عرّابة تكرّم محمد خربوش بدارنة ومحمد نعامنة

رام الله - دنيا الوطن
افتتح الأمسية التّكريميّة مدير مركز محمود درويش الثّقافي، محمود أبو جازي، مرّحبا ومهنّئا ومعبّرا للمحتفى بهما عن فخر عرّابة والوطن برجال بقامة وهامة أديب الاطفال - أحد مؤسّسي جمعيّة عرابة المستقبل، محمّد خربوش بدارنة والمحامي محمد نعامنة أبو اسماعيل.

قام بعرافة احتفال تّكريم المربي سعيد ياسين دعا رئيس بلديّة عرّابة لإلقاء كلمة البلديّة فتحدّث عن دور البلديّة في تكريم رجالاتها، وتحدّث عن ذكرياته مع أستاذه محمد خربوش بدارنه في العام 1978 حين فصل فصلا جائرا وتجنّد الطلاب لنصرته وتثبيته في مكانه ووصفه انّ مبدع في حقول التربية والتّعليم، بل حلّقت إبداعاته وجوائزه محليا وعربيّا ودوليّا، وأشار أيضا إلى رسالة التطوّع في مناحي متنوّعة من الحياة، وسلّط أضواء على المحامي محمد نعامنة ابو اسماعيل، وعن دوره الوطني في النّضال والدّفاع عن المعتقلين والأسرى ومن يعاني خلف القضبان.

لبيب بدارنة لامس قلوب الحضور بأناشيده الوطنية وخاصّة بلادي بلادي بلادي.

غالب خوري وهو رفيق محمد خربوش في تأسيس جمعية عرّابة المستقبل في العام 1986-1987 استعرض محطات مميّزة في مشوار الجمعية وجاء فيها:

قالَتِ السّماءُ يومًا في حضرة يسوع، سيّدنا عيسى عليه السّلام: المجدُ للهِ في العلا، وعلى الأرضِ السّلام، وفي النّاسِ المسرَّة.

وبعد ألفي عامٍ أسعدَني صديقي أن نزرعَ معا بذور المسرّة وأشتالَ السّلام في وطنٍ لم يعرفُ السّلام.

قال الخليفة علي بن أبي طالب: "ُ خير النّاس أنفعُهُم للنّاس"، فقلتُ: طوبى للوطنِ الكبيرِ والوطنِ الصّغير بِهامَةِ وقامةِ مَنْ أحبّ النّاسَ وعشقَ الوطن، رفيقَ دربي في جمعيّة عرابة المستقبل،

شدا أبو الامين توفيقُنا الزيّاد وغرّدَ يوما: وأُعطي نصفَ عمري للذي يجعلُ طفلًا باكيًا يضحك. وعرفتُ رفيقي يؤلّفُ قلوبَ الاطفال ويؤلّفُ ثلاثينَ كتابًا وأربعين قصّة يحملُها الأطفال قبل النّوم إلى أسرّتهم فيغفو كلّ منهم على حلمٍ جميل ويصبحُ على وطن.  

عام 1987 كانَ البعضُ يلعنُ الظّلامَ، وأثناءَ عودتنا من النّاصرة بعد أن شاركَ كلانا في مؤتمر القضايا الاجتماعيّة القطري، عصفتُ مع صديقي " أبو فارس" محمد الخربوش، كيفَ نشعلُ شمعة؟ فجاءَ الرّدُّ قاطعًا: شمعة عرابّة المستقبل،

قوسُ قزحٍ من الأعمار والتّخصصات هم نواة الجمعية، نساءٌ وفتياتٌ ورجالٌ، وقد علمّوا التّاريخَ في حبّك يا عرابة درسًا بليغا.

كانت المرأة والفتاة في صدر أوليّات عرابة المستقبل، ودورات الأشغال اليدويّة والفنون ورقص الباليه والرّسم والعزف الموسيقي ومحو الأميّة ومعارض الرّسم أسعدت وأثرت كلّ من ساهم فيها، لكن بودّي أن لا أنسى مشروعا فريدًا في نوعه وحاجته: حياكة الصّوف على الماكنات، لقد اشترينا ستَّ ماكنات حياكة، وفّرت عملًا للعشرات من النّساء، وبدأوا بتسويق منتوجاتهم، أمّا المعاطف والبلوزات الأجمل فكانت من حظّ مراكز الطفولة في الضّفة الحبيبة، تبرُّعا وهديّة.

أصدرنا منذ العامِ الاوّل مجلة عرابة المستقبل تحمل هموم وآمال عرابة، وأصدرنا كتابا يحمل أشعارَ براعِمِنا الواعدة، وأصدرنا أجملَ كتابٍ تغنّى بعرابة وأهلها، وسلّط حزمًا من نور على رجالاتها ونسائها وتراثها وجغرافيّتها وكنيستها وجوامعها وبطوفها، ومدارسها والروّاد من مبدعيها ودور المرأة فيها ولم ننسَكَ يا ظاهر العمر في فصلٍ خاص. الكتاب من عشرة فصول ولكل فصل مؤلّف جادَ وأجادَ وبهم نفتخرُ، والمعذرة على حفظِ الاسماء في القلبِ.

عرّابة ولّادة بكلّ ما تعنيهِ الكلمةُ من معاني الحياة، وتعشقُ الحريّة ومن يصنعُها، ومن يرفعُ رايَةَ الدّفاعِ عنِ المظلومين والمعتقلين والأسرى، أسرى الحريّة على مدار عقودٍ خَلَتْ، وواجهَ الظّلم بحزمٍ لا يلين، وسهرَ الليالي ينقّب في الكتبِ ومجلّدات القوانين عمّا يسعفهُ في توفير دفاعٍ قويٍّ لا بدّ أن يبرّئَ المتّهم، أو أن يحرّر معتقلا جارَ عليه الظّالم بحكمٍ جائرٍ، واستبسل المحامي محمد نعامنة أبو اسماعيل، في الدّفاع عن عشرات المعتقلين والأسرى والمظلومين، وتكلّلت جهوده