الطيبي لم يُشارك بتظاهرة معارضة نتنياهو.. فكيف ألقى عودة خطابه؟

الطيبي لم يُشارك بتظاهرة معارضة نتنياهو.. فكيف ألقى عودة خطابه؟
رام الله - دنيا الوطن
أكدت صحيفة (هآرتس)، أن خطاب أيمن عودة، رئيس حزب (الجبهة)، حظي بالتصفيق والهتافات من قبل المشاركين في التظاهرة الحاشدة في تل أبيب، مساء السبت، ولكن داخل كتلة (الجبهة- العربية للتغيير)، تنقسم الآراء حول سلوك منظمي التظاهرة، ضد قوانين الحصانة، التي يروج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقالت الصحيفة: "تنضم إلى ذلك حقيقة، أن عودة، وعضو حزبه النائب عوفر كسيف فقط، حضرا التظاهرة، بينما اختار معظم أعضاء الكنيست العرب عدم المشاركة؛ لأنه لم تتم دعوتهم".

وألقى عودة خطابه في التظاهرة، بعد أن توجه إليه رئيس حزب (أزرق أبيض) بيني غانتس، وطلب منه المشاركة، بعد أن كانت (هآرتس) قد نشرت يوم الخميس، أن عودة دُعي في البداية للتحدث في التظاهرة، ولكن عندما رد بالإيجاب، قيل له إنه تم إغلاق قائمة المتحدثين، ما أثار انتقادات في اليسار.

وأوضحت الصحيفة، أنه جرى داخل مؤسسات الجبهة، نقاش خلال عطلة نهاية الأسبوع، بشأن مشاركة عودة، وانتقدوا المنظمين على توجههم إليه شخصيًا، وليس إلى الكتلة، التي تضم العربية للتغيير أيضاً، بالإضافة إلى التجاهل المطلق لكتلة (العربية الموحدة- التجمع).

وصرح أحد كبار المسؤولين في الجبهة لصحيفة (هآرتس) بأنه يجب على المواطنين العرب، أن يكونوا جزءًا من حدث يتعامل مع الدفاع عن الديمقراطية "ليس فقط على مستوى متحدث عربي واحد، بل وأيضًا في إعداد الرسائل وشحذها"، ووفقاً له فإن حقيقة التوجه إلى عودة فقط، وتجاهل بقية القوى، هو أمر معيب.

وقال المسؤول: "كيف يمكن أن نتحدث عن الشراكة بالمعنى الحقيقي، دون إشراك العربية الموحدة- التجمع؟ إن قوة الجبهة والعربية للتغيير مماثلة لحزب العمل، وأكبر من ميرتس، لذلك يجب أن يكون التوجه والتعامل مختلفين"، واتفق معه في ذلك عضو الكنيست يوسف جبارين، الذي اختار التغيب عن التظاهرة.

وذكر للصحيفة: "في جوهر الأمر، لم تظهر شراكة بين اليهود والعرب في التظاهرة، هذا أمر مخز. إن الشراكة الجوهرية كانت تتطلب أن نكون جزءًا لا يتجزأ من الاستعدادات للتظاهرة ومن صناع القرار، وليس فقط كضيوف يظهر وكأن المنظمين يصنعون معهم معروفًا. في غياب شراكة حقيقية، لم أحضر التظاهرة. بالنسبة لي، المعارضة بدأت بالقدم اليسرى، لكن بالطبع سيكون من الممكن تصحيح الأمر مع استمرار النضال إذا كانت هناك رغبة في دمج حقيقي للجمهور العربي- وهو جزء مهم في التغيير المنشود".

وتضيف الصحيفة، أنه بينما كانت الاتصالات مع عودة لا تزال جارية، فوجئ بعض أعضاء الكنيست العرب بإعلان مكتب عودة أنه سيشارك في التظاهرة، واختارت النائب عايدة توما سليمان عدم المشاركة، مثل جبارين، لكنها اعتبرت ما حدث بأنه تقدم من حيث التعاون بين أحزاب المعارضة.

وقالت توما سليمان: "لقد فهموا أخيراً الأمر، لأن أي نضال يقصي جمهورًا كاملاً سوف يفشل ويكون منقوصًا. ومع ذلك، فإن الاختبار الحقيقي للمعارضة ليس مجرد توفير منصة لممثلي الجمهور العربي، ولكن الاستعداد لإشراك هذا الجمهور، في بناء المنصة وشحذ رسائلها". ووفقًا لتوما سليمان، ستظل الثغرات الأيديولوجية موجودة دائمًا.

وقالت "لسنا ساذجين ولا نرى جنرالات الحروب الذين يتباهون بإنجازاتهم الأمنية كشركاء حقيقيين في طريقنا. لكن بصفتنا ممثلين عن أضعف الناس من حيث تدمير الحيز الديمقراطي وسيطرة اليمين الاستيطاني، سنقوم بتعبئة القليل المشترك من أجل تحقيق إنجازات محددة."

ورغم تأييده للمشاركة في التظاهرة، لم يشارك النائب أحمد الطيبي فيها، ولم يرسل ممثلين عن حزبه إلى التظاهرة. وقال الطيبي: "العربية للتغيير تدعم المشاركة. الموضوع هو مدني، ومن الجيد أن حزب "أزرق – ابيض" انتعش أخيرًا. نحن، كتلة الجبهة والعربية للتغيير، نتعاون في الكنيست مع جميع فصائل المعارضة في الأمور المقبولة علينا، وليس هناك سبب لعدم العمل معًا في الشارع بشأن هذه القضايا أيضًا.

وأضاف: آمل أن يفهم "أزرق – ابيض"، أيضًا القضايا المهمة بالنسبة لنا، مثل مكافحة الجريمة والتخطيط والبناء".. ورداً على سؤال حول سبب عدم مشاركته، أوضح الطيبي أنه هو وزميله في الكتلة، عضو الكنيست أسامة السعدي، التزماً مسبقاً بالمشاركة في مأدبة إفطار، ولم يكن من الممكن تأجيلها.

وقال الطيبي "لقد التزمنا بحضور الوجبة بعد أن أعلنوا أنه لن يكون هناك متحدث عربي، ويوم السبت فقط في الساعة 16:00 انتعش المنظمون، وكان ذلك بعد فوات الأوان".

ولم يشارك نواب كتلة العربية الموحدة- التجمع، أيضًا، لأنهم لم تتم دعوتهم على الإطلاق ولم يتم توجيه أي دعوة لهم في هذا الشأن. وهذا على الرغم من وجود اختلافات في الرأي بين رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، ورئيس التجمع مطانس شحادة بشأن التظاهرة.

وقال عباس: "في الصراع بين الديمقراطية والديكتاتورية وبين الفساد، ونقاء الأيدي والنزاهة، نحن بالتأكيد نقاتل من أجل قيم الديمقراطية والنزاهة. لا يمكن للمجتمع العربي الوقوف على السياج ومشاهدة هذا النضال دون المشاركة فيه. في النهاية، سيكون العرب هم الضحايا الرئيسيين لانزلاق النظام إلى ديكتاتورية فاسدة".

أما شحادة، فقد هاجم عودة لمشاركته في التظاهرة. وكتب شحادة إن "الشعار: الدرع الواقي للديمقراطية" هو شعار يستند إلى المفهوم الأمني والعسكري الإسرائيلي، الذي ارتكب تحت هذا الشعار جرائم ضد الشعب الفلسطيني. كيف يوافق قائد عربي على أن يكون حاضراً في اجتماع مع مثل هذه الرسائل وهذا الشعار، هل تفوق الرغبة في التحدث إلى المجتمع الإسرائيلي أي اعتبار آخر؟"

وقال عودة رداً على ذلك: "أعرف ادعاءات المعارضين، لكنني لا أتفق معهم، كان وسيكون لدي الكثير من النقد للطريقة التي عمل بها المعارضة وتجري نضالها، وأي كلمات ورموز ستشكل أساس النضال. لكن الأساس هو التوجه نحو نضال مشترك. أنا فخور بمشاركتي في التظاهرة، لكي يكون المواطنون العرب مواطنين شرعيين ويؤثرون على السياسة والمواطنة. هذا هو طريقي وطريق الجبهة. لن نتفق على أشياء كثيرة. ولكن كما قلت على المنصة، من أجل الشراكة، يجب ان تتوفر الشجاعة لدى جميع الأطراف، وأنا على استعداد لاتباع هذا المسار لأن هذا هو السبيل الوحيد للتغيير- المساواة والسلام والعدالة والديمقراطية".

التعليقات