(يديعوت): إسرائيل لن تنتصر في الحرب المقبلة

(يديعوت): إسرائيل لن تنتصر في الحرب المقبلة
الجيش الإسرائيلي
رام الله - دنيا الوطن
خلص تقرير لصحيفة (يديعوت أحرنوت)، إلى أن "إسرائيل لن تهزم في الحرب المقبلة، لكنها لن تنتصر كذلك"، سواءً أكانت الحرب في غزّة أو في لبنان أو في سورية.

ورجّحت الصحيفة، أن تنتهي الحرب بدون حسم واضح، فيما يشعر الإسرائيليّون "بالحزن، عندما يخرج عدّوهم من بين الأنقاض، نافضًا عن نفسه الغبار، ورافعًا أصبعيه بشارةِ النصر"، مبينة أن غياب النصر سببه "ظواهر اجتماعيّة وذهنية وسياسيّة تطوّرت في المجتمع الإسرائيلي، وفي علاقة المجتمع بالجيش بعد حرب عام 1973، وهي الحرب التي فاجأت فيها مصر وسورية إسرائيل بشنّ عملية واسعة لاستعادة الأراضي العربيّة المحتلة، ما سبّب صدمة عند الإسرائيليين، أرجعها التقرير إلى "غطرسة قسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، وعدم جاهزية القوات، وإدارة عسكريّة سيئة للمعركة".

ورغم أن إسرائيل غيّرت ظروف الحرب، بحسب ما نقل موقع (عرب 48) عن صحيفة (يديعوت أحرنوت)، وانتهت بوجود القوات الإسرائيليّة على بعد أكثر من 100 كيلومتر عن القاهرة، و40 كيلومترًا عن دمشق، "وتوصُّل الرئيس المصري حينها، أنور السادات، والملك الأردني، الحسين بن طلال، إلى قناعة أنّه لا يمكن محو إسرائيل من خارطة الشرق الأوسط عبر هجوم عسكريّ تقليدي، وتوقيعهما اتفاقيتي سلام"، إلا أن تأثير حرب أكتوبر على الإسرائيليّين كان معقدًا أكثر من ذلك، وانعكس في ظاهرتين، هما: ضعف "القلق الوجودي" الذي أحاط بالإسرائيليين منذ أعلن دافيد بن غوريون عن إقامة إسرائيل؛ وازدياد حساسيّة الإسرائيليين للخسائر في أرواح الجنود الإسرائيليين.

وأدّى تطوّر هاتين الظاهرتين، وفق (يديعوت)، إلى الإضرار بالمناعة الوطنيّة الإسرائيليّة، وتخريب واضح في قدرة الإسرائيليين على الانتصار في الحروب، وعلى ردع أعدائهم.

واستنتجت الصحيفة، أن حساسيّة الإسرائيليّين المفرطة تجاه الخسائر في أرواح الجنود أو الخشية من اختطافهم، أدّت إلى كبح قدرة الجيش الإسرائيلي على التحرك، وادّعى أنه منذ عملية "السور الواقي" في العام 2002، "تعرقِل هذه الخشية أحكام متخذي القرارات في القيادة المدنيّة الإسرائيليّة، وقدرتهم على إقرار خوض المخاطر عبر المصادقة على عمليات للقوات البريّة، كما أن دوافع القيادات الميدانيّة، واستعدادها لمواجهة العدو وإصرارها على إنجاح العمليّة تراجعت بشكل حرج، نتيجة للضغط الجماهيري عليها لتفضيل الحفاظ على أرواح الجنود على أيّة اعتبارات أخرى".

ودلّلت الصحيفة، على وجهة نظرها، بما حدث في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، "الذي أدير بشكل يفتقر للمهنيّة والفهم من قبل السياسيين والعسكريين، إذ تصدّر إخلاء المصابين الأولويّة على إتمام العمليّة العسكريّة، في كافة الحالات تقريبًا"، "ومرّة تلو الأخرى، في كل مرّة كانت إحدى قوّاتنا تُهاجم ويتعرّض أفرادها للإصابة من مقاتلي حزب الله، كان يتم التركيز على علاج الجنود وإخلائهم بدلًا من إتمام المهمّة".

ووصف تقرير (يديعوت)، التركيز الإسرائيلي على "سلامة الجنود قبل سلامة المدنيين الذين خرج الجنود لحمايتهم"، بأنه "خدش في الذهنيّة الإسرائيليّة، ما زال مستمرًا حتى اليوم".

كما رصدت، ازدياد "ظاهرة" جديدة في إسرائيل، تُخرج فيها أسر قتلى الجيش الإسرائيلي حزنها وغضبها على شكل "ملاحقة انتقاميّة عنيدة للضباط الذين أخرجوا أبناءهم لعمليّات لم يعودوا منها"، وأضافت أنه عندما يقرّر الجيش الإسرائيلي ترقية الضابط لمنصب أعلى، "تخرج العائلات إلى الإعلام وتقول إن الضابط لا يستحقّ الترقية، بسبب الظروف التي فقد ابنهم فيها حياته"، مشيرة إلى أنّ هذه إحدى الأسباب التي لا يبقى بسببها "الضباط الأفضل في وحداتهم الميدانيّة في الخدمة الدائمة".

وأوضحت الصحيفة، أن هذا الشكل الذي يتصرّف به الإسرائيليون يؤدي إلى "كبح بطيء، لكنه مؤكّد، لقدرة النشاط والمبادرة والإبداع للضباط الميدانيين".

أما بخصوص الرغبة في إعادة الجنود المختطفين بكل ثمن، فقالت يديعوت: إنها خلقت دوافع بعيدة المدى عند أعداء إسرائيل لخطف وقتل جنود إسرائيليين للتفاوض بشكل مهين ومرهق، "ما يدفع أعداءنا للضغط على المكان الذي يوجعنا"، "فمنذ خطف غلعاد شاليط، والإفراج عن ألف إرهابي مقابله، حوّلت حركة حماس وحزب الله اختطاف الإسرائيليين إلى الهدف الأسمى لمقاتليها، فكل عملية اختطاف ناجحة، حتى لو كانت لجثّة، تتحّول بمساعدتنا إلى انتصار في الوعي لصالحهم".

التعليقات