ترحيب مسيحي فلسطيني بتعهد الملك عبدالله استكمال ترميم كنيسة "القبر المقدس"

ترحيب مسيحي فلسطيني بتعهد الملك عبدالله استكمال ترميم كنيسة "القبر المقدس"
رام الله - دنيا الوطن
داود كُتّاب

بعد أن أعلن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني في السابع من  أيار/مايو الماضي، أنه يخطط للمساعدة في تمويل ترميم كنيسة القيامة من أمواله الخاصة، رحب الأب عيسى مصلح ، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية ، بهذا القرار.

وقال في مقابلة عبر الهاتف مع (المونيتور)، إن "قرار جلالة الملك عبد الله الثاني هو حلم تحقق. لقد حاولنا منذ عقود إيجاد طريقة للتغلب على مأزق من الذي سيمول عملية الترميم".

وأضاف وصفي الكيلاني، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لترميم المسجد الأقصى وقبة الصخرة: أن مساهمة الملك في ترميم الكنيسة هو "تطور طبيعي نتيجة للثقة والتقدير الكبير الذي يكنه جميع الأطراف لجلالة الملك".

وقال: "أعربت كل من القيادة الفلسطينية وكبار قادة الكنيسة عن دعمهم وتقديرهم لموقف الملك كوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس".

 وأضاف الكيلاني أن المساهمة الحالية تأتي كمتابعة للبيان الذي أدلى به الملك والذي تعهد فيه بالمساهمة بجزء من جائزة تمبلتون، التي حصل عليها في عام 2018 وتبلغ قيمتها 1.1 مليون جنيه إسترليني (1.4 مليون دولار) ، نحو ترميم كنيسة القيامة. مع العلم ان المبلغ الكامل المتبرع به للترميم غير معروف.

 كما وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في 7 أيار/ مايو ، أن "بطريرك الروم الارثذوكس في فلسطين والأردن ثيوفيلوس الثالث ، شكر جلالة الملك عبد الله نيابة عن المسيحيين في الأرض المقدسة لقيامه بتغطية تكاليف ترميم كنيسة القيامة في القدس على نفقته الشخصية".

 وفقًا لوكالة (بترا)، قال البطريرك ثيوفيلوس الثالث أن هذا التبرع يعكس "التزام الملك الشخصي كحارس للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في المدينة بأمن القدس ومستقبلها".

 ومن جهة ثانية قال سايمون أزازيان ، باحث في تاريخ كنيسة القيامة ، إن تدخل الملك عبد الله قد ساهم كثيرا في ايجاد حل لمشكلة طويلة الأمد أدت إلى تدهور وضع الكنيسة."في حين أن أي من الكنائس الرئيسية الثلاثة – الأرثوذكسية والكاثوليك والأرمن – يمكنها بسهولة جمع الأموال اللازمة لتنفيذ عملية الترميم ، فإن الكنائس الأخرى ستخشى عندئذ أن أولئك الذين يمولون الترميم سيتمتعون بسلطات وحقوق إضافية لإدارتها وزعم ملكيتها".

ويعتقد أزازيان، أن استعداد الملك لقيادة تمويل ترميم الكنيسة سوف يقطع شوطاً طويلاً نحو تخفيف التوترات التي قد تنشأ لو تولت إحدى الكنائس دوراً فردياً في الادارة.

 هذا وقد بينت مصادر كنسية لـ (المونيتور) أن الترميم، الذي لم يبدأ بعد، سيكون مكلفًا للغاية. لكنهم أعربوا عن ثقتهم في أنه من خلال قيادة العاهل الأردني ، ستمضي العملية قدما في الاجتماعات لتحديد تفاصيل مدى الاستعداد والميزانية والآلية اللازمة لإتمام العمل.

من جهته، وصف رمزي خوري ، الرئيس المعين حديثًا اللجنة الرئاسية العليا الفلسطينية لشؤون الكنيسة، نفقة الترميم بأنها "دليل على العلاقات الإسلامية والمسيحية القوية في المدينة".

يشار إلى أنه في القرن الثامن عشر، تم تحميل عائلتين مسلمتين فلسطينيتين مسؤولية مفاتيح الكنيسة من أجل تجنب المشاحنات بين قيادات الكنائس فيما يتعلق بمن يمتلك الكنيسة ويدير شؤونها. 

وتتحمل عائلتا جودة ونسيبة مسؤولية فتح الكنيسة وإغلاقها كل يوم، وهي تفعل ذلك منذ عقود وقد تم تدوين اتفاقية ستاتكو "الوضع الراهن في الأماكن المقدسة" بموجب مرسوم أصدره السلطان العثماني عثمان الثالث في القرن الثامن عشر، وما زال يتم قبوله من قبل جميع الكنائس والقوى الحاكمة الى يومنا هذا.

وفي عام 2016 ، تبرع الملك عبد الله  الثاني لعملية ترميم موضع القبر داخل الكنيسة. كما ساهم الملك بأموال وأراضي لإصلاح موقع المعمودية على الضفة الشرقية لنهر الأردن.

 ويقول المؤرخون وقادة الكنيسة أنه قد مضى 200 عام على آخر عملية ترميم للقبر المقدس في كنيسة القيامة. 

وذكر د.حنا عيسى ، رئيس اللجنة الإسلامية المسيحية لدعم القدس والمقدسات، لـ (المونيتور) أن مجموعة من العوامل مكّنت الكنائس من الموافقة على ترميم القبر. 

وقال عيسى: "كان هناك العديد من الأسباب وراء اتفاقهم. وصل تدهور الكنيسة إلى مستوى خطير يتطلب اتخاذ إجراء ، كما ساعدت التحركات الأخيرة بين الكاثوليك والأرثوذكس – والتي انعكست في الاجتماع التاريخي في فبراير 2016 بين البابا والبطريرك [الأرثوذكسي الروسي]"

في النهاية ، قال الكيلاني إنه في عام 2017 ، تم ترميم كنيسة الصعود على جبل الزيتون من قبل الصندوق الهاشمي والأوقاف الإسلامية في القدس. "في حين أن كنيسة الصعود هي ملكية للأوقاف الإسلامية ، فإن جميع الكنائس تستخدمها بحرية وهذا يعكس المستوى العالي من التنسيق بين الأوقاف الإسلامية وكنائس القدس".