وسط صمت الأغلبية.. كيف خلق تفاعل المشاهير مع وفاة محمد مرسي الكثير من الأزمات؟

وسط صمت الأغلبية.. كيف خلق تفاعل المشاهير مع وفاة محمد مرسي الكثير من الأزمات؟
توضيحية
خاص دنيا الوطن
رغم محاولة تجاهل أغلب الفنانين والمشاهير والإعلاميين العرب، وفاة الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، داخل قاعة المحكمة، أمس الاثنين، إلا أن القليل منهم خرج عن هذا الصمت.

واتخدت نعوات الفنانين اتجاهات مختلفة، فبعضهم تعامل مع الأمر بطريقة إنسانية بحتة، وآخرون وجدوا في وفاته فرصة لتجديد ميوله السياسية، ومهاجمة أطراف أخرى.

كانت البداية في اللاعب الدولي السابق محمد أبو تريكة الذي نعاه كاتباً عبر صفحته الرسمية عبر (تويتر): "رحم الله الدكتور محمد مرسي، رئيس مصر الأسبق، وأسكنه فسيح جناته وغفر الله له وثبته عند السؤال واجعل قبره روضه من رياض الجنة وتجاوز عن سيئاته".

  

تغريدة تريكة فتحت عليه النار من قبل الإعلامي أحمد موسى، الذي هاجمه خلال برنامجه "على مسؤوليتي" بطريقة هستيرية،  واصفاً إياه بالإرهابي والمجرم والخائن والعميل والحرامي.

  
 



ولم يكتف موسى بذلك، بل شمت في وفاة مرسي واصفًا إياه بـ "الجاسوس"، قائلاً إن مصيره "جهنم وبئس المصير".

وأضاف خلال برنامجه الذي يُعرض على فضائية "صدى البلد": "سيظل قاتلاً وجاسوسًا وخائنًا لبلاده حتى بعد وفاته.. سيبقي مرسي مقبورًا جاسوسًا إلى جهنم وبئس المصير".

واستطرد منفعلاً: "ما يحدث من قتل للجيش والشرطة هو بتحريض من محمد مرسي، حيث كان يخطط لبيع الأرض والعرض، وكان يستضيف قيادات تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية في قصر الرئاسة"، واصفًا فترة حكمه لمصر التي لم تستمر سوى لعام واحد بأنها "كانت كتابًا أسود".

وتابع موسى الذي يعرف بأنه من أشد المعادين لحكم "الإخوان"، قائلاً: "اليوم نترحم على شهداء الوطن ونقف ونساند أسرهم"، مستدركًا: ""جماعة الإخوان أساءت للبشرية وفي مقدمتهم العياط، والرحمة لشهداء الإسلام والجيش والشرطة والمواطنين والقضاء".

ومضى قائلاً: "النائب العام هشام بركات، قتل على أيدي جماعة الإخوان، ويدهم ملطخة بالدماء منذ 40 عاماً"، معلقًا: " مرسي كان شمتان في استشهاد بركات! ومين اللي قتل السادات!" ومين اللي حاول يقتل مبارك ونجيب محفوظ غير الإخوان!".

وأردف متوجهًا إلى الإخوان بالقول: "انتم دلوقتي عايزين تبقوا أبطال لا أنتم قتلة ومجرمين وولعتوا في البلد منذ 2011، ومين اللى قتل الشهداء في كرداسة غير مرسي وجماعته.. مرسي مكنش بيقرأ قرآن ولا داعية.. ده المحرض الأكبر في تاريخ البشرية وربنا هيحاسبه وإحنا مش بنشمت في حد".
  
 

وفاجأت الفنانة شيريهان مُتابعيها عبر مواقع التواصل بتقديمها العزاء بوفاته، لدرجة أن بعض المغردين بدأوا بالتشكيك أنه حسابها الحقيقي، وكتبت شريهان: "إِنَّا للهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ في وفاة الرئيس المصري السابق الدكتور #محمد_مرسي".

  

أما الشاعر المصري الشهير أمير طعيمة، فقد اتجه إلى الناحية الإنسانية، وكتب: "الموت له حرمة، و محمد مرسي الآن بين يدي الله يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء، أنت ما تعرفش ايه اللي في صحيفتك ولا هتبقي في مكان أفضل منه ولا لا. إتقوا الله شوية واحترموا الموت، النبي قام لجنازة يهودي رغم كل ما عاناه من اليهود".

