولما سألته كوليت خوري: لماذا؟ أجاب: لأن صوتها صافٍ وجميل، ويعطي فكرة كاذبة عن العالم وعن الوحل الذي نعيش فيه. لم يبقَ أي شيء في حياتنا إلا صوت فيروز. وعندما نغتالها يصبح كل شيء وحلاً في وحل. إنها تشوه سمعتنا، وتصور عالمنا كأنه كله صفاء كصوتها...."   على الاغلب ان هذه القصة قد حدثت في بداية عقد السبعينات من القرن الماضي واذا عدنا بالزمن لتلك الفترة فما عسى ان تكون تلك الاوحال والتي تحدث عنها الشهيد "والعرب  في ذلك الزمن،  واثار وانعكاسات الصراع العالمي  المتمثل بالحرب الباردة بين  قطبيها  الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ، ،لكن القدر لم يمنح الشهيد ناصر فرصة ان يرى  ما تلا تلك الاوحال بعد عام 1973  ، فقد اندلعت الحرب الاهلية اللبنانية بكل مأسيها   وخرجت مصر من البيت العربي لتعقد سلاما منفردا مع اسرائيل  والتي  اجتاحت  لبنان واحتلت عاصمته  دون ان يحرك العرب والعالم ساكنا وخرجت منظمة التحرير وقواتها من لبنان  لتصبح على بعد الالاف الكيلو مترات من فلسطين المحتلة  وازداد الفلسطينيون تشردا والعرب تشرذما واسرائيل تبجحا والعالم تجاهلا خاصة بعدسقوط الاتحاد السوفييتي  وتفرد الولايات المتحدة   بكل غطرسة بقيادة هذا العالم  ولم يعلم الشهيد ناصر انه سيلتقي برفقاء النضال في العالم الاخر والذين اغتيلوا  واحدا تلو الاخر وكان اخرهم ياسر عرفات زعيم ثورته التي لطالما تحدث بلسانها .

قد يكون القدر عادلا بان جنب الشهيد ناصر رؤية العراق محتلا  والحروب الاهلية والصراعات فتكت ببشعبه وشعوب غيره  كسوريا واليمن وليبيا وقد ا زداد القدر جمالا بان لم يمهل الشهيد ناصران يرى ان شعبه رضي بعملية سلام  سلام لا شكل ولا لون ولا قوام لها  بسبب التعنت والتبجح  الاسرائيلي ولسان حاله يقول"  ارضينا بالبين والبين ما رضي فينا"،وان الا ستيطان  لم يبق من ارضه شيئا  وازدادت مواكب الشهداء والاسرى  ولا رادع  لمن يحتل ارضك ويعيث بها فسادا  وان وحدة شعبه المقدسة قد دنست  بالانقسام البغيض  على ارض وطنه المحتل ، وان العلم الاسرائيلي قد رفع في بعض  العواصم العربية  وصدح  بسمائها نشيد " هتكفا "  كما ان الشهيد ناصر لم ير ذروة  الاوحال في وقتنا الحالي حيث اطل علينا  معتوه  يحكم  البيت الابيض ويعد الفلسطينيين بحل نهائي لقضيتهم "فتمخض الجبل  فولد فأرا"  فاتحفنا ترمب المعتوه بصفقة او بصفعة القرن فاعترف بالقدس عاصمة للكيان الضهيوني والغى حق اللاجئين بالعودة وشرعن لاسرائيل ضم الاراضي المحتلة واخر مشهد وحلي لصفعة القرن او (( صفقة وحيد القرن ترمب)) هو ما اطل علينا به المستوطن الابله  كوشنير صهر المعتوه ترمب وهو ورشة البحرين "السلام مقابل الازدهار " ماذا كنت ستقول او تشعر ايها الشهيد ناصر وانت ترى ذلك الابله وهو على منصة  زجاجية مرتفعة  يملي رؤيته الخارقة امام  مشاركين اغلبهم يلهثون وراءه ارضاء لعمه المعتوه  وخوفا منه واقلية حضروا قصرا لانهم لم يستطيعو مواجهة  ضغط  ذلك المعتوه ووزنه الثقيل  ويختتم   المشهد الوحلي في البحرين  حيث سيشتري الابله كوشنير حقوق الفلسطينيين  ويبيعهم وهما بخمسين مليار دولار  يدفعها اللاهثون والمهرولون ورائه . 

