بعد حالتي وفاة بالأردن..خبير أفاعٍ لـ"دنيا الوطن": لا تقتلوا أفعى فلسطين وهكذا يُسعف المُصاب

بعد حالتي وفاة بالأردن..خبير أفاعٍ لـ"دنيا الوطن": لا تقتلوا أفعى فلسطين وهكذا يُسعف المُصاب
أفعى فلسطين
خاص دنيا الوطن
تُعد فترة "سعد الخبايا" من أخطر فترات العام، ففيه تبدأ الحيوانات التي كانت تقضي فترة السبات الشتوي بالظهور، مثل الأفاعي والعقارب والحشرات المختلفة، وغيرها من الحيوانات.

وتزامناً مع هذه الفترة، كثر الحديث عن الأفاعي، بشكل عام، و"أفعى فلسطين" بشكل خاص، بسبب انتشارها الكبير وشدة سُميتها، والإصابات الكثيرة التي حدثت مؤخراً بسببها، سواء في الأردن أو فلسطين، والشائعات التي رافقت كل قصة، وغلاء سعر المصل المُضاد لها.

5 إصابات ووفيات

حول ذلك، يقول خبير الأفاعي الأردني رعد الراعي: "أفعى فلسطين من أخطر خمس أفاعٍ تعيش في فلسطين، من بين أكثر من 30 نوعاً من الأفاعي تنتشر في مناطق فلسطين الطبيعية، خاصة قرب الساحل والسفوح الشرقية وأريحا والأغوار، أما في الأردن سجلت أعلى ظهور في اربد والرمثا والكرك، وتتواجد في محافظات أخرى بشكل أقل، واسمها العلمي (Dabaia palaestina)، قد يصل طولها إلى 150 سم، ووزنها إلى 1500 جرام، وهي شديدة السُمية".

وكشف الراعي عن عدد الإصابات التي سُجلت من بداية موسم "سعد الخبايا" في الأردن: "كانت خمس إصابات، اثنتان من أفعى فلسطين، واثنتان من أفعى الحراشف المنشارية، وإصابة من أفعى لم تتحدد هويتها".

وأضاف الراعي: "عدد الوفيات كان اثنتين، شاب مصري لُدغ بمنطقة الأغوار من أفعى الحراشف المنشارية، وسيدة عمرها 30 عاماً من البترا، لُدغت من أفعى مجهولة الهوية".

خبرة طبية ضئيلة ومصل ضعيف

وحول أسباب الوفاة وقصور المصل المُضاد، قال الراعي: "لا نستطيع القول هناك مصل أو لا يوجد هناك مصل، بل نتحدث عن فعالية المصل، وفي الأردن فعالية المصل غير جيدة، وفعاليتها ضعيفة، فهي لا تُغطي جميع أنواع الأفاعي".

وشرح الراعي: "سبب وفاة السيدة كان بسبب قلة خبرة الأطباء في التعامل مع لدغات الأفاعي، لقلة الإصابات التي يراها الطبيب في حياته المهنية، وبالتالي لا يوجد لديهم الكفاءة العالية للتعامل مع الحالات ككفاءتهم في التعامل مع باقي الأمراض".

ويعتقد الراعي، أن الضجة الإعلامية التي حدثت حول انتشار أفعى فلسطين، والشائعات التي رافقتها ليست في محلها، وقال: "هذا أمر سلبي وخاطئ، ولا أعلم ما الهدف منه، خاصة أن انتشارها بالأردن كان عادياً، حيث لم يتجاوز عدد الانتشار أكثر من 57 حية، عكس فلسطين، حيث كان انتشارها واسعاً جداً بطريقة غير طبيعية".

ضجة إعلامية غير مبررة

وطالب الراعي وسائل الإعلام بأن تتحرى المعلومات قبل نشرها، والتحقق من صحة الشائعات التي تُربك الوضع العام.

وأكد الراعي، أن دوره كخبير أفاعٍ هو توضيح المعلومات الصحيحة، وتصحيح المعلومات الخاطئة، وتثقيف الناس حول إجراء الإسعافات الأولية للمُصاب، وشرح أنواع الأفاعي للناس، وإيضاح الأنواع السامة وغير السامة، وأماكن تواجدها، وكيف يتعاملون معها، وكيف يتجنبون خطرها.


الإجراءات الأولية للمُصاب

وبدأ الراعي في شرح الإجراءات المطلوبة في حال تعرض الشخص للدغ قائلاً: "أول إجراء هو نزع الملابس عن الجزء المُصاب من الجسد، ثم تهدئة المُصاب، ونقله إلى أقرب مستشفى مع الحرص على عدم تحريك العضو المُصاب، وعلى المُحيطين به ألا يُحاولوا جرح مكان الإصابة، وشفط الدم، كما يفعل البعض، فهو إجراء خاطئ وخطير".

وأضاف: "كما يجب أن يحفظ المحيطون بالمُصاب شكل الأفعى التي لدغته، أو يتم قتلها ونقلها إلى المستشفى لتحديد نوعيتها، وأخذ المصل المُناسب لها".

وكشف الراعي عن إجراءات احتياطية يجب أن يأخذها المواطنون في بداية موسم "سعد الخبايا": "من الضروري تنظيف العشب والحشائش في محيط المنازل، وعدم ترك الأطفال لوحدهم، وعدم ترك شبابيك المنزل والأبواب مفتوحة، وتفقد الأحذية قبل ارتدائها، وضرورة الانتباه للخطوات عند التنقل في الأراضي الزراعية".

ويعتقد الأغلبية أن قتل الأفعى هو أول إجراء يجب أخذه في حال وجدها الشخص أمامه، لكن الراعي أكد أن هذا إجراء خاطئ، وقال: "في حال رأى الشخص أفعى في البر، فعليه تركها، وألا يحاول قتلها، فالأفعى دفاعية وليست هجومية، ولن تُحاول إيذاءه طالما لم يؤذها، أما إذا وجد الشخص الأفعى في منزله، فعليه أن يتصل بالجهات المُختصة أو الدفاع المدني، وبكل الأحوال فكرة أن يقتلها مرفوضة، فذلك يُخل بالنظام البيئي".

لا تقتلها

وحول دور وزارة البيئة في الموازنة بين الحفاظ على التوازن البيئي وسلامة المواطنين، قال الراعي: "دور وزارة البيئة أو الزراعة، هو الحفاظ على التوازن البيئي، بكل أشكاله، من أفاعٍ وحيوانات مفترسة، ومواشٍ، ونباتات وغيرها، وحين يتم قتل الأفاعي بشكل متكرر، سيؤدي ذلك إلى اختلال التوازن البيئي، وهنا يأتي دور الوزارة بعمل حملات توعية، وتكثيف جهودها بنقل الأفاعي إلى محميات خاصة، وتحرص على توعية الناس بما سيحدث في حال قتل الأفاعي، وفائدتها في حفظ التوازن البيئي".

يُذكر أن عملية استخلاص الأمصال أو المضادات (Serum or Antivenin) الخاصة بمعالجة الأشخاص الملدوغين صعبة ومكلفة، ويترتب عليها التكلفة الباهظة لعلاج حالات اللدغ بواسطة الأفعى الفلسطينية السامة، قد تتجاوز في بعض الأحيان 20 ألف دولار.

التعليقات