قادة قطاع المياه يحددون معالم مسيرة التحول الرقمي للمرافق

قادة قطاع المياه يحددون معالم مسيرة التحول الرقمي للمرافق
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت اليوم كل من الجمعية الدولية للمياه ("آي دبليو إيه") وشركة "زايلم" (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: NYSE: XYL)، الرائدة عالمياً في مجال تقنيات المياه، ورقة بحثية شاملة بعنوان: "المياه الرقمية: قادة القطاع يحددون معالم مسيرة التحول نحو الرقمنة".

وعند البحث في كيفية مساهمة الرقمنة في تحويل قطاع المياه، يوّفر هذا المورد الهام لصنّاع القرار في هذا المرفق إرشادات قابلة للتنفيذ لحثهم على الإسراع في تبني الحلول الرقمية ومواجهة التحديات الملّحة في مجال المياه. وتقدّم هذه الورقة البحثية أيضاً منحنى تبني المياه الرقمية، وهي أداة جديدة قيّمة من شأنها مساعدة المرافق على تقييم نضوجها الرقمي ورسم خريطة مستقبلها الرقمي. وعمل ويل سارني، المؤلّف وقائد الفكر في مجال المياه، والرئيس التنفيذي لمؤسسة "ووتر فاوندري"، كمؤلف رئيسي لهذا التقرير.

وتجدر الإشارة إلى أن التحديات العالمية للمياه، مثل تغير المناخ والنمو السكاني والتوسع الحضري وشيخوخة البنية التحتية، آخذة في التفاقم أكثر فأكثر. تُشير آخر البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أنّ حوالي 3.6 مليار شخص- أي حوالي نصف سكان العالم- يعيشون في مناطق يُحتمل شُحّ المياه فيها لفترة لا تقل عن شهر واحد كلّ عام، وبحلول عام 2050، قد يُعاني أكثر من 5 مليارات نسمة من نقص المياه نتيجة لضغوطات مثل التغيّر المناخي، والطلب المتزايد، والإمدادات الملوثة. وفي هذا السياق، تحوّلت مرافق المياه ومياه الصرف الصحي نحو استخدام حلول جديدة ومبتكرة بما في ذلك التقنيات الرقمية للدفع بالإدارة المستدامة للمياه إلى الأمام.

وفي هذا الصدد، قالت كالا فايرافامورثي، المديرة التنفيذية للجمعية الدولية للمياه: "في الوقت الذي تتصاعد فيه وطأة التحديات العالمية للمياه، توّفر الحلول الرقمية أساليب جريئة وجديدة للمجتمعات حول العالم لتحسين وإدارة هذا المورد الثمين والحفاظ عليه". وأضافت: "تستفيد الورقة البحثية، التي تحمل عنوان ’المياه الرقمية: قادة القطاع يحددون معالم مسيرة التحول نحو الرقمنة‘، من آراء أعضاء الجمعية الدولية للمياه لمساعدة المرافق على التعلّم من أقرانها، وتسخير قوة التقنيات الرقمية وتمكين المجتمعات حول العالم من أن تصبح في أمن مائي. وفي حال اتحدّنا معاً سنتمكّن من رسم معالم مستقبلنا المائي".

ومن جانبه، قال باتريك ديكر، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "زايلم": "يجب على العالم أن يفكّر مليّاً في كيفية التعامل مع المياه بطريقة مختلفة عن المعتاد. ببساطة لا يوجد خيار آخر. إذ إنّ تحديات المياه مثل الشح والقدرة على تحمل التكاليف والقدرة على الصمود تعرّض ملايين الأرواح البشرية للخطر، وكذلك بيئتنا واقتصادنا العالمي، وتعيق التقدم الاجتماعي. لا تشكّل هذه التهديدات الملّحة مشكلة على المدى البعيد في المستقبل. فهي تلقي بكاهلها علينا الآن، ولا تلبث أن تتفاقم يوماً بعد يوم. نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوة نحو التغيير، والابتكار الرقمي هو الحل. هذه الورقة هي دعوة لأصحاب المصلحة في مجال المياه حول العالم لحثّهم على التحرّك. لدينا فرصة العمر للتمكّن من إيجاد حل لأزمة المياه وتغيير التاريخ - دعونا نغتنم هذه الفرصة".

