حنا: استيلاء الجمعيات الاستيطانية على العقارات الارثوذكسية تعتبر امتهانا لتاريخنا

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن صفقة باب الخليل انما تعتبر انتكاسة غير مسبوقة تستهدف حضورنا المسيحي الاصيل والعريق في المدينة المقدسة، وانه تسونامي بكل ما تعنيه الكلمة من معاني اذ تخطط المجموعات الاستيطانية المتطرفة للاستيلاء على الابنية الارثوذكسية الجميلة والعريقة في باب الخليل والتي بنيت قبل مئات السنين من قبل اباء قديسين ورهبان كرسوا حياتهم في الخدمة والعطاء والدفاع عن الاماكن المقدسة.

ان ما يخطط لباب الخليل لا يمكن ان يستوعبه العقل البشري فباب الخليل وابنيته الجميلة انما هي واجهة القدس والطريق المؤدية الى الكنائس والاديرة والبطريركيات كما والى كنيسة القيامة المجيدة .

فأين هو العالم المسيحي مما يحدث في مدينة القدس واين هم المسيحيون الذين يستهدف وجودهم وتسرق اوقافهم في المدينة المقدسة ؟!

ان استهداف باب الخليل وابنيته الارثوذكسية العريقة انما هي مسألة لا تقل خطورة عن استهداف الاقصى والاوقاف الاسلامية فالقدس مستهدفة في هويتها وتاريخها وطابعها وتراثها ووجب علينا كفلسطينيين ان ندافع عن القدس وان نرفض هذه المشاريع المشبوهة والصفقات الخبيثة التي تندرج في اطار سياسة طمس معالم القدس وتهويدها واسرلتها .

لقد اصبح المسيحيون في القدس قلة في عددهم وهذه القلة تتراجع يوما بعد يوم وضياع باب الخليل واوقافه سيؤدي الى تراجع دراماتيكي في اعداد المسيحيين في المدينة المقدسة .

نوجه ندائنا الى كافة محبي القدس الذين يعرفون قيمتها الروحية والتاريخية والوطنية بضرورة ان يلتفتوا اليها وان يهتموا بما يحدث فيها فلا تتركوا القدس لوحدها فريسة لاعدائها المتربصين بها والمتآمرين على مقدساتها واوقافها ، واننا نناشد جلالة الملك عبد الله الثاني وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها بضرورة العمل على انقاذ ما يمكن انقاذه في القدس ، فقد وصلت السياسات الاحتلالية الاستيطانية في المدينة المقدسة الى مراحل متقدمة والقدس تضيع من ايدينا يوما بعد يوم في حين اننا متمسكون بالقدس عاصمة روحية ووطنية لنا ، ان مسؤولية الدفاع عن القدس انما تقع على عاتقنا جميعا مسيحيين ومسلمين ولا يجوز ان نستسلم امام هذا الامر الواقع الذي يرسم للقدس ويخطط لها ، فضياع القدس هو استهداف لكرامتنا ولتاريخنا ولايماننا ولقيمنا الروحية والانسانية والوطنية .

ان صفقة باب الخليل وضياع الاوقاف الارثوذكسية العريقة في باب الخليل كما وفي غيرها من الاماكن انما هي محاولة لطمس الوجود المسيحي في مدينة القدس واستهداف للمدينة المقدسة بشكل كلي فالمسيحيون والمسلمون في القدس هم عائلة واحدة وعندما يستهدف احد الاعضاء نكون كلنا المستهدفين .

وقد جاءت كلمات المطران هذه اليوم لدى استقباله وفدا من ابناء الجالية الفلسطينية في كندا حيث وضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف للاوقاف والمقدسات كما وتحدث عن باب الخليل وخطورة المشروع الاستيطاني في تلك المنطقة .