بعد اخفاقات القبة الحديدية.. جيش الاحتلال يعمل على تطوير منظومة الليزر المضادة

بعد اخفاقات القبة الحديدية.. جيش الاحتلال يعمل على تطوير منظومة الليزر المضادة
رام الله - دنيا الوطن
يعتزم جيش الاحتلال الاسرائيلي، دفع تطوير مدافع ليزر مضادة للصواريخ، وذلك بعد 20 عاما تقريبا من تنازلها عن هذه الفكرة، لصالح تطوير منظومات صاروخية مضادة للصواريخ، (القبة الحديدية) و(عصا سحرية)، التي تسمى (مقلاع داود) أيضا.

وذكر محلل الشؤون الأمنية في صحيفة (معاريف)، يوسي ميلمان، اليوم الجمعة، أن التفكير مجددا في العودة إلى تطوير الليزر بدأ منذ عدة أشهر، لكنه هذا التوجه أصبح قويا أكثر في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في بداية الشهر الحالي، حيث برزت إخفاقات في أداء (القبة الحديدية) إلى جانب تطوير الفصائل في قطاع غزة، خاصة حماس والجهاد الإسلامي، قدراتهما.

وكتب ميلمان: "خلال 60 ساعة من القتال، أطلقت حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني قرابة 700 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، وقُتل أربعة إسرائيليين، وأصيب العشرات، وتضررت عشرات المباني، وهؤلاء كانوا الضحايا الأوائل منذ الحرب الاخيرة على قطاع غزة عام 2014".

وأضاف: "من أجل التوضيح، فإنه خلال 50 يوما من القتال في حرب 2014، أطلِق من غزة قرابة 4500 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون، بمعدل 90 في اليوم الواحد، وخلال اليومين ونصف اليوم من القتال الأخير، كان المعدل اليوم ثلاثة أضعاف، وحوالي 280 قذيفة في اليوم، لكن هذه ليست مسألة الكمية فقط، وإنما النوعية أيضا، ففي الجولة الأخيرة أطلقت حماس والجهاد الإسلامي 117 قذيفة خلال ساعة واحدة، وهذا الأمر يدل على قدرة عملانية مثيرة للإعجاب وقدرة على القيادة والسيطرة والتنسيق، قسم من القذائف أطلِقت نحو بطاريات القبة الحديدية، بهدف تشويشها".

وتابع بقوله: "توجد بحوزة إسرائيل عشر بطاريات "القبة الحديدية"، وفي كل واحدة توجد ما بين ست إلى ثماني منصات إطلاق، وفي كل منصة إطلاق 20 فوهة، ونقطة ضعف البطارية، هي مدة رد الفعل لاعتراض القذيفة الصاروخية، وتواجه صعوبة في اعتراض قذيفة صاروخية أو قذيفة هاون تكون مدة تحليقها قصير، لكن تم تحسين مدة رد الفعل وتقصيرها، بالاستعانة بتكنولوجيا جديدة، كما تم تطوير أداء رادار هذه المنظومة".    

واستطرد ميلمان بقوله: "المشكلة الأكبر للقبة الحديدية هو تكلفة تشغيلها. فكل صاروخ اعتراضي، من طراز تمير، يكلف قرابة 70 ألف دولار. بينما ثمن قذيفة القسام هو بضع مئات الدولارات وصاروخ غراد قرابة 1500 دولار. وتطلق منظومة الدفاع الجوي صواريخ تمير من أجل التأكد من تدمير القذيفة، خاصة إذا كانت متجهة نحو بلدة، التي تكون المناطق المفتوحة فيها ضئيلة". 

وأردف: "في أيام القتال الأخيرة، تم اعتراض 240 قذيفة، وحتى لو كانت تكلفة صاروخ تمير واحد أقل وثمنه 50 ألف دولار، فإنه بالإمكان التقدير أن تكلفة اعتراض القذائف (بداية الشهر الحالي) كانت 25 مليون دولار".

وأشار ميلمان إلى أن حوالي 300 قذيفة صاروخية أطلِقت من قطاع غزة سقطت في مناطق مفتوحة، ولذلك لم تعترضها "القبة الحديدية". وفي المقابل، نجحت عشرات القذائف من اختراق "القبة الحديدية" وتسببت بسقوط القتلى والجرحة وإلحاق أضرار بالمباني.

