الحسيني: أدعو المسلمين إلى المسارعة في إصلاح النفس

الحسيني: أدعو المسلمين إلى المسارعة في إصلاح النفس
رام الله - دنيا الوطن
مع حلول شهر رمضان المبارك استهل امين عام المجلس الاسلامي العربي محمد علي الحسيني كلمته عبر منبر نداء الجمعة من بيروت، بالتأكيد أن هذا الشهر هو شهر الطاعة والغفران الذي منّ الله بلطفه وفيض رحمته الواسعة على المسلمين.

ولفت إلى أن أکثر شيء يشد الانتباه، هو انشغال الناس وتدافعهم لشراء مايهم ويجب في هذا الشهر، الذي بات يشبه سفرة مفروشة بحاجة لملئها بما لذ وطاب من طعام وشراب، بل وحتى صار هناك للأسف انطباع لدى الصغار بأن رمضان شهر تجويع النفوس في النهار وملئها عند الغروب، والأنکى من ذلك أن هذا الانطباع قد انتقل بدوره لغير المسلمين، وهو مايشوه الحقيقة والواقع القدسي الطاهر لهذا الشهر الفضيل ويجعله يبدو في غير ما أمر الله سبحانه وتعالى به.

وشدد الحسيني على ضرورة فهم معاني الشهر الفضيل في ظل انتشار المفاهيم الخاطئة عن كيفية إحياء هذا الشهر المبارك، وبيت القصيد في نظر الحسيني هو بماذا وکيف أعددنا أنفسنا لاستقبال هذا الشهر وکيف سنغتنم هذه الفرصة المبارکة التي وهبها لنا عزوجل لکي نقوم أنفسنا من جديد بإعادة النظر في مختلف الأمور التي تتعلق بنا والبحث والتدقيق في ما بدر منا من أخطاء وذنوب في غفلة منا من خلال تعاملنا مع الأوساط التي نعيش فيها.

وفي إطار التأكيد على أهمية شهر رمضان، أكد الحسيني أن هذا الشهر هو فرصة للتغيير الحقيقي بتقويم الأعمال وإصلاح النفس وتطهيرها، وطالب من الجميع أن يتساءل: "مالذي غيرناه في أنفسنا في رمضان هذا العام کي نکون مختلفين به عن رمضان العام الماضي؟ ألسنا على حالنا ونجتر الأمور نفسها وکأننا آلة تعمل وفق نظام صارم لاتغيير فيه! التغيير الذي يطلبه الله عزوجل ليس ذلك التغيير السطحي الخاطئ الذي فهمه الکثيرون منا، خصوصا عندما ترق القلوب والنفوس في شهر رمضان
من کل عام وتطلق العنان لنفسها في الأشهر الأخرى، بل إن الطاعة والاستقامة وتقوى الله مطلوبة في کل وقت، لکن شهر رمضان هي الفرصة المثالية لعملية التغيير الحقيقي في الإنسان".

ونبه الحسيني إلى غياب الكثير من القيم الرمضانية في حياة المسلمين كالتكافل الاجتماعي والشعور بمعاناة الآخرين، وتساءل: لماذا هناك جوعى ومحرومون وفقراء بيننا؟ أين أموال الزکاة؟ لماذا کل تلك الأراضي الزراعية متروکة کأرض بور ولم
يتم استخدامها والاستفادة منها، فيما لو تم استغلالها بالصورة المطلوبة مايکفي للشرق الأوسط کله مع فائض للتصدير کما يرى خبراء في مجال الزراعة، فهل قمنا باستغلال تلك الأراضي کما يجب أم أننا فقط منهمکون بالتشکي کصاحب الناقة، ذلك
أننا إن لم نغير ونقوم أنفسنا کما يجب فإننا لانمتلك أية قدرة على تغيير وسطنا ومحيطنا وبيئتنا".

التعليقات