رحلة مع نتنياهو

رحلة مع نتنياهو
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
بدأت رحلة الشعب الفلسطيني مع نتنياهو، مع بداية قيام السلطة الفلسطينية، في الوقت الذي كانت فيه مسيرة السلام، تسير بخطوات ثابتة نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

ولكن نتنياهو بدأ هذه الرحلة في حكومته الأولى بعناد وتخبط، مع السلطة الفلسطينية، ومع الأردن، ومع حركة حماس، ومع الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون.

وفوجئت الإدارة الأمريكية في حينها، بنتنياهو يُهدد بإحراق البيت الأبيض من الداخل، وبأنه يتعامل بازدراء وإهانة للرئيس كلينتون، وقام بمحاولة اغتيال قائد حركة حماس في عمان خالد مشعل، وفوجئ الرئيس الراحل أبو عمار بنتنياهو، يرفض الانسحاب من الخليل، وقام آنذاك بفتح نفق في المسجد الأقصى، وفوراً قامت هبة شعبية لمدة 48 ساعة سقط خلالها 70 شهيداً فلسطينياً.

وكان الرئيس المصري آنذاك، حسني مبارك، يقف بصلابة مع أبي عمار، حتى إن اهتمام الرئيس مبارك بالخليل، أصبح كبيراً جداً، لدرجة أنه كان يحفظ عن ظهر قلب أسماء شوارع الخليل.

وتولى الرئيس مبارك التنسيق مع الإدارة الأمريكية ضد مواقف نتنياهو، التي تُخرب عملية السلام، حتى اتخذت الإدارة الأمريكية قراراً بإسقاط نتنياهو مهما كلف الثمن، وبغض النظر عن البديل الذي سيأتي بعده.

وقامت الإدارة الأمريكية، بتشكيل غرفة عمليات بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، ودولتين عربيتين، بهدف إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، وإسقاط نتنياهو، حتى تم الأمر فعلياً، وأُسقط في الانتخابات الإسرائيلية.

ولكن نتنياهو، وبعد سقوطه في الانتخابات، سافر لأمريكا في زيارة عمل سريعة، وخرج بتصريح صحفي مقتضب، يقول بأنه قام بتسوية خلافاته مع الإدارة الأمريكية، وبقي نتنياهو يمارس هوايته في التطرف ضد الشعب الفلسطيني وقياداته، ولا سيما قطاع غزة، خاصة بعد مجيء ترامب للإدارة الأمريكية، وبدء مسلسل وعد بلفور الأمريكي الجديد.

وللأسف في حكومته الأولى، وجد موقفاً معادياً له من إدارة كلينتون، ومن الدول العربية، ولكنه الآن لا يجد معارضة من قبل ترامب والدول العربية، وهنا الخطر الأكبر، الذي يُحدق بالقضية الفلسطينية.

التعليقات