الشعبية تؤبن شهداء عائلة أبو الجديان شمال قطاع غزة

الشعبية تؤبن شهداء عائلة أبو الجديان شمال قطاع غزة
رام الله - دنيا الوطن
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شمال قطاع غزة مساء أمس الأربعاء مهرجاناً تأبينياً لرفاقها الشهداء من عائلة أبو الجديان الشهيد طلال أبو الجديان وزوجته رغدة ونجله، والذين ارتقوا في استهداف اسرائيلي غادر لمنزلهم في العدوان الأخير.

وشارك في المهرجان حشد كبير من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة ومن ممثلي القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والاعتبارية وذوي الشهداء ومن المخاتير والأعيان وجمهور غفير من الشمال.

وافتتح الرفيق رمزي المغاري المهرجان مرحباً بالحضور، مشيداً بمناقب الشهداء، داعياً للوقوف دقيقة صمت وإجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.

وتقدم عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق إبراهيم السلطان في كلمة الجبهة بتحية فخر واعتزاز باسم الجبهة ممثلة بأمينها العام ولجنتها المركزية وأعضاء وكوادر الجبهة من ذوي الشهداء وعوائلهم، وخص في هذا المقام عائلتي أبو الجديان والنجار، مشيراً أن هذه العائلات المناضلة قّدمَت العديد من الشهداء والأسرى والمناضلين على درب الحرية من أجل الوطن والقضية، ولا زالت تقدم.

وأشاد الرفيق السلطان بمناقب الشهيد طلال أبو الجديان وعائلته، مشيراً أنه كان رفيقاً خلوقاً مناضلاً محترماً معطاءً، لم يتوانَ للحظة عبر مسيرة حياته أو يتردد أو يتعالى على أي من المهام النضالية مهما كان وزنها أو حجمها، فقد كان دوماً في مقدمة الصفوف، فقد كان نجماً متلألأ في سماء الوطن، ورفيقاً متمرداً كتوماً صنديداً شجاعاً يأبي حياة الذل والهون فكان جندياً نوعياً مقداماً لا يهاب.

وقال السلطان " إن حجم الجريمة التي ارتكبها الاحتلال خلال الأيام الماضية كبيرًا وباهظًا، حيث فقدنا أعزاء وأحباء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاتلين الذين مزقهم نار الحقد الاسرائيلي ولكن هذه المجزرة والحقيقة المؤلمة وصمت العالم الرهيب، لم تخفِ حجم الإرادة والعزيمة والمقاومة العنيدة التي تحلى بها شعبنا في القطاع ومقاومته الباسلة".

وأكَّد السلطان بأن "استمرار شلال الدم الفلسطيني ونهر العطاء لشعبنا يؤكد من جديد الحقيقة الراسخة والثابتة بأن شعبنا رغم عظمة التضحيات ثابت ومتجذر بأرضه ومتمسك بحقوقه، ومستمر بمقاومته".

وشدّد السلطان خلال الحفل على "أن الوفاء للشهداء يقتضي من الجميع أن يعملوا دون توقف من أجل توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة لذويهم، عبر وقف كل أشكال التغول على حقوقهم، ما يستوجب من السلطة إعادة رواتب الشهداء المقطوعة رواتبهم فورًا".

وجدد تأكيد الجبهة الشعبية بأن "المقاومة مصدر فخر واعتزاز لنا، وأن ما حققته في الأيام الأخيرة من إنجازات ميدانية وحالة استنزاف وخسائر ضد الكيان يأتي في إطار محاولات تحقيق معادلة الردع، لافتاً أن حققته المقاومة يثبت للقاصي والداني أن المقاومة شعله مستمرة، وهي تحظى بإجماع شعبي ووطني، وأن كل محاولات شيطنتها أو التقليل منها مشبوهة ونشاز".

كما أكَّد على ضرورة استخدام كافة أشكال المقاومة بما فيها المقاومة المسلحة، والمقاومة الشعبية كما في مسيرات العودة التي هي خيار استراتيجي لشعبنا طالما الاحتلال جاثمًا على صدور شعبنا ومستمرًا في احتلاله وعدوانه، معتبراً أن أي خيار أو تكتيك أو خطوة يجب أن تتم من خلال إجماع وطني، وأنه مع أهمية الجهود المبذولة لإنهاء معاناة شعبنا في القطاع وضرورة فك الحصار عنه، إلا أن أية صيغ تجعلنا رهينة للابتزاز وللمال السياسي المسموم لا يمكن من خلالها أن تحقق الأهداف المطلوبة، فالتجربة أكدت أن الاحتلال غادر ولا يلتزم بتعهداته، ولذلك يجب أن نجنب شعبنا أية قضايا تزيد من أعبائه ولا تنهي معاناته".

وتابع السلطان "إن ما تحقق من وحدة ميدانية لفصائل المقاومة عبر غرفة العمليات المشتركة يجب أن يعمم كنموذج من أجل إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، فما ينقصنا الآن في ظل الأخطار الحقيقية المحدقة بنا هو تحقيق الوحدة المبنية على أساس عقيدة كفاحية من أجل استعادة الوحدة كخطوة ضرورية على طريق مواجهة جرائم الاحتلال، ومن أجل إفشال المشاريع التصفوية وفي مقدمتها صفقة القرن وجرائم الاحتلال".

وأوضح أن "مواجهة الهجمة الصهيوأمريكية على شعبنا، ومناهضة التطبيع بحاجة أولاً إلى جهود داخلية فلسطينية من أجل ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد  للكل الفلسطيني والبيت الجامع له وهذا يستدعي توحيد طاقات شعبنا في كل مكان عبر إجراء انتخابات مجلس وطني توحيدي جديد بمشاركة الكل الوطني ومن خلاله يتم صوغ استراتيجية وطنية لمواجهة كل المخاطر المحدقة بنا، وفي المقدمة منها صفقة القرن وتنهي مرحلة أوسلو العبثية وتوقف كل أشكال العلاقات مع الكيان أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا وفي مقدمتها التنسيق الأمني". 

من جهته، تقدم الأخ جهاد أبو الجديان في كلمة ذوي الشهداء بتحية فخر وشموخ وشكر وتقدير، لوقوف الجميع بجانب العائلة في مصابها الجلل وفي طليعتهم الجبهة الشعبية، التي وقفت بكل تفاني ونكران ذات.

وقال أبو الجديان " بورك حزب يستشهد أمينه العام " أبو علي مصطفى "، بورك حزب يعتقل أمينه العام " أحمد سعدات أبو غسان "، حقاً أنتم القادة أيها العظماء ونقول لكم إلى الأمام دوماً وإلى الأبد".

وأشار بأن عائلة أبو الجديان عريقة صاحبة التاريخ الناصع والمشرق والمشرف التي قدمت الغالي والنفيس  وضحت بفلذات أكبادها من أجل أن يبقى الوطن والقضية، حيث قدمت الشهيد تلو الشهيد والأسير تلو الأسير، و الجريح تلو الجريح، و هدم العديد من بيوتها من قبل الاحتلال النازيين الجدد والفاشيين الجدد، وضحت بأغلى ما تملك من خيرة أبنائها من أجل شعبها ووطنها".

 واستحضر مناقب الشهيد البطل طلال، مشيراً أنه منذ نعومة أظافره عشق حب الوطن أحب الوطن، كان دوماً شعلة من العطاء منذ صغره في المراحل الابتدائية  والإعدادية وكان  يشارك في كل فعاليات العمل الوطني والمناسبات الوطنية، ويشارك في المسيرات والاحتجاجات والمظاهرات التي تنطلق من شوارع  وأزقة مخيم جباليا رفضا للاحتلال.

وأضاف " بأن الشهيد عندما كبر واشتد عوده واصل مشواره النضالي في انتفاضة الحجارة عام 1987م حيث أصيب بعيار ناري في الحوض في انتفاضة 1987م و كان نموذجاً يقتدى ويحتذى به، و استمر في البذل و العطاء والكفاح حتى اعتقل من قبل قوات الاحتلال، و بعد خروجه من سجون العدو واصل مشواره الكفاحي في صفوف الجبهة الشعبي و كان له دور بارز في انتفاضة 2000 ، وكان عنواناً للانضباط والالتزام والتضحية والعطاء والفداء".

كما استذكر الشهيدة رغدة محمد النجار زوجة الشهيد طلال، مشيراً أنها كانت الزوجة والأم المثالية المخلصة الوفية والصادقة لزوجها وأولادها وبناتها، موجهاً التحية إلى الشهيد الشبل عبد الرحمن واصفاً إياه بالشبل العظيم والزهرة من زهرات فلسطين. ...

وفي ختام كلمته قال للاحتلال  أن لا أمن ولا أمان ولا هدوء ولا سكون ولا استقرار إلا بإحقاق حقوقنا المشروعة بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

من جانبه، ألقى القيادي في حركة المبادرة الفلسطينية الرفيق نبيل دياب كلمة القوى الوطنية والإسلامية بمحافظة الشمال، مشيراً أن هذا القتل والإجرام الذي استهدف عائلات مدنية بأكملها لا يرتكبه إلا جيش عنصري فاشي ينفلت من عقاله ويفلت جنرالاته من الملاحقة والمحاكمة الدولية؛ إنه جيش محتل تلطخت أياديه بدماء شعبنا في محاولة فاشلة لكسر إرادتنا والنيل من صمودنا وثني عزيمتنا".

وقال دياب " جئنا لنؤبن شهيد الشعب الفلسطيني ابن فلسطين وابن الجبهة الشعبية الرفيق الصنديد طلال الذي عرفته أزقة المخيم مناضلاً مكافحاً إنساناً دمث الأخلاق منذ نعومة أظفاره كيف لا وقد انتمى للجبهة الشعبية وانخرط في صفوفها وتتلمذ على أيدي كوادرها المناضلين،  ليدافع عن الكادحين و يساند الفقراء والغلابا فيشهد له رفاق الدرب ويشهد له كل من عرفه بإنسانيته وشهامته التي استمدها من انتمائه الأصيل لعائلته أولاً عائلة أبو الجديان التي قدمت خيرة أبنائها شهداء و جرحى و أسرى و للجبهة ثانياً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جبهة الأحرار المقاتلين، و ما من مار بمستشفى العودة إلا وقد عرف طلال الإنسان المحب لعمله المخلص الوفي لأبناء شعبه لاسيما الجرحى والمصابين الأبطال فكان نموذجا للرفيق العامل الملتزم وطنيا و انسانيا مقداما في مد يد العون لكل من يحتاجها".

واعتبر دياب بأن الجريمة العدوانية بالقصف التدميري الذي أسفر عن استشهاد رفيقنا المناضل طلال وزوجته وابنه يذكرنا بكل جرائم الاحتلال التي طالت أبناء شعبنا الأبرياء وقادته ومناضليه ستظل شاهداً على عنجهية وبطش هذا الاحتلال المجرم وأن ملاحقته ومحاكمته أمام المحاكم الدولية واجب ومسؤولية وطنية.

وأكد دياب أن الوفاء للشهداء ولكل الشهداء والجرحى والأسرى البواسل لا يتأتى إلا من خلال استعادة جادة للوحدة الوطنية وبما يمكننا شعب وقوى وفصائل للتصدي للمخططات التصفوية لقضيتنا الوطنية وكذلك ما يسمى بصفقة القرن، مشدداً أن تضحيات شعبنا لا تقبل التفريط بها أو المساومة عليها.

وفي نهاية المهرجان، كرمت قيادة الجبهة "د.مريم أبو دقة، جميل مزهر، جميل المجدلاوي، أبو رامي السلطان"، وبحضور ممثلي من القوى عائلة أبو الجديان وخصوصاً الرفيق محمد الابن البكر للشهيد طلال.