دروس قيّمة من المرافق في المسيرة الرقمية

تّوفر الورقة البحثية "المياه الرقمية: قادة القطاع يحددون معالم مسيرة التحول نحو الرقمنة" رؤى قيّمة لمرافق المياه في جميع مراحل الرقمنة. ويشارك التقرير أيضاً الرؤى الرئيسية والآراء الخاصة بقادة المرافق.

وقال ريتشارد أبياه أوتو، الرئيس التنفيذي للشؤون التقنية في شركة غانا للمياه المحدودة، وهي واحدة من حوالى أربعين مرفقاً قدموا مساهماتهم في هذه الورقة البحثية: "العالم يسير نحو تبني المزيد من التقنيات. شهدت شركة غانا للمياه زيادة بنسبة 14 في المائة في الإيرادات بعد أن ساهمت التقنيات الرقمية في تعزيز فعالية تحصيل فاتورة المياه وتزويد العملاء بخيار الفوترة عبر الجوال".

وقال بيجو جورج، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "دي سي ووتر" في سياق تعليقه على الأمر: "يجب أن تصبح الاستراتيجية الرقمية الاستراتيجية الخاصة بالشركات. لا يقتصر خيارك على البقاء مكتوف اليدين وانتظار ما سيحدث، لا بل عليك التخطيط لتحقيق ما تريد. عليك أن تدرّب الموظفين لديك، وأن تعيد مراجعة جميع العمليات. ويتوّجب عليك تصميم أنظمتك التي من شأنها تزويدك بالبيانات التي تحتاج إليها من أجل اتخاذ قرارات فعالة".

وقالت كلير فالزون، الرئيسة التنفيذية لشركة "نوفا فيوليا"-فرنسا: "إذا كنت في حيرة من أمرك، إبدأ بالمحاولة فقط. حاول على نطاق ضيّق إن كنت لا تجرؤ على الغوص في الأحلام الكبيرة. هذه مجرد بداية لمسيرة المياة الرقمية، وإن كنت ممن لا يعتمدون على التقنيات الرقمية، فإن شخصاً آخر سوف يفعل ذلك".

تشمل الخطوات الرئيسية المتواجدة في التقرير ما يلي:

1. إنشاء خارطة طريق رقمية شاملة واستراتيجية عمل واضحة: يجب أن تقوم المرافق بخلق إجماع داخلي حول ما ستحتوي عليه المسيرة الرقمية، والحفاظ على نتائج العملاء والأعمال كنقاط محورية في عملية الرقمنة برّمتها، وتثقيف أصحاب المصلحة الرئيسيين (أي المستهلكين والسياسيين والمساهمين والإدارة والموظفين).

2. خلق ثقافة الابتكار: يجب على مشغّلي المرافق، وموظّفي قسم تكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية، والتقنيين، والرؤساء التنفيذيين، وآخرين، أن يستكشفوا ويحددوا التقنيات الجديدة. إلا أنه، ومن أجل الدفع بتبني هذه التقنيات إلى الأمام، يجب أن تركّز المرافق على تعزيز الفضول والكفاءة على نطاق المؤسسة لاحتضان الابتكار الرقمي.

3. الاستفادة من المشاريع الريادية من أجل عقلية ذكية ومرنة: توّفر المشاريع الريادية وسيلة لاستكشاف التقنيات الجديدة، وتحقيق الزخم، وخلق فهم أكثر شمولية لآثارها المادية والمالية على العمليات قبل الالتزام بالتنفيذ على نطاق واسع.

4. تطوير البنية لتحسين استخدام البيانات: يعد تطوير مخازن للبيانات، حيث تصبح مجموعات البيانات التشغيلية متاحة لبعض الأخصائيين لاستخدامها في وظائفهم في الخدمات المالية والهندسة وتكنولوجيا المعلومات من أجل تحسين العمليات التجارية، أمراً فائق الأهمية لخلق قيمة من البيانات ورقمنة البنية التحتية الخاصة بالمرافق والاتصالات بشكل فعال.