حمزة نمرة يُثير الجدل بأول زيارة له إلى فلسطين.. هل هو "مُطبع" مع إسرائيل؟

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice

وقالت الناشطة والإعلامية جيهان عوض: "بالمناسبة، لا لوم على حمزة نمرة فهو كأي مواطن عربي يعتمد مقاييس حركة المقاطعة BDS والتي تقول بأن زيارته ليست تطبيعا طالما أنه لم يتعامل مع سفارات الكيان ولم يحصل على فيزا وإنما تصريح عادي ولم يأت إلى بلادنا عبر مطار العدو إنما دخل عبر جسر الذل الذي ندخل منه نحن".

وكشفت جيهان: "وبالمناسبة كان هناك تنسيق بين بلدية رام الله وحركة المقاطعة منذ البداية".

وأضافت: "أشفق على العالم من تناقضاتنا نحن، أظن أن نمرة سيصدم من أننا نقول بأن زيارته تطبيعا لكونه يظن بأنه اجتاز هذا الشرط، طبعا مقاييس BDS هي الحد الأدنى للمقاطعة وليست الأعلى، لكن العالم كله يتبع مقاييسها".

وختمت: "لا أبرر لنمرة بقدر ما أقول بأننا علينا أن نتفق نحن على مقاييس التطبيع أولا ثم ندعوا العالم للإلتزام بها".

وكتب الناشط الفلسطيني الشهير علاء أبو دياب: " بخصوص زيارة حمزة نمرة لرام الله، إجمالاً ما بتدخل بالنقاش حول التطبيع، وما عمري اتهمت حدا بالتطبيع الا مرة وحدة لانها تجاوزت التطبيع وصارت.... (تباً لك واللعنة)، يوم ما هاني العلمي ومحمد الدجاني شاركوا بمؤتمر إسرائيل بالمانيا..
باستثناء ذلك اذا ما خانتني الذاكرة بتدخلش.. وبحكيش!".

وأضاف: "اللي بدي احكيه هاي المرة واللي دايماً بحكيه بهيك خلافات، إحموا الBDS.. الجسم اللي بشتغل بكل العالم وبوجع الإحتلال بكل محل وبحقق نجاحات، مش صح احنا نهاجمه ونخليه محل خلاف.. معايير الBDS البعض بشوفها لايت، والبعض الآخر بشوفها متطرفة، وهادا طبيعي، بس اللي مش طبيعي عشان انت بتحب فنان معين تهاجم الBDS اللي بتفيدنا اكتر من كل حفلات الدنيا، ولا طبيعي عشان معاييرها سمحت بزيارة تهاجمها وتشكك فيها".

واستطرد في منشور عبر صفحته الرسمية الموثقة: "ما قلت انها مقدسة ولا منزلة، بس النا فيها مصلحة عليا اليوم، وما في حدا واعي بهاجم جيشه بنص معركة، لازم ينفتح النقاش مع الBDS وتتراجع المعايير بس من باب الحرص عليها مش من باب "مين هدول عشان يقرروا عنا"

ووجه رسالة: "بالنسبة لغير الفلسطينيين، اللي بده ييجي عالبلد ما رح يعمل استفتاء شعبي ويسأل واحد واحد من الفلسطينية شو رأيك؟ الناس بتسأل الBDS اللي المفروض بتقود حملة المقاطعة وهمه بقولولوهم اه او لأ.. ما بنفع نقول عنهم مطبعين بعد ما اخدوا الموافقة من الحملة! العالم بشتغلوش عنا يشوفوا كل واحد شو بحب، وما لازم نكره العالم فينا".

واستطرد: "الأفضل برأيي هو الإلتفاف حول الBDS اكتر واكتر.. ممكن يكون في سلبية هون او هون، بس لا يذكروا امام الإيجايبات، والإجماع هو القوة الوحيدة في حالة حملات زي المقاطعة، هجومك عليها ممكن يضعفها ويفتتها، وبعديها بتضل انت ورأيك المتشدد الصحيح لحالك، بتحكيه لاصحابك بدون تأثير عالأرض.. في حين الحملة حتى لو بأقل تشدد بتمنع حدوث كتير نشاطات وفعاليات وبتوجع الإحتلال أكتر.. صوت الBDS مسموع بالعالم، ومؤذي وبحاولوا يجرموه، أظن هادا يستحق نتنازل مرات ونمرق اشي مش على هوانا".

وختم بخلاصة رأيه: "عليه وبحسب المعايير المعتمدة اليوم وبعد حصوله على موافقة الBDS، من حقك ما ترحب بالفنان حمزة نمرة وما تروح على حفلته، بس ما بطلعلك تقول عنه مطبع".

مطالبات بزيارة غزة

وهاجمت الناشطة المرابطة دوماً على أبواب المسجد الأقصى خديجة خويص، زيارة نمرة وكتبت: "ما زلنا نتبّعُ الفتوى، فاتبّاع فتوى كبارِ العلماء خير لديننا وأسلمُ من أن نكونَ كالقطيع نسيرُ على غير هدى، إنّما تقليد أعمى واتباع للهوى".

