اطفال الياسمين يحوّلون النفايات البلاستيكية الى ازهار

اطفال الياسمين يحوّلون النفايات البلاستيكية الى ازهار
رام الله - دنيا الوطن
 تنافس 30 من أطفال وزهرات منتدى الياسمين البيئي على تحويل قوارير بلاستيكية كانت في طريقها لتشويه طرقات المدينة وزيادة نفاياتها، إلى قوارير ملونة غرسوا فيها نباتات وأزهار، واصطحبوها إلى بيوتهم.

وعكف أعضاء المنتدى الذي يرعاه مركزا التعليم البيئي المنبثق عن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، والطفل الثقافي التابع لبلدية نابلس، على إنتاج القوارير في تدريب عملي نفذه أيمن عبد ربه من سلطة جودة البيئة.

وتحلق الأطفال حول عبد ربه، الذي يواصل منذ سنوات تحويل النفايات إلى تحف فنية بأشكال إبداعية، وشرعوا في تطويع العبوات البلاستكية، العصية على التحلّل، لتصبح قوارير بألوان جذابة.

وكان عبد ربه يحث الأطفال خلال العمل، على إطلاق العنان لأفكارهم، والمساهمة في المحافظة على نظافة وطنهم ومدينتهم، وتزيين منازلهم ومدارس، وخاصة من المواد البلاستيكية التي تساهم بنسبة كبيرة من النفايات الصلبة.

وقال: نشجع الأطفال على عدم الاكتفاء بنقد الواقع البيئي المتدهور الذي يحيط بهم، ونغرس فيهم الأمل لفعل شيء ولو بسيط ينعكس على محيطهم. أفكار صغيرة لنظافة البيئة سيثمر في المستقبل.

وأعادت مديرة مركز الطفل الثقافي رسمية المصري تذكير أعضاء “الياسمين” بأهمية الحرص على البيئة، والتفكير في التحديات التي تواجهها، ومساعدة جهات الاختصاص على تجميل المدينة وتزينها، والتأثير على الآخرين للكف عن الممارسات السلبية كرمي النفايات العشوائي، وحرقها، والاعتداء على المساحات الخضراء.

وقالت: انطلق المنتدى قبل خمس سنوات، ولدينا هدف واحد ووحيد هو غرس حب البيئة في الأطفال، وإشراكهم في مبادرات وأنشطة تحسن من الواقع البيئي الذي يشاهده الصغار في طرقاتنا ومدننا، بصورة غير لائقة بحقنا.

وبالنسبة للمصري، فإن الأنشطة الصغيرة تساهم عمليًا في بناء وعي ينقص مجتمعنا، وتعمق عند الأطفال توجهات خضراء تصنع مستقبلًا أجمل، وهو بكل الأحوال أفضل مئة مرة من تكرار نقد الواقع الصعب الذي تشهده البيئة الفلسطينية. وأضافت: تدريب اليوم يساعد دون شك البلدية والمؤسسات الحريصة على نظافة نابلس.

ويوجه مركز التعليم البيئي، الذي انطلق قبل 32 عامًا، جزءاً كبيراً من برامجه للعمل مع الأطفال، ويشجعهم على الاقتراب من بيئتهم، ويعرفهم بالتنوع الحيوي لفلسطين، ويصمم لهم أنشطة وفعاليات خضراء، ويُطلق منتديات وأندية بيئية، وينفذ زيارات صفية تنشر الوعي بالقضايا والتحديات البيئية في فلسطين والعالم.

وما أن فرغ الأطفال من بث الحياة في القوارير المهملة وتلوينها بألوان جذابة، إلا وأضافوا التراب إليها، واختاروا أصنافاً من الصبار والأزهار لغرسها، وانتهوا بتزيين أرضيتها بالحصى الملون.

وباحت الصغيرة نورا شاهين: البلاستيك لا يتحلل، ونقرأ في مدارسنا أن عقبة كبرى أمام بيئتنا، واليوم نبدل من حاله، وسننقل أفكارنا إلى المدرسة، وبالتأكيد سنطورها في المستقبل.

وأضافت: تعلمنا اليوم تجربة جديدة، وهي سهلة، والأهم أن تعفي بيئتنا من استقبال المزيد من النفايات.

وسرد هشام عوادة سيرة ذاتية للمنتدى، الذي أسسه “التعليم البيئي” و”الطفل الثقافي” خلال أحياء فعاليات شهر البيئة عام 2013، ولم يكتف الصغار بمحاضرات وتدريبات وتوعية نظرية، بل انتقلوا إلى حارات نابلس القديمة وأسواقها، وجمعوا النفايات العشوائية، وحثوا المواطنين والتجار على النظافة، وغرسوا الأشجار في “سما نابلس”، وفتحوا حواراً مع رئيس بلديتها المهندس عدلي يعيش، وكتبوا رسائل لمسؤولين تحثهم على منح البيئة المزيد من الاهتمام، وانخرطوا في أنشطة تطوعية، وشاركوا في الأسابيع الوطنية لمراقبة الطيور وتحجيلها التي يطلقها مركز التعليم البيئي بالتعاون مع سلطة جودة البيئة.