خرافات التسليح بين دول الخليج وإيران

خرافات التسليح بين دول الخليج وإيران
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
مع اشتداد الأزمة بين دول الخليج العربي وإيران، تصاعدت حدة التهديدات المتبادلة، وقد شاهدت قبل أيام تصريحاً صحفياً على شاشة إحدى الفضائيات العربية، للجنرال السابق السعودي أنور عشقي، يقول فيه: "بأنه لدى السعودية أربعة صواريخ وقادرة بهذه لصواريخ على إصابة مدينة طهران الإيرانية وتدمر المدينة عن بكرة أبيها".

والحقيقة التي أراها أن هذا التصريح الصحفي فيه كثير من المبالغة، وأعادنا إلى فترات في التاريخ العربي، وانتهت بكوارث مثل تصريح الراحل صدام حسين، حينما قال: إنه قادر على إحراق نصف إسرائيل بالكيماوي، ولم يفعل ذلك، وأدت تصريحه لانعكاسات سيئة جداً بحيث أصرت فرق التفتيش الدولي على البحث عن السلاح النووي في العراق، حتى جردوه من أسلحته كاملة.

وقبل ذلك، أعلن الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر بأنه سيُلقي بإسرائيل بالبحر قبل عام 1967، وحدثت الكارثة بعد هذا التصريح، وكانت حرب حزيران، حيث احتلت إسرائيل سيناء، والضفة الغربية، والجولان، وغزة، وبقيت بعض المناطق محتلة إلى وقتنا هذا.

وأثناء حرب أكتوبر 1973هدد السادات إسرائيل قائلاً: "إن إسرائيل لديها سلاح نووي، وإذا استخدمته ضدنا فإننا قادرون بأسلحتنا التقليدية على تدمير نصف إسرائيل، وقبل أشهر خرج مسؤول كبير إيراني كبير، يقول: إننا قادرون على ضرب أربعة صواريخ موجهة ضد إسرائيل في أماكن مختلفة، وهذه الصواريخ كفيلة بتدمير إسرائيل بالكامل.

وهنا نتوقف عند تصريح المسؤولين الإيراني والسعودي، حيث إن قول الجنرال عشقي إن السعودية قادرة على إبادة طهران بأربعة صواريخ، لا يحدث الا بحالتين: إما أن يكون لدى السعودة سلاح نووي أو كيماوي، وكذلك عندما يقول المسؤول الإيراني قادرون على تدمير إسرائيل، فربما تمتلك إيران السلاح النووي، ولا تفسير آخر لهذه التصريحات الصحفية، حيث إن السعودية وإيران كلاهما لا يمتلك السلاح النووي حتى الآن.

التعليقات