الشعبية تؤبن عضو مكتبها السياسي الراحل القائد رباح مهنا

الشعبية تؤبن عضو مكتبها السياسي الراحل القائد رباح مهنا
رام الله - دنيا الوطن
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم السبت حفل تأبين لعضو مكتبها السياسي الراحل د.رباح مهنا في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة بحضور وطني وشعبي وجبهاوي واسع، تقدمهم قيادات وكوادر وأعضاء الشعبية، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وعائلة وأصدقاء المناضل الكبير، وجمهور غفير امتلأت بهم القاعة.

ورحبت أحلام عيد بالحضور، مستعرضة مناقب الراحل  الكبير، داعية الحضور للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لروح الراحل ولدماء الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.

الجبهة الشعبية: فلسطين والجبهة فقدتا هامة وطنية كبيرة وطوداً من مدرسة العطاء الشامل

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر كلمة أكد فيها أن فلسطين والجبهة الشعبية فقدتا هامة وطنية وجبهاوية كبيرة، وطوداً من مدرسة العطاء الشامل، وركناً بارزاً من أركان الحركة الوطنية ليس في قطاع غزة بل على مستوى فلسطين.

وقال مزهر: " كان بمقدور رفيقنا الراحل أن يكون طبيباً شهيراً بوصفه أحد أبرز الأطباء الفلسطينيين آنذاك، ولكنه اختار الأهم بأن يكون طبيباً يُسخر جهوده في مقاومة الاحتلال، والتصدي للتحديات التي تواجه الحركة الوطنية بتناقضاتها الداخلية".

وقال مزهر: " لقد جمعت بيني وبين الراحل الكبير سنوات طويلة من العمل والنضال وعرفته عن قرب في الاعتقال الإداري بسجن النقب "كيلي شيفع" عام 1992"، مشيراً إلى أن الراحل أبو مروان وضع بصماته على كل صرح وطني ومؤسساتي ومجتمعي عمل فيه وفي مقدمته اتحاد لجان العمل الصحي ومستشفى العودة وجمعية الهلال الأحمر ومؤسسة الضمير وغيرها الكثير من المؤسسات، لافتاً أنه وعبر مسيرته الطويلة كان نعِم الأخ والرفيق والقدوة والقائد وفارساً في كل الميادين، وكان رفيقاً ديناميكياً لأبعد الحدود حتى في ظل معاناته من المرض، ودائماً في ميدان العمل الذي لم يغادره يوماً.

وقال مزهر "من جديد نقع أمام اختبار اختطاف الموت لأحبتنا وأعزاءنا، فقد فُجعنا خلال الأشهر القليلة الماضية برحيل قادة جبهاويين كبار أبرزهم القائد الرفيق أبو صالح القطاوي، والقائد الرفيق صلاح محمد ومن قبلهم رفيق وصديق الراحل القائد رأفت النجار والقائد الجبهاوي ماهر اليماني أبو حسين، والقائد أبوجمال العبيد".

الجبهة الشعبية: كان الرفيق الراحل تقدمياً مناصراً للمرأة والشباب

وأضاف مزهر بأن الراحل كان رفيقاً تقدمياً مناصراً للمرأة والشباب، تميز دوماً بالجرأة والشجاعة وبنظراته الثاقبة، عطوفاً برفاقه وأبناء شعبه، وكان صاحب قلب كبير، وصادقاً مع نفسه قبل الآخرين، وعاش حياته ببساطة الثوار الكادحين ولم يتوقف يوماً عن قول كلمة الحق والتعبير عن موقفه ورأيه ودفاعه عن قيمه ومبادئه.

الجبهة الشعبية: الرفيق رباح كان دوماً نصير الغلابة والفقراء وامتاز بالروح الكفاحية العالية

وبيّن مزهر بأن د.رباح كان دوماً نصير الغلابة والفقراء، وأنيقاً في تعامله مع رفاقه وأصدقائه وحتى مع خصومه السياسيين، لم يرفع شعارات المبادئ والقيم الإنسانية فحسب، بل مارسها عملاً ونضالاً على مدى سنوات نضاله الطويلة، وقد امتاز بالروح الكفاحية العالية، وبموجب هذه الروح تحمّل في محطات عديدة المسئوليات في العمل العسكري دون تردد، متمسكاً بالثوابت لا يساوم عليها.

