طمليه: ورشة المنامة جهد تظليلي محفوفة نهايته بالخسران

طمليه: ورشة المنامة جهد تظليلي محفوفة نهايته بالخسران
رام الله - دنيا الوطن
اعتبر "جهاد طمليه" عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، ورشة المنامة الاقتصادية الأمريكية، بأنها مجرد جهد تظليلي سيختتم بالخسران المبين، على الرغم من مشاركة العديد من الدول العربية فيها، وهو ما يمكن اعتباره تحولاً يجب التوقف عنده؛ لا عند عقد الورشة بحد ذاتها، ولا حتى التوقف عند فكرتها
لأنها عبارة عن تجميع لأفكار اقتصادية سبق للإدارت الأمريكية السابقة، من جمهورين وديمقراطين أن طرحوها، ولعل أبرزها خطة كيري التي بشرت بإنفاق مبالغ مالية أكبر من التي عرضها كوشنير في جلسة افتتاح الورشة، لكننا لم نلمس ولم
نرى أي أثر لتلك الأفكار والمبادارت، ومن سخرية القدر أن شعبنا تعرض بعدها لسيل من العقوبات الاقتصادية الإسرائيلية الأمريكية المشتركة التي توجت بالسطو على أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية.

إذن، يمكن اعتبار الورشة نفسها جزء من الجهد الذي تبذله الإدارة الأمريكية لإدارة الصراع العربي الإسرائيلي والتلاعب بعناصره، لغايات مد أمد وعمر الاحتلال، ومنحه ما يلزمه من وقت لتهويد فلسطين والسيطرة عليها بالكامل، بالتزامن مع فتح قنوات وخطوط اتصال لدولة الاحتلال الإسرائيلي للتغول في العمق العربي بمساعدة العديد من الحكام العرب الذي ترتعش كراسيهم من تحتهم ويحركهم هذا الدافع للتعاون مع المحتل نظير وعود بحمايتهم وحماية حكمهم الفاسد والمبدد لخيرات الأمة ولمقدراتها.

وأضاف "طمليه"، يعني ذلك أن هذا الجهد يفتقر لدعم وغطاء الشرعية الدولية، ولموافقة الجانب الرئيس في الصراع العربي الإسرائيلي وهو دولة فلسطين المحتلة، وهما العنصران اللذان أدار الرئيس ترامب لهما ظهر إدارته؛ ما نزع الشرعية عن
كل فعل وجهد يقوم به بهذا الخصوص.

 كما نزع عنه صفة الحياد المطلوب توفرها في أي وسيط يرغب بلعب دور ما في تسوية أي خلاف بين الفرقاء والمتخاصمين، ما أفقد تلك الإدارة أهليتها كوسيط للسلام، وهو ما يلقي ظلال ثقيلة من الشك حول دور ترامب ومبعوثيه غير الموثوقين الذين ينصب جهدهم حول تجريد المفاوضات حول التسوية السياسية من سياقها السياسي والتاريخي، تمهيداً لشطب حق شعبنا غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، والتحكم بموارده ومقدراته الطبيعية. 

ما وضع ورشة المنامة في خانة الجهود المظللة المنعقدة على
نية التحايل؛ وقلب الحقائق الساطعة واستبدالها بمعطيات واهنة، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تسويات اقتصادية وهمية وأكذب من لمعان السراب، ولن يكون لها أي أثر أو نتيجه فضلاً عن كونها مصممة على إعفاء الاحتلال الاسرائيلي
من أي أعباء مالية لأن الدول العربية المشاركة في تلك الورشة ستجبر على دفع كافة النفقات والكلف المالية التي ستترتب عنها.

كما ندد البرلماني الفلسطيني بمشاركة بعض الشخصيات الفلسطينية، التي وضعت نفسها في صف العدو وانحازت لجانبه وهو يحارب شعبها ويستلب أرضه ومقدساته، وهم لا يمثلون شعبنا ولا حتى عائلاتهم.

واختتم "طمليه" تعقيبه بالقول: إن إفشال هذا الجهد التأمري وإعدام مخرجاته مرهون بمدى تماسك وتوحد شعبنا وهو يواجه سياسات الاحتلال والاستعمار، من خلال المواجهة الشعبية الشاملة الكفيلة بأفشال كل ما لا يريده، ولا يستقيم مع تحقيق حقوقه الوطنية والقومية المشروعة غير القابلة للتفاوض أو المساومة، والتي تشكل جزءًا لا يتجزأ من مبادئ الشرعية الدولية.