التعليم البيئي يُصدر إرشادات لليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف

التعليم البيئي يُصدر إرشادات لليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
رام الله - دنيا الوطن
أصدر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، نشرة إرشادية خاصة باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يصادف في 17 حزيران/ يونيو، واعتمدته الأمم المتحدة قبل 25 عامًا، بالتزامن مع إقرار اتفاقية مكافحة التصحر، التي وقعها 195 طرفًا دوليًا.

وقال المركز إن العالم يحتفي هذه السنة بالتقدم الذي أحرزته البلدان بالإدارة المستدامة للأراضي، ويأمل في الخمسة وعشرين عامًا المقبلة، التمكن من تحييد أثر تدهور الأراضي، باعتباره أساسًا قويًا للحد من الفقر والغذاء والأمن المائي، فضلاً عن التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

وقالت النشرة: إن شعار هذا العام "لننمي المستقبل معًا" يستدعي البدء بخطوات عملية، يشارك الجميع في تنفيذها، وبخاصة أن تداعيات الجفاف والتصحر، باتت معضلة حقيقية، تصل تداعياتها السلبية لكل القطاعات.

أشجار أصيلة

وقدّم المركز إرشادات عملية لإعادة التشجير، وتشبيب الأشجار الهرمة، وتبني غرس الأصناف الأصيلة كالخروب، والقيقب، والبطم، والسماق، والسّريس، والزعرور، وغيرها، وتفادي زرع الأصناف الدخيلة التي تترك عواقب وخيمة على النظام البيئي، وتنافس الأنواع الأصيلة.

وقالت النشرة: إن تشبيب الأشجار الهرمة، والتخلص من الأجزاء التالفة في مواسم التقليم، وتشديد العقوبة على قاطعي الأشجار، خاصة المُعمرة، ومنع الرعي الجائر والاحتطاب تساعد في الحفاظ على تعافي الغطاء النباتي.

ودعت إلى تكثيف حملات الري التكميلي للأشجار حديثة الزراعة في فصول الجفاف، واختيار طرق سقاية فعّالة لها كالري بالتنقيط، واللجوء إلى طمر المناطق المروية؛ للمحافظة على الرطوبة، ولتقليل التبخر، وتفادي الري في ذروة أوقات الحر، واعتماد الري في الصباح الباكر أو فترات الغروب.

ولفت النشرة إلى أن عدم التخلص من الأعشاب بالطرق التقليدية، أو بالحراثة في مواعيدها، أو خلط الأعشاب بالتراب ليتحول إلى سماد عضوي يساعد في تهوية التربة، فاقم هذا العام من تهديد الحرائق، وخاصة بعد جفاف الأعشاب، وأدى إلى خسارة الكثير من المساحات المزروعة.

وحثت النشرة على ضرورة الإسراع في إزالة الأعشاب الجافة، وإبعادها عن الحقول والمزارع، وتجنب التخلص من الأعشاب بالحرق، وتبني أنماط زراعية مستدامة تقلل من استنزاف التربة ورفع نسبة ملوحتها، وتتفادى القضاء على مكافحة الأعداء الطبيعية للآفات، وتفرط في استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية.

إدارة مائية

ومضى المركز: إن إدارة المياه الفعالة، وتوفير المياه المعالجة أو إعادة استخدامها، أو جمع مياه الأمطار، أو تعميم نماذج الحصاد المائي تساهم في الحفاظ على الأشجار والنباتات التي تتطلب ريًا في مواسم الجفاف.

وأكدت النشرة أن الاستخدام الأمثل للمياه لا يعني بأي حال الإغفال عن المطالبة بالعدالة المائية، ولفت أنظار العالم إلى أن الاحتلال ينهب أكثر من 85% من مصادرنا المائية، ويمنعنا من التمتع بمواردنا الطبيعية، ويعيق إقامة المشاريع المائية المستدامة.

تثبيت التربة

وقالت النشرة إن تثبيت التربة عبر استخدام الأسوار الرملية، والجدران الإستنادية، والسناسل (السلاسل) الحجرية التي حافظ عليها الأجداد في حقولنا، وخاصة الجبلية منها، وإقامة مصدات للرياح من خلال أحزمة الأشجار، والتعامل مع مقالع الحجارة والكسارات وفق إجراءات وقائية مشددة، ومنع التجريف، وتقييد الرعي تساهم كلها في المحافظة على التربة.

وأوضحت أن المزارع التي تُدار بالتجديد الطبيعي (FMNR)، تتيح النمو الطبيعي للأشجار، من خلال التقليم الانتقائي من براعم شجيرة، ويمكن استخدام بقايا من الأشجار المُقلمة كغطاء للحقول؛ لزيادة احتباس التربة، والحد من التبخر.

وذكرت أن التصحر بالمفهوم العالمي، يعني تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة. والسبب الرئيس فيه الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، ويحدث ذلك لأن النظم البيئية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة العالم، معرضة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم. ويمكن للفقر، ولعدم الاستقرار السياسي، ولإزالة الأحراج، وللرعي المفرط، ولممارسات الري السيئة أن تتلف جميعها إنتاجية الأرض.

أرقام دولية

وأضافت، وفق البيانات الأممية، فإنه بحلول عام 2035 سيعاني 1.8 مليار فرد ندرة المياه، وسيعيش ثلثا سكان الأرض في ظروف "الإجهاد المائي"، وبقدوم عام 2045، سينزح زهاء 135 مليون فرد بسبب التصحر. ويساهم استعادة تربة النظم الإيكولوجية المتدهورة في تخزين ما يصل إلى 3 مليارات طن من الكربون سنويًا، فيما يمثل قطاع استخدام الأراضي قرابة 25% من إجمالي الانبعاثات العالمية. وبالتالي فإن إعادة تأهيل ذلك القطاع وإدارته إدارة مستدامة هو أمر بالغ الأهمية لمكافحة تغير المناخ، وقد يُشرد نحو 50 مليون شخص خلال السنوات العشر القادمة نتيجة للتصحر، في وقت تقدر وتيرة تدهور الأراضي الصالحة للزراعة بمعدل يتراوح بين 30 و35 ضعف المعدل التاريخي، ويعتمد نحو ملياري شخص على النظم البيئية في مناطق الأراضي الجافة حيث يعيش 90% منهم في البلدان النامية.

جهود ومبادرات

واختتمت النشرة بالحديث عن دور المركز في التوعية بالتصحر والجفاف، عبر مؤتمرات سنوية، وتدريبات، وورش، ومجموعات عمل، ومخيمات صيفية، وبرامج مدرسية، ومنتديات نسوية وشبابية وطلابية. بجوار أنشطة عملية كغرس الأشجار، وتوزيع الأنواع الأصيلة على المزارعين والمواطنين، وإطلاق مبادرات: (شجرة لكل طالب)، و"يوم البيئة الفلسطيني"، والشوارع الصديقة للبيئة، ومبادرات المطران سني إبراهيم عازر لإطلاق صناديق التوفير الخضراء، لتنفيذ مبادرات بيئية في المدارس والأحياء، كغرس الأشجار، وحملات النظافة، و"مدارس خالية من النفايات"، واعتبار 5 آذار محطة وطنية للزراعة، والتطوع، وحماية التنوع الحيوي.