الأورومتوسطي يوثّق حالات مشينة لإعدام أسرى والتنكيل بجثثهم في معارك طرابلس الليبية

رام الله - دنيا الوطن
أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء تقريرًا موجزًا يوثّق حالات إعدام خارج إطار القانون، وتعذيب وتنكيل بالجثث، خلال المعارك الدائرة قرب العاصمة الليبية طرابلس، مشيرًا إلى أنّ تلك الأفعال يمكن أن ترقى لجرائم حرب.

وقال المرصد الحقوقي الدولي –مقرّه جنيف- إنّ الاشتباكات المسلحة بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق -المعترف بها دوليًا- أسفرت منذ 4 أبريل 2019 عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة نحو 3 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح أكثر من 82 ألف مدني من المناطق التي تشهد عمليات قصف واشتباكات متبادلة جنوبي العاصمة طرابلس.

ووفقًا للتقرير، وثّق فريق الأورومتوسطي شهادات تؤكّد تنفيذ قوات حفتر عمليات إعدام خارج إطار القانون وتمثيل مشين بجثث مقاتلين تابعين لحكومة الوفاق بعد أسرهم وهم على قيد الحياة ويتمتعون بصحة جيدة.

وحصل الأورومتوسطي على مقاطع صوتية لمكالمة هاتفية بين مقاتلين في قوات الوفاق قبل قتلهم بمدة قصيرة، تحدثوا فيها عن ظروف أسرهم وطلبوا فيها مبادلتهم بأسرى من قوات حفتر.

ويستعرض التقرير شهادة "محمد الفقيه" - مقاتل في صفوف قوات حكومة الوفاق - في شهادته لفريق الأورومتوسطي، إنه وأثناء انسحابه من أحد المواقع العسكرية جنوبي طرابلس نتيجة لوقوعه تحت ضربات نارية، صادف "عبد السلام نوري أبو دبوس"، أحد المقاتلين في قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحكومة الوفاق، وهو متزوج ولديه 4 أطفال. وأضاف أنّه بعدما تحدثا قليلاً عن سبب الانسحاب واتفقا على اللقاء بعد جولة تفقدية للمكان، انقطع الاتصال بشكل نهائي مع "عبد السلام"، ما جعل الفقيه يتأكد من وقوعه أسيرًا.

ويتابع الفقيه أنّه تلقى في اليوم التالي اتصالًا من شخصٍ مجهول، تبيّن أنه قائد في قوات حفتر، وأبلغه أنّ شخصًا يود الحديث معه، وبعدما تبيّن أنه الأسير "عبد السلام"، طلب منه أن يتواصل مع بعض القادة العسكريين التابعين لحكومة الوفاق ليتمكنوا من مبادلته مع مقاتلي حفتر الذين وقعوا في الأسر بالقرب من مدينة الزاوية عند بوابة 27.

وبحسب شهادة الفقيه فإنه تحدث إلى آسري عبد السلام وأوصاهم بالحفاظ على سلامته حتى تتم عملية التبادل، كما أنّ الآسرون زوّدوه بمعلومات حول مكان تواجد عبد السلام واسم آمر السجن.
وبعد تاريخ 5 أبريل/ نيسان 2019، حتى التاسع والعشرين من نفس الشهر، فُقد الاتصال مع عبد السلام، إلى أن سيطرت الكتيبة 166 التابعة لحكومة الوفاق الوطني على مستشفى "السبيعة" جنوبي طرابلس، حيث وجدوا عبد السلام جثة هامدة في إحدى ثلاجات الموتى التي فُصلت عنها الكهرباء عمدًا.