الفاشل يَجُرُّ العالم للكارثة

الفاشل يَجُرُّ العالم للكارثة
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير

لقد أتيحت للرئيس الأمريكي ترامب فرصة تاريخية بأن يقود الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلالها العالم كله نحو الأفضل، لكنه أساء استخدام هذه الفرصة، وبدلاً من تعيين مستشارين لديهم خبرة ودراية بالعمل السياسي، حول البيت الأبيض إلى بيت العيلة على طريقة زعماء العالم الثالث الفشلة.

حتى إنه أوكل أهم ملف، وهو القضية الفلسطينية إلى صهره الفاشل كوشنر، والذي لو لم يكن صهراً للرئيس ترامب؛ لكان يحتاج إلى واسطة، كي يجلس لكي يشرب فنجاناً من القهوة بجانب حارس من البيت الأبيض، وبالتالي هو صهر الرئيس، وبالتالي حظي بامتيازات ضخمة بالعالم الثالث، رغم أن أمريكا تاريخياً سلمت ملف القضية لخبراء في السياسة والجيش، وكل هذه الأمور، وحتى الأمن.

وترك كوشنر يقوم بشطحاته السياسية المقرفة غير الواقعية، والتي كان آخرها مؤتمر البحرين، وشاهدت على التلفاز هذا الكوشنر يلقي خطبة تافهة حول القضية الفلسطينية أمام الزعماء العرب والأوروبيين، واستغربت كيف يجلس هؤلاء القوم كي يستمعوا إلى هذا التافه.

ولكن كل زعيم من هؤلاء، بما فيهم زعيم دولة البحرين، حوّل مؤتمر البحرين لخدمة مصلحة آنية صغيرة وتافهة، مقارنة بحجم القضية الفلسطينية وتأثيرها على مستوى العالم، فنرى أن زعيم هذه الدولة يريد أن يتقرب زلفى من ترامب، أو نتنياهو ليحمي عرشه، أو هكذا يظن، أو كي يحصل على بعض المساعدات المالية من الدول الخليجية أو أمريكا.

وتفتقت عقلية كوشنر على أن المساعدات التي تقدم مقابل حل القضية، هي قروض وليست مساعدات، وخيراً فعل الرئيس أبو مازن بأن قاطع هذا المؤتمر المسخ، لأنه عندما نريد أن نحل القضية الفلسطينية بمقابل مالي لا يمكن أن يكون شوية نقود، ودولة إسرائيل لم تقم ولم تنشأ على يد بن غوريون بالقليل من المال، بل نشأت بمساعدات ضخمة من قبل دول عظمى ورجال يهود قدموا لها.

ولكن هل علينا نحن الفلسطينيون أن نعاني فوق المعاناة التي عانيناها 70 عاماً مقابل بعض قروض لحل هذه القضية أي بثمن بخس، والسادات عندما أبرم اتفاقية سلام مع إسرائيل تلقت مصر من الولايات المتحدة سنوياً 2 مليار دولار مساعدات، أي على مدى 40 عاماً حوالي 80 مليار دولار.

وتلقت السلطة الفلسطينية بعد أوسلو مليارات من الدولارات كمساعدات، وتلقت إسرائيل سنوياً من أمريكا لوحدها 6 مليارات دولار منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد للسلام، رغم أن إسرائيل خرجت مهزومة، ومع ذلك أغدقت أمريكا عليها المساعدات وليست قروض، حتى تحولت إسرائيل إلى قطعة من أوروبا بالشرق الأوسط.

والآن جاء عبقري زمانه كوشنر، يطرح فكرة القروض وتوزيع القروض تحت يافطة مساعدات كي يتحقق الازدهار بالشرق الأوسط، وما قيمته 25 مليار دولار لمصر والأردن ولبنان إضافة لـ 25 ملياراً للسلطة الفلسطينية .

وكان باستطاعة الرئيس ترامب أن يضغط على نتنياهو كي يسمح بحرية التجارة بالضفة وغزة، وعندها لن تحتاج السلطة لمساعدات، ففي عهد الدكتور رامي الحمد الله، وصلت السلطة لتصدير ما قيمته مليار دولار من البضائع، وإذا كان من فرصة أضاعها الشعب الفلسطيني، فهي الدكتور رامي الحمد الله، وهو الأن يعض أصابعه ندماً على هذه الخطوة، لأنه حقق إنجازات عظيمة للدولة الفلسطينية الفقيرة، ولن نقدر له ما فعله.

التعليقات