مؤسسة القدس تنشر كتاب "نقد أفكار هيكل سليمان الواردة في النص التوراتي"

رام الله - دنيا الوطن
نشرت مؤسسة القدس الدولية النسخة الإلكترونية من كتاب "نقد أفكار هيكل سليمان الواردة في النص التوراتي" من إعـداد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالجامعة الإسلامية بغزة د. زكريا إبراهيم السنوار.

ويتناول الكتاب مكانة بيت المقدس و "الهيكل" في الفكر التوراتي، كما يدرس التناقضات الواردة في النصوص التوارتية حول "الهيكل" الذي بناه سليمان عليه السلام، بإلإضافة إلى التوقف عند أبرز أقوال علماء الأثار حول "الهيكل".

ويوضح الكتاب ادعاء اليهود حول وجود أثار لهم في مدينة القدس، واعتقادهم أن الهيكل كان فيها، موضحًا التناقض عند الفكر اليهودي حول مكانة القدس، وجاء في الكتاب:" للقدس مكانتان متناقضتان عند اليهود؛ إحداهما أنها هي مركز العالم، وأن اليهود كانوا يحجون إليها ثلاث مرات كل عام، وهي المدينة التي سيفيض منها الخير من السماء، أما المكانة الثانية للقدس عند اليهود، فهي مدينة ملعونة، وعاصية، فبعد أن عاد اليهود من السبي، يذكر سفر عزرا: "ليعلم الملك أن اليهود الذين صعدوا من عندك إلينا، قد أتوا إلى أورشليم، ويبنون المدينة العاصية الرَّدِيَّةَ".

وبيّن الكتاب أنه لا يوجد اتفاق على سبب بناء الهيكل، فتارة يعود لإبراهيم، وأخرى ليعقوب، وثالثة لداود عليهم السلام، وبالنسبة لموقع الهيكل، أوضح الكتاب أن جبل صهيون تبدل من جبل لآخر في العصر الحديث، فقد ورد اسم صهيون ليدل على جبل يقع عند الطرف الجنوبي للتلال الجنوبية الشرقية للقدس، وهو في المنطقة التي سماها المؤرخ اليهودي يوسفيوس، الذي عاش في القرن الأول للميلاد باسم المدينة السفلى، وفي الوقت ذاته فقد وصفت التوراة صهيون بأنه مكان عالٍ وبارز، فكيف يمكن لشيء أن يكون عاليًا، ويوصف بأنه "سفلي"؟ .

وأكد الكتاب أن التوراة أورد في مواضع عدة أن الهيكل إنما بني عند عين الماء في القدس، ومعلوم أن عين الماء الوحيدة في القدس هي عين جيحون، وقد ظهر ذلك جليًا في المزامير. وقد ذكر شاهد عيانٍ من مصر يدعى أريستياس أنه شاهد الهيكل نحو سنة 285 ق.م؛ أن الهيكل كان يقوم على نبعٍ لا ينضب، ويتدفق في الجزء الجنوبي للهيكل .

فإذا علمنا أن عين جيحون تقع في المنطقة السفلى من القدس، وأنها بعيدة عن مكان المسجد الأقصى بما فيه مسجد قبة الصخرة، وأن منطقة المسجد الأقصى لا يوجد فيها عين ماء أبدًا، تبين أن الهيكل لم يكن مطلقًا في منطقة المسجد الأقصى، وإذا رجعنا إلى النصوص التوراتية اتضح أن الهيكل بُني على بيدر، وأرض المسجد ليست كذلك بل هي ربوة جبلية .