وأضافت عبر صفحتها على الفيسبوك: "زيارة الديار الفلسطينية بتأشيرة من الاحتلال وموافقته لا يحقّقُ مصلحةً لفلسطين ولا لأهلها وخاصة من العرب المحيطين بالمنطقة ، وهو نوعٌ من أنواعِ التطبيع مع كيان الاحتلال والاعتراف به".

واستطردت: "هذا من جانب؛ أمّا الجانب الآخر فهو زيارة حمزة نمرة لرام الله لإحياء حفلٍ تابعٍ لبلدية رام الله !!ناهيك عن الطريقة في الوصول ، وعدم جدوى هذه الزيارة ، وهي نوعٌ من أنواع التطبيع مع الكيان".

وتساءلت: "ما حاجتنا للغناء للإنسانية ونحن في ظروف تحملُ أسوأ ما يكونُ للإنسانية وأهلها !؟في واقعٍ تُغتالُ فيه الإنسانية والشرعية في مصر الحبيبة ليأتينا مغنٍ مصريّ ويعزفَ ويغني على جراحنا!".

وختمت: "قد يرحبُّ به البعض ، بسبب قصر في النظر لأبعاد القضية ؛ ولكن هو وهشام الجخ وغيرهم من المطبّعين غير مرحّب بهم ع الأقل من شريحة نمثّلها نحن".

وطالب بعض نشطاء مواقع التواصل الفنان نمرة بزيارة غزة أيضاً، فكتبت آيات ضهير: "وين المشكلة لو حمزة نمرة ميل ع غزة من معبر رفح زي كل هالوفود اللي بتفوت من كل العالم! حتى اقربلو ولا هما الناس بغزة ممنوع ينبسطوا؟".

ووافقتها الرأي الإعلامية غدير مراد:"حمزة نمرة في رام الله لاحياء اغاني الثورة الفلسطينية ، طيب احنا بغزة نفسنا بمهرجان وطني بعيدا عن الاحزاب وحمزة يغني فيه".

حركة المقاطعة تستنكر

ولن تمر زيارة نمرة دون أن تخرج حملة المقاطعة - فلسطين وهيئتها قطاع غزة BDS عن صمتها، وهذا ما حدث.

فقد استنكرت قبل بداية الحفل اعتزام  نمرة المشاركة في مهرجان "وين ع رام الله "، لأنه بحسب البيان الذي أصدروه، سيكون سبباً في مروره عبر معبر تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الحملة في بيان مقتضب نشرته وسائل إعلام محلية أنه لا يوجد أي ضرورة ملحة تدعو "نمرة" للمرور عبر معبر تسيطر عليه قوات الاحتلال معتبره ذلك دخولاً في دائرة التطبيع.

وجددت الحملة دعوتها للفنانين والمثقفين العرب والمؤسسات الثقافية العربية إلى مقاطعة المشاريع والأنشطة التطبيعية، والالتزام بمعايير المقاطعة التي تبناها المجتمع المدني العربي على مدى عقود.

ماذا حدث؟

وفي النهاية، أحيا نمرة الحفل دون مُعيقات، ورفع الكوفية الفلسطينية عالياً مُعظم الوقت، وأدى العديد من الأعمال الفنية والاغاني والفقرات التراثية والغنائية والتي شهدت تفاعلا كبيرا من قبل النساء والأطفال في مدينة رام الله.

وبعد انتهاء الحفل، كتب النمرة عبر صفحته: "والله سعدت جداً بشوفتكم وضيافتكم يا أهل فلسطين وكانت حفلة رائعة، وأشكر بلدية رام الله رئيسها وكل طاقمها المحترمين على الدعوة الكريمة وعلى المجهود الكبير ليخرج الحفل في أحسن صورة".

وطلب من الجمهور نشر فيديوهات من الحفلة.

وحمزة نمرة مؤلف موسيقي ومغنٍ، وعازف جيتار مصري، من مواليد 15 نوفمبر 1980 مهتم بالثقافة العربية الأصيلة محاولًا تجسيد العلاقات الاجتماعية والإنسانية من خلال أغانيه.

أصدر حمزة نمرة ثلاثة البومات من إنتاج شركة تسجيلات أوايكننغ: "احلم معايا" و"انسان" و"اسمعني"، في مارس 2018 أصدر ألبومه الرابع "هطير من تاني" من إنتاجه الخاص، وفي عام 2011 أنتج البوم إنسان الذي حققق أكبر نسبة مبيعات وهو الأفضل في عام 2012.

وبدأ اهتمامه بالموسيقى في سن مبكرة، وحين أصبح في السابعة عشرة، بدأ في تعلم الموسيقى والغناء، وعاصر واختلط مع معظم الاتجاهات الموسيقية السائدة في ذلك الوقت في الإسكندرية، وكان من ضمنها اتجاه إحياء نموذج الفرق الموسيقية.

دنيا الوطن رصدت آراء النشطاء:

لقطات من حفل حمزة نمرة في رام الله: