حنا: استهداف الابنية التاريخية الارثوذكسية بباب الخليل انتاكسة غير مسبوقة تستهدف كنيستنا

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه يبدو ان البعض لم يستوعبوا حتى الان ماذا يعني بالنسبة الينا خسارة الابنية التاريخية الارثوذكسية العريقة في باب الخليل .

هذه الصفقة التي تعتبر من اخطر الصفقات التي تمت في مدينة القدس والتي هدفها تغيير ملامح القدس وطمس معالمها وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني فيها كما انها تعتبر تطاولا مباشرا على الحضور المسيحي العريق في هذه المدينة المقدسة .

ان صفقة باب الخليل انما تعتبر ظاهرة خطيرة لا سيما ان المستوطنين المتطرفين والذين يتسمون " بعطيرت كوهانيم " قد يدخلوا الى هذه الامكنة في اي وقت يناسبهم لا سيما ان المحاكم الاسرائيلية قد قدمت لهم الغطاء القانوني لكي يقوموا بذلك .

اننا نرفض اي خطاب تضليلي ايا كان شكله وايا كان لونه واولئك الذين يتحدثون عن صفقة باب الخليل من الافضل ان يبقوا صامتين بدلا من ان يحاولوا تضليل الرأي العام وبث معلومات غير دقيقة وغير صحيحة .

ان عيد العنصرة انما يعتبر عيد ميلاد الكنيسة وفي هذا العيد يجب ان نكون صادقين امام الهنا وكنيستنا وامام ضميرنا فلم يعد من اللائق ان نسمع كلاما مضللا مزيفا للحقائق والوقائع هدفه التأثير على الرأي العام .

ان ما ارتكب بحق باب الخليل انما هي خيانة عظمى لا بل جريمة نكراء ويؤسفنا ويحزننا ان هنالك اشخاصا قد قبضوا المال وباعوا ضميرهم وانسانيتهم واخلاقهم وهم يعملون من اجل التأثير على الرأي العام من خلال المعلومات المضللة والغير صحيحة .

ان صفقة باب الخليل انما تعتبر انتكاسة غير مسبوقة لكنيستنا ولقدسنا ويبدو ان البعض لم يصلوا الى هذا الاستنتاج حتى اليوم ويحاولون التخفيف من خطورة هذه الصفقة الغير مسبوقة والتي تعتبر امعانا في تهميش واضعاف حضورنا المسيحي في هذه الارض المقدسة .

اتمنى من الجميع ان يتحملوا المسؤولية التاريخية فالقدس بحاجة الى اشخاص يتحلون بالاستقامة والصدق والوطنية والانتماء الحقيقي لهذه البقعة المقدسة من العالم .

بالكذب والنفاق والاجندات الشخصية والمصالح الانية لا يمكن ان نحافظ على القدس ولا يمكن ان نصون الاوقاف والمقدسات فصون اوقافنا يحتاج الى اناس صادقين متحلين بالامانة لا يغيرون مواقفهم ومبادئهم وفق المصالح والاجندات المختلفة والمتعددة .

يبدو ان نكبة باب الخليل ستجعلنا نكتشف نكبات جديدة وستميط اللثام عن وجوه كنا نظن انها شيء فاذا بنا نكتشف انها شيء اخر .

نوجه ندائنا لابناء كنيستنا ولابناء شعبنا الفلسطيني بأن يدركوا جسامة المخاطر المحدقة بمدينتنا المقدسة فالاستيلاء على ابنية باب الخليل انما تندرج في اطار سياسة ممنهجة هادفة الى طمس معالم مدينتنا وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها .

اننا نرفض اي خطاب استسلامي يبث في النفوس اليأس والاحباط فنحن اصحاب قضية عادلة ولا يجوز الحديث عن صفقة باب الخليل خاصة او عن واقع مدينة القدس بشكل عام وكاننا امام حالة لا حول لنا ولا قوة امامها .