علي محمد..لاعب كرة القدم مسيحي يريد مشجعو نادٍ إسرائيلي تغيير اسمه

علي محمد..لاعب كرة القدم مسيحي يريد مشجعو نادٍ إسرائيلي تغيير اسمه
رام الله - دنيا الوطن
أثار موقف مشجعي نادٍ إسرائيلي من لاعب إفريقي منتقل لصفوفه حديثا حالة من الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي هناك وفي وسائل الإعلام أيضا.

ويصر الفريق الأكثر تعصباً من مشجعي نادي بيتار القدس، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الإسرائيلي، على تغيير اسم اللاعب الجديد علي محمد.

ووقع اللاعب النيجيري الشاب، البالغ من العمر 23 عاماً والذي يلعب في خط الوسط ، للانتقال من نادي ماكابي ناتانيا، لبيتار القدس مقابل 2.5 مليون دولار في عقد مدته ثلاث سنوات.

ونشرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية تقريراً يقول: إن مشجعي النادي المتعصبين والذين تضمهم رابطة باسم "الأسرة" la familia طالبوا في وسائل التواصل الاجتماعي بتغيير اسم اللاعب، كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وكان النادي قد استقدم منذ عدة سنوات لاعبين مسلمين هما زاور ساداييف وغابرييل كادييف من الشيشان.

وقد ووجه قرار النادي حينئذ بحملة احتجاج من قبل مشجعي الفريق الذين حملوا لافتة ضخمة مناهضة للمسلمين والعرب كتب عليها "بيتار نقي إلى الأبد"، وهتفوا "الموت للعرب"، وهددوا باحراق النادي

كما ردد جمهور النادي من قبل هتافات معادية للفلسطينيين في المباريات، بما في ذلك "الموت للعرب".

وتقول صحيفة (الإندبندنت) البريطانية إنه ينظر للنادي باعتباره رمزا لثقافة كرة القدم الإسرائيلية، والحركة الصهيونية، وغالبا ما يتم ربطه بحزب الليكود اليميني.

"نادي ترامب"وكانت الأضواء الإعلامية قد سلطت على النادي في العام الماضي عندما رحب بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بتغيير اسم النادي بشكل مؤقت ليحمل اسم الرئيس الأمريكي.

ورغم أن علي محمد مسيحي متدين إلا أن ذلك لم يثن مشجعي النادي عن محاولة تغيير اسمه.

وقال منشور لرابطة المشجعين الأكثر تعصبا للنادي والمعروفة باسم الأسرة في صفحتهم على فيسبوك، والتي يتابعها نحو 37 ألف شخص:" بعد التحري المكثف توصلنا لهوية اللاعب، ونعلن أنه ليس لنا مشكلة معه، ولكن لنا مشكلة مع اسمه وسنغير اسمه حتى لا يكون هناك غناء لمحمد في ستاد تيدي".

وقد لقيت هذه الدعوة انتقادات من أعضاء الأندية الأخرى، بل ومن مالك النادي نفسه موشيه هوغيغ مما أجبر رابطة المشجعين على إزالة المنشور الذي يطالبون فيه بتغيير اسم اللاعب.

وقد تلقى هوغيغ تهديدات من بعض المشجعين المتعصبين الذين طالبوه بالتخلي عن الصفقة.

وقال مالك النادي موشيه هوغيغ:" إن علي محمد سيكون لاعبا في بيتار القدس، وكل ما يهمنا هو ما يمكن أن يقدمه للنادي".

وانتقد هوغيغ المشجعين المتعصبين متسائلا :"هل يمكنكم قبول وجود لاعب في ألمانيا اسمه كوهين ويتعرض لنفس الموقف من مشجعين هناك؟".

وأضاف هوغيغ، وهو ملياردير يعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة، قائلا:" لن يجبر أحد على تغيير اسمه، علي محمد سيلعب لبيتار وسيكون إضافة كبيرة للفريق، وسنسمع اسمه يتردد في جنبات الملعب بسبب أدائه فيه".

وتابع قائلا:" عندما اتصلت بنادي ماكابي ناتانيا بشأن محمد لم أكن أعرف ديانته ولم يعنيني الأمر، فحتى لو كان مسلما كنت سأحضره للنادي".

يذكر أن إصرار مالك النادي على الوقوف بحسم ضد العنصرية أدى إلى تراجعها إلى حد كبير في ستاد تيدي، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.

فمنذ شهرة مشجعي النادي السيئة بهتاف "الموت للعرب" تغير الكثير حيث لم يرصد مراقبو مكافحة العنصرية سوى حادثتين في موسم 2018/19.

ويمثل ذلك تراجعا كبيرا بالمقارنة بـ 18 حادثا عنصريا في الموسم السابق، و50 حالة منذ عامين.

وكان هوغيغ قد اشترى النادي في الصيف الماضي، حيث أعلن بوضوح أنه سيتصدى للعنصرية، واعتبر أن ذلك أعظم إنجازاته في العام الماضي.

التعليقات