  

أما خالد أبو النجا وعمرو واكد، اللذان يواجهان اتهامات بالخيانة العظمى من قبل محامين تقدموا ببلاغات للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضد الفنانين، وتم فصلهما من نقابة الفنانين على إثر ذلك، فوجداها فرصة لتجديد مواقفهما السياسية.

حيث علق أبو النجا على خبر أمر النائب العام بمصر بالتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة داخل قاعة المحكمة بعد وفاة مرسي.


  

وكتب أبو النجا: "الي متي ستبقي الحقيقة متحفظ عليها في زمن السيسي؟ #كفاية_عك"

أما عمرو واكد، فقدم العزاء بمرسي صريحاً وكتب: "البقاء لله وتعازينا للأهل والأسرة، الله يرحمه ويعوضه بعدله".

وأردفها بتغريدة أخرى كتب فيها: "كنت أعتقد ان الموت هو ضعف البشرية، اتضح أنه القوة".

  

وكان أبو النجا وواكد، قد انتقدا سياسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أثناء مشاركتهما في جلسة استماع غير رسمية بالكونغرس الأميركي حول ملف حقوق الإنسان والتعديلات الدستورية في مصر. 

وقدم الممثل نبيل الحلفاوي العزاء بطريقة مُباشرة: "الدوام لله.. محمد مرسي، ينتقل إلى حيث العدل المطلق، إنا لله وإنا إليه راجعون".

 أما نجم ستار أكاديمي محمد عطية وجدها فرصة للحديث عن "الإهمال الطبي"، وكتب: "الإهمال الطبي في السجون شيء غير آدمي أو إنساني بالمرة.. بعيداً عن أي انتماءات أو كلام سياسي... الطريقة اللى مات بيها مرسي شيء صعب وقاسي جداً علي معارضيه قبل مؤيديه... الموت شيء مفجع في العموم، فبلاش تخلطوا فيه الأمور أو تشمتوا... الله يرحمه".

  

وحاول المُطرب الملتزم حمزة النمرة، مسك العصا من النصف في حديثه عن وفاة مرسي، فكتب: "إنا لله وإنا إليه راجعون، من كان يراه مظلوماً فهو عند الله العدل، ومن كان يراه ظالماً فهو عند الله العدل".

  


ووقع الإعلامي المصري عمرو أديب في ورطة حين غرد: "لن نشمت في وفاه محمد مرسي، فنحن لا نفعل كما يفعل الاخوان المسلمين"، حيث تلقى هجوماً غير مسبوق خرج على إثرها يُدافع عن نفسه من تُهمة "التعاطف مع مرسي".


 وقال أديب في برنامجه: "يقولون إنني أتعاطف مع مرسي بسبب ارتدائي لـ (كرافته) سوداء .. للأسف سأكون مضطرًا لأن أصبح تافهًا وسوف أعرض الكرافته أمام الكاميرا، فلونها رمادي وبها جزء أبيض، وليست سوداء مثلما يزعم البعض".

وأضاف: "أستطيع قول قصائد في ذم محمد مرسي، لكن ليس من الفروسية أن تفعل هذا بعد وفاته.. قلت كل ما أريده في حياته وإبان حكمه، وانتهى الأمر.. لماذا أحزن عليه؟ هو ليس من عائلتي وعلاقتي به وبالإخوان معروفة، لكن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقف لجنازة يهودي.. احترامًا لحرمة الموت".

وتابع: "لا نريد أن نصبح مثل الإخوان الذين شمتوا في مرضي ودعوا لي بالوفاة، ونجل مرسي قال للفنان محمود عبد العليم، إن الكفن الأبيض يليق به".

واستدرك: "لا نريد أن نكون مثلهم، ونشمت في الموت لأن هذا ضد أخلاقيتنا وديننا".

  
 

يذكر أن التلفزيون المصري الرسمي أكد أمس الاثنين وفاة محمد مرسى، بعد إصابته بإغماء أثناء جلسة محاكمته بقضية التخابر، حيث تم اعتقاله عقب ثورة 30 حزيران/ يونيو 2013.

وأعلنت النيابة العامة المصرية في بيان، أن الرئيس محمد مرسي سقط مغشياً عليه أثناء وجوده في قفص الاتهام، حيث تم نقله فوراً إلى المستشفى، وتبينت وفاته.

التعليقات