وقال مزهر: " أبو مروان" لم يألُ جهداً في بذل كل ما استطاع لخدمة شعبه ووطنه، لقد كانت حياته زاخرة بالمهمات السياسية والخدمات الإنسانية والاجتماعية".

ولفت مزهر بأن رباح كان من أكثر القيادات الوطنية جهداً في سبيل إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة وتجسيد الوحدة الوطنية، وكان ضمن القيادات الفلسطينية الذين وقعوا على اتفاق المصالحة 2011 في القاهرة، وترأس حينها لجنة المصالحة المجتمعية.

الجبهة الشعبية: سؤال الوحدة ظل يشغل الرفيق الراحل حتى في الرمق الأخير من حياته

وأكد مزهر بأن سؤال الوحدة ظل يشغل الرفيق الراحل أبومروان حتى في الرمق الأخير من حياته، لأنه كان يرى فيها السلاح الأمضى القادر على مواجهة المؤامرات والمخططات التصفوية وفي مقدمتها صفقة القرن، وحماية وتعزيز الجبهة الداخلية كركيزة لحماية مشروعنا الوطني التحرري، وكان يؤكد على حرمة الدم الفلسطيني، وأهمية تكريس الحريات وضمان سيادة القانون واحترام التعددية السياسية والفكرية والرأي والرأي الآخر وحرية العمل والنضال.

الجبهة الشعبية: الرفيق الراحل كان من أبرز القيادات الذين تبنوا خطاً ثورياً ثابتاً

وأضاف مزهر بأن الرفيق الراحل كان من أبرز القيادات الفلسطينية الذين تبنوا خطاً ثورياً ثابتاً باتجاه توجيه التناقض الرئيس نحو الاحتلال وأن تبقى بنادقنا مشرعة في وجهه فقط، ومؤمناً بالجماهير معتبراً شعبنا الفلسطيني هو صانع الانتصارات والإنجازات والحامل الحقيقي لمشروعنا الوطني نحو تحقيق أهدافنا الوطني.

وقال مزهر “ انهمك الرفيق أبومروان في أيامه الأخيرة ورغم وضعه الصحي في كيفية مواجهة صفقة القرن، المشروع الأمريكي القديم الجديد لتصفية قضيتنا الفلسطينية، واضعاً نصب أعينه على أن حالة الإجماع الوطنية الرافضة لهذه الصفقة يمكن استغلالها للدفع بجهود ترميم الحالة الوطنية المنهكة بالانقسام والاحتلال لمواجهة الصفقة".

وفي الموضوع السياسي، شدد مزهر على ضرورة استثمار موقف الإجماع الوطني الرافض لصفقة القرن من خلال إعداد برنامج وطني شامل لمواجهة الصفقة، وفتح اشتباك مفتوح مع الاحتلال، داعياً لضرورة الإسراع في عقد لقاء وطني عاجل لصوغ الاستراتيجية الوطنية، والاتفاق على ميثاق شرف لتوحيد الموقف الفلسطيني المقاوم للصفقة.

واعتبر مزهر بأن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وفقاً لما تم الاتفاق عليه وطنياً في القاهرة وبيروت، يُشكّل اللبنة الأولى لإسقاط صفقة العار والمؤامرات التي تستهدف تصفية قضيتنا، بما فيها تصريحات المستوطن " فريدمان" بشأن ضم الاحتلال لأراضٍ في الضفة. نقول لهذا المتصهين إن الضفة هي أرض عربية فلسطينية.

وأكد مزهر رفض بأنه لا يمكن لشعبنا القبول بمقايضة حقوقنا الوطنية الثابتة بمشاريع إنسانية، أو تقديم رشوة اقتصادية عبر ورشة العار في البحرين أو عبر التفاهمات أو غيرها. مشدداً أننا طلاب حق ولن نساوم وستبقى بنادقنا مشّرعة حتى رحيل هذا الاحتلال.

وشدد مزهر بأن التصدي للصفقة ومخاطرها على القضية الفلسطينية والمنطقة العربية برمتها، تتطلب موقفاً عربياً واضحاً برفض صفقة القرن بشكلٍ واضحٍ، مؤكداً رفضه لورشة العار في البحرين معتبراً إياها خطوة أولى على طريق البدء بتنفيذ الصفقة، معرباً عن رفضه لمشاركة الدول العربية في هذه الورشة، داعياً إياهم لإلغاء المشاركة فيها.