ماذا كنت ستقول ايها الشهيد ناصر عندما ترى اعضاء الوفد الاسرائيلي وهم يلتقطون" السلفي" لهم في شوارع المنامة وفي مشهد وحلي اخر  يطل علينا تيارا متنامي خاصة في القسم الصحراوي الشرقي من بلاد العرب اوطاني  وهو يروج ويدعم حق اسرائيل في الوجودويصف شعبك ايها الشهيد ناصر ببقايا السلاجقة والصليبين والروم ،وان لاحق لهم في ارض فلسطين اليهودية .

وبعد ان استعرضنا لك ايها الشهيد ناصر ملخصا للاوحال التي امتدت من ذلك اليوم المصادف العاشر من نيسان 1973عندما ارتقت روحك الى العلا برفقة ارواح اشقائك كمال عدوان وابو يوسف النجار حتى يومنا هذا فاننا وان كنا سنسير وفقا لحديثك مع زميلتك كوليت خوري فيجب ان نقتل فيروز مليون مرة وان نسكت صوتها الى الابد ليصبح العالم وحلا  بوحل او اننا ننفض هذا الوحل بجناحي طائرنا الفنيقي ونحلق  عاليا من جديد نحو الشمس كعادتنا منذ الالاف السنين فالتعود روحك ايها الشهيد ناصر لتخبرهم بانك تنتمي الى حضارة  اريحا وهي اول حضارة نشات على  وجه الكرة الارضية  منذ اكثر من اثنا عشر الف عام والتي نقلت الانسان الاول من مجموعات الكهوف  ا والصيد الى مجتمع المدينة والزراعة والتخبرهم ايضا ان اجدادك الكنعانيين علموهم الابجدية ليفهموا بعضهم البعض بعد ان كانوا يهمهموا بطلاسم يصعب فك رموزها  وان  اجدادك اسسوا اول دولة فلسطينية لهم  قبل 2000 عام على يد حارد الفلسطيني  الكنعاني ابن عسقلان والمعروف بهيرودس الكبير،وثاني دولة  لشعبك فكانت على يد  ظاهر العمر  ابن عرابة البطوف  قبل 300 عام في الوقت الذي استنكروا على شعبك دولة هزيلة ولو على جزء بسيط من ارض وطنهم المسلوبة وايضا لتقول روحك لهم باننا نعيش تلك الاوحال منذ  اكثر من  ستة الاف عام على ارض فلسطين التي شهدت عشرات الاحتلالات  والاجتياحات   والغزوات وانتنشرت الاوحال في كافة  ارجائهاالا ان الغزاة رحلوا ورحلت اوحالهم معهم وبيقينا نحن كما نحن نزرع الزيتون ونحرث الارض وناكل الزعتر  وطائرنا  الفنيقي يحلق من جديد نحو الشمس  ..   لن نقتل فيروز ايها الشهيد ناصر ولن نسكت صوتها الصافي  والذي  غلبه صفاء   قلبك ونقاؤه  بان رفض  تلك الاوحال فالامل ما زال موجودا وسسبقى موجودا  والاحرار والاشراف  امثالك موجودون في كل مكان  وان العالم لن ييقى موحلا كما  تصورت  ... وتذكر دائما  ايها الامير الكنعاني النبيل ابن بيرزيت انك تنتمي للقوم  الجبارين  الذين طالما عاشوا الاوحال وقاوموها  وخرجوا منتصرين  .... 

التعليقات