حنا: الاحتلال الذي سرق ارضنا يسعى لسرقة ثقافتنا والنيل من معنوياتنا

رام الله - دنيا الوطن
اقدمت سلطات الاحتلال مساء امس على منع نشاط ثقافي في مدرسة دار الايتام في مدينة القدس واقتحمت المكان ومنعت اقامة هذه الامسية الثقافية الشعرية المهداة للمدينة المقدسة وفي الاونة الاخيرة شهدنا منعا لكثير من النشاطات والفعاليات الثقافية التي تحمل الطابع الوطني في المدينة المقدسة كما وتناولت وسائل الاعلام مؤخرا انباء تقول بأن هنالك قوانين سيتم سنها تُمنع بموجبها اية نشاطات فلسطينية في المدينة المقدسة .

ففي الوقت الذي فيه تسرق اوقافنا المسيحية منا وفي الوقت الذي فيه يعتدى على المسجد الاقصى وعلى كثير من احياء القدس وابنائها تُقمع ايضا النشاطات الثقافية في مدينة  القدس فالى اين نحن ذاهبون ؟

ان مؤتمر البحرين المشبوه الذي سيعقد بعد ايام لن يعقد من اجل الدفاع عن القدس ولن يعقد من اجل الدفاع والحفاظ على اوقافها ومقدساتها المستباحة بل يعقد من اجل تمرير صفقة القرن والتآمر على القضية الفلسطينية وعلى مدينة القدس وعلى اوقافها بشكل خاص .

لقد وصلت الاوضاع في مدينة القدس الى مرحلة في غاية الخطورة فكل شيء عربي وكل شيء فلسطيني اسلامي او مسيحي مستهدف ومستباح في مدينتنا المقدسة وحتى النشاطات والفعاليات الثقافية تمنع وتقمع في القدس ويتم اعتقال المبادرين والداعين وبعض المدعوين فيا لها من انتكاسة كبيرة ويا لها من نكبة جديدة ومتجددة حيث يراد انتزاع القدس من الضمير العربي ومن الهوية الفلسطينية .

الاحتلال من خلال قمعه واستهدافه للنشاطات الثقافية في القدس انما يريدنا ان نشطب القدس من قاموسنا ويريدنا ان نتخلى عن انتمائنا للقدس .

سرقوا اوقافنا واستولوا على عقاراتنا واصبحت البؤر الاستيطانية منتشرة في القدس هنا وهناك وها هم اليوم يسعون لسرقة ثقافتنا والنيل من تاريخنا وتراثنا وانتمائنا لهذه المدينة المقدسة .

المقدسيون يشعرون في كثير من الاحيان انهم كاليتام على موائد اللئام ويشعرون ايضا انهم لوحدهم يقارعون جلاديهم المتآمرين على مدينتهم ومقدساتهم واوقافهم .

لن نتسائل اين هم العرب فالحالة العربية المتردية معروفة للقاصي والداني ولن نتسائل عن الانحياز الامريكي والغربي للاحتلال فهذا قائم منذ سنين طويلة ولا نتوقع ان يتغير او ان يتبدل نحو الافضل ما دام الواقع العربي كما هو وما دام العرب يعيشوا حالة الضياع والترهل التي يمروا بها .

والانكى من ذلك ان هنالك بعضا من العرب الذين نصبوا لنا اعداء مفترضين وهميين لكي ينسى العرب عدوهم الحقيقي الذي شرد شعبنا وسرق ارضنا ويستهدف قدسنا ومقدساتنا واوقافنا .

لا تتوقعوا ايها الاحباء ان تتغير اسرائيل وان يتغير الموقف الامريكي والغربي فالذي يجب ان يتغير هو واقعنا العربي واتمنى ان يكون التغيير نحو الافضل وليس نحو الاسوء ، اما نحن المقدسيون فسيبقى لسان حالنا اننا باقون في مدينتنا متشبثون بمقدساتنا واوقافنا ومهما تآمروا علينا ستبقى القدس لابنائها ولن تكون للمحتلين المستعمرين الذين يعيثون فيها دمارا وخرابا ويسعون لطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها .