متحف سجن يافله.. رعب الماضي في السويد‎‎

متحف سجن يافله.. رعب الماضي في السويد‎‎
إيهاب مقبل

يشعر المرء عند دخوله متحف سجن يافله وسط السويد، بإنه دخلَ إلى عالم آخر ملىء بالآلام والاحزان والفقر والبؤس والرعب، حينها سيكتشف الإنسان طبيعيًا الفارق الكبير بين حياة الماضي والحاضر.

يقع متحف السجن في مدينة يافله، مركز مقاطعة يافلبورغ، على بعد حوالي 157 كيلومتر شمال العاصمة السويدية ستوكهولم. يضم المتحف أثنين من السجون في مبنى أصفر قديم يبدو للوهلة الأولى حديثًا، حيث انشأ السجن الأول في فترة حُكم الكنيسة البروتستانتية للبلاد في عهد الملك فريدريك الأول سنة 1732م، بينما انشأ السجن الثاني في عهد أوسكار الأول، ملك السويد والنرويج، سنة 1847م.

يُجسد المتحف، حقبة زمنية قاسية اتسمت بالعنف المُفرط تجاه الناس، حيث كانَ يوضع المُعتقلين في الطابق السفلي للمبنى الأصلي في أنتظار تطبيق الأحكام في الأماكن العامة لإخافة عامة الشعب، ويبدو من خلال سجلات السجناء تنوع طرق الأحكام، على سبيل المثال قطع اليد اليمنى قبل قطع الرأس، ومن ثم تقطيع الجسد إلى أجزاء، ركوب الحصان الخشبي الحاد ومن ثم ربط اليدين إلى الخلف وتعليق الأثقال على القدمين لساعات، استخدام العصي والسياط في التعذيب وتقديم الماء والخبز فقط لغير القادرين على دفع الغرامات والعاطلين عن العمل والمُعارضين،
في حين كانَ يرسل المعتقلين إلى السجن لقضاء بعض السنوات ليقيموا فيه مدى الحياة حتى تفتك بهم الأمراض والبراغيث والذباب.

تعرض التحفيات وزنزانات السجن قصصًا واقعية حول المساجين من فترة الماضي حتى قرار الأغلاق سنة 1986م، إذ عملت الحكومة السويدية على تحويل السجن إلى متحف يضم تماثيل تُشابه الشخصيات التي كانت تقطنه، كما وضعت معلومات تفصيلية وأجهزة صوتية لسرد المعلومات للزائرين في جميع الزنازين بأستثناء الزنزانة رقم 40، التي لا تزال مُغلقة لأسباب غير معروفة.


 













التعليقات