واعتبر مزهر بأن الهجمة الأمريكية والاسرائيلية على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية تفرض على كل الرافضين لهذه السياسة إحياء مشروع نهضوي عربي مقاوم يُجرّم التطبيع ويتصدى للمخاطر الحقيقية التي تستهدف المنطقة واستقرارها.

وأعلن مزهر بأن الأيام القادمة ستشهد تحركات شعبية وجماهيرية في غزة والضفة والشتات، وأمام سفارات وقنصليات الاحتلال وأمريكا تحت عنوان " الصفقة لن تمر".

وفي ختام كلمته، عاهد مزهر الراحل أبو مروان بأن تواصل الجبهة السير على ذات الدرب، حاملة إرثه الغني، ورسالته السامية التي أداها بأمانة وإخلاص، حاملاً راية الوطن خفاقة.

تيسير محيسن: ودعنا قائداً لم يُغّيِر ولم يُبّدِل مواقفه في زمن تنحني فيه الهامات

من جانبه، ألقى تيسير محيسن كلمة مؤسسات العمل الأهلي والمجتمعي استحضر فيها مناقب الراحل قائلاً: " قبل أربعين ليلة ودعنا قائداً لم يُغّيِر ولم يُبّدِل مواقفه في زمن تنحني فيه الهامات، وتنكسر الرقاب ويخضع الرجال"، فقد كان الدكتور رباح طبيباً ماهراً وإنساناً صادقاً ومناضلاً عنيداً، وناشطاً في ميادين العمل العام، في خدمة الفقراء والغلابة من أبناء شعبنا دون أجر أو مقابل، وكان من الرجالات الذين نحتاج في كل مرة وعند كل معضلة أو مسار أن نعود إليهم نسألهم نستأنس برأيهم نرتاح لمواقفهم لنتقفى آثارهم.

وأضاف محيسن بأن الراحل ترك في المسارين السياسي والمجتمعي بصمات واضحات من الإنجاز والأثر من الصدق والتفاني، من العطاء والمواظبة، فكان قائداً سياسياً مخلصاً، وكان قائداً جماهيرياً صادقاً.

وقال محيسن " يستحق الراحل أن تكتب قصة حياته وتعمم باعتبارها مثلاً وقدوة للأجيال في التمسك بالمبادئ والمحافظة على طهارة اليد، وحيوية النشاط العام في خدمة الفقراء والمحتاجين، وبالطبع في خدمة الوطن بشكل عام، فقد كان أبو مروان متعدد المواهب والاهتمامات فمن العمل السياسي والكفاحي إلى العمل النقابي ومزاولة مهنة الطب، ومن القراءة الأدبية والاهتمامات الثقافية إلى الحوار والتواصل الإعلامي، ومن العمل المدني والإنساني إلى التنظيم السري".

ولفت بأن هذه السيرة الغنية تُشّكل مدرسة لكنها لا زالت في حاجة لمن يعد لها منهاجها عبر تعقب مراحلها وتعميم دروسها.

وخاطب روح الراحل قائلاً: " كم كنت شجاعاً وجريئاً وأنت تواجه المواقف الصعبة بحكمةٍ وحنكةٍ وصلابةٍ دون خوف أو وجل، نتذكر وأنت تقدم بطاقة عضوية الجمعية العربية الطبية للجندي الصهيوني بدلاً من التصريح، أو حينما تحدد مكان جلوسك بين ركاب السيارة أو موعد ركوبك من القدس بما لا يلفت الانتباه إليك وأنت تحمل مواد كفاحية سرية".

وأضاف محيسن بأن الراحل أبو مروان ناضل مع زملائه من أجل حق التنظيم النقابي، والدفاع عن قضايا الفقراء وحقوق النساء والشباب وحصولهم على الخدمات الأساسية، وافتتح عيادته الطبية في الشجاعية ومن ثم في غزة، وعرف بكفاءته وانحيازه للفقراء، حيث ترك العمل في العيادة للتفرغ بالعمل العام بشقيه الكفاحي والمجتمعي.

وأشار إلى أن الدكتور أبو مروان كان يعتبر منظمات المجتمع المدني مكون أساسي من مكونات المجتمع وتقوم بدور مهم بالعمل الوطني والضغط من أجل تحقيق المصالحة وحماية الحقوق والحريات وضمان مشاركة النساء والشباب وتعزيز صمود المواطن.

القوى: فقدنا قائداً وطنياً ديمقراطياً تقدمياً بارزاً من قادة العمل الوطني

من جهته، ألقى صالح ناصر مسئول الجبهة الديمقراطية في قطاع غزة كلمة القوى قال فيها " نلتقي اليوم لنؤبن قائداً وطنياً ديمقراطياً تقدمياً، قائداً بارزاً من قادة العمل الوطني ، وصديقاً وفياً ورجل حوار حريصاً على الوحدة الوطنية وعلى التقريب بين فرقاء اليسار الفلسطيني وقواه الديمقراطية بما يعزز نضالات شعبنا ويحقق له أهدافه في العودة وتقرير المصير والاستقلال".

وأضاف ناصر " كان الرفيق الشهيد رائداً من رواد العمل المجتمعي الأهلي، نصيراً للفقراء والمهمشين، وللمرأة، وإسهاماته في العمل الصحي والاجتماعي خير شاهد على ذلك، مدافعاً صلباً عن الحريات الديمقراطية السياسية والاجتماعية، وحرية الرأي والتعبير، وحق المواطن بحياة كريمة، إيماناً بأن الانسان هو أغلى رأس مال، ومن يبني الانسان يبني العالم".

وأكد أبو ناصر بأن رباح اتسم دوماً بميزة التواضع ونكران الذات والتماهي مع الجماعة ونسب الإنجاز إليها، وكان بليغاً باختصار الخطاب المعلن، ساطعاً بتجنب الأضواء، مؤمناً بأن العمل الجيد دائماً يعبر عن نفسه بنفسه، باعتباره ملكاً للمناضلات والمناضلين الساعين في رحاب القضية الوطنية.

وأضاف بأن المناضل الوطني الديمقراطي أبو مروان أفنى العمر مكافحاً من أجل فلسطين والقدس بأقصاها وكنائسها ومن أجل العيش بوطن حر عزيز تسوده الكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

عائلة الراحل: ترك لنا سيرة طيبة وإرث كبير في العطاء الإنساني والنضال الوطني

من جانبه، ألقى اسحق مهنا شقيق الراحل كلمة العائلة " قال " تركت لنا سيرتك الطيبة وارثك الكبير في العطاء الإنساني والنضال الوطني لفلسطين وقضيتها على مدار سنين حياتك، فكيف لنا أن ننساك وقد آثرت العمل الوطني على حساب ترف الحياة التي كانت في متناول يدك منذ أن أنهيت حياتك الجامعية لتلتحق بعملك طبيباً في وزارة الصحة".

وأضاف قائلاً: " حملت روحك على كفك وواجهت كافة أشكال المعاناة وشظف الحياة ثمناً لدفاعك عن قضية الوطن حيث اعتقلت في سجون الاحتلال ومنعت من السفر وفرضت عليك الإقامة الجبرية لسنوات طويلة كحال أغلبية أبناء شعبك الصابر والمقاوم والصبور".

وقال: " كيف لنا أن ننساك أو كيف لنا أن ننسى أنك آثرت ذلك حين انضمامك للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مقتبل عمرك، وأفنيت زهرة شبابك مخلصاً لمبادئها في التحرير والدفاع عن قضايا فلسطين وأهلها دون أن تنتظر لذلك ثمناً بل ضحيت في سبيل ذلك بوقتك وترف الحياة والعيش الرغيد وبقيت حتى رحيلك يشهد لك الجميع بنظافة يدك فلم تكل ولا تمل على شتى الصعد الوطنية والثقافية والمجتمعية مع رفاق دربك.

وأضاف: " لن يفوتنا التذكير بدورك وجهودك الصادقة في سبيل إنجاز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الواقع في مجتمعنا الفلسطيني، من خلال ملف المصالحة المجتمعية إلا أنك رحلت دون إكمال هذا الهدف، ولكن يبقى ذلك أمانة لدى رفاقك المخلصين لتنام قرير العين بعد مسيرة عطاء حافلة عمادها النضال الوطني والعمل الدؤوب لاستعادة الأرض والحقوق المشروعة لشعبك العظيم.

وفي ختام كلمته تقدم باسمه وباسم عائلة مهنا بالشكر والتقدير والعرفان لكل من ساهم في إعادة جثمان الرفيق الراحل لترقد بسلام في أرض وطنه، ولكل من واسى العائلة في هذا المصاب الجلل.

وفي نهاية حفل التأبين، أهدت قيادة الجبهة درع العهد والوفاء لعائلة الراحل رباح مهنا استلمتها زوجته المناضلة أم مروان.

وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي يستعرض التجربة النضالية التي جسدها الرفيق الدكتور رباح في حياته.