وزعم سلاح الجو الإسرائيلي، أن "القبة الحديدية" سجلت نجاحا في اعتراض قذائف بنسبة 85%. بينما نسبة النجاح هذه وصلت إلى 93% خلال عدوان العام 2014، ويعني ذلك أنه "في المعارك الأخيرة طرأ تراجعا بنسبة 10% في الأداء. وحتى لو كانت نسبة النجاح أقل وتصل إلى 80%، كما يدعي خبراء مستقلين، فإن هذا أداء جيد".

وبحسب ميلمان، فإن التقديرات تشير إلى أنه بحوزة حماس والجهاد الإسلامي 15 ألف قذيفة صاروخية تقريبا، بينها عشرات يصل مداها إلى 160 كيلومترا، أي أنها يمكن أن تصل إلى مدينة الخضيرة، وليس بمقدور "القبة الحديدية" اعتراضها.

وفي السياق، قال ميلمان: "حتى لو صنعوا، في السنوات القريبة المقبلة، أربع أو خمس قبب حديدية أخرى توفر انتشارا وتغطية أفضل لدولة إسرائيل كلها، من الجنوب إلى الشمال، فإنه بكل تأكيد لن تصمد أمام رشقات عشرات آلاف القذائف، من طراز غراد، التي يصل مداها إلى 40 كيلومترا، إذا أطلقها حزب الله أثناء حرب من لبنان".  

(مقلاع داود) و(حيتس)

وأشار ميلمان إلى أن منظومتي اعتراض الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى، (مقلاع داود) و(حيتس)، ليستا جيدتين. و(مقلاع داود) هي منظومة لاعتراض صواريخ يصل مداها إلى 200 كيلومتر. ورغم أن وزارة الأمن الإسرائيلية أعلنت العام الماضي عن تفعيل بطارية واحدة منها، إلا أنها ما زالت في مرحلة التجارب.

وقد تم تشغيلها، في تموز/يوليو الماضي، من أجل اعتراض صاروخين أطلقهما ميليشيا موالية لإيران من سورية، وفشلت في اعتراضهما. وقد دمر أحد الصواريخ الاعتراضية نفسه، فيما سقط الآخر في سورية. ويبلغ ثمن الصاروخ الواحد الذي تطلقه هذه المنظومة حوالي مليون دولار.

أما منظومة (حيتس)، التي جرى تطويرها في تسعينيات القرن الماضي، فغايتها اعتراض صواريخ سكاد. وثمن الصاروخ الاعتراضي الواحد قرابة 3 ملايين دولار. وتم تشغيلها في الماضي لاعتراض صاروخ أطلِق من سورية.   

وكونها منظومة قديمة، قرر الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الشريكان في التطوير، تطوير طراز جديد، "حيتس 3"، لمواجهة صواريخ يصل مداها إلى 1200 كيلومتر أو أكثر، وبينها صواريخ "شهاب" الإيرانية. وجرت تجارب على هذه المنظومة، مؤخرا، وتبين أن بعضها كان فاشلا.

ولفت ميلمان إلى أن هذه المصاعب التي تواجهها المنظومات الثلاث، دفعت جهاز الأمن الإسرائيلي إلى التفكير في إعادة تطوير منظومة ليزر لاعتراض الصواريخ. وكان خبراء إسرائيليون قد اقترحوا، قبل 20 عاما، شراء منظومات كهذه من الولايات المتحدة. لكن بسبب ضغوط مارستها الصناعات الأمنية والجيش الإسرائيلي تراجعت وزارة الأمن عن موافقتها على شراء المنظومة الأميركية من طراز "ناوتيلوس".

وأضاف ميلمان أنه يوجد سجال كبير حول منظومة الليزر داخل جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي، لكن يبدو أن الأمور تتجه نحو المصادقة على تطويرها، خاصة وأن تكلفة إشعاع الليزر الواحد لاعتراض صاروخ هو 1000 دولار فقط.  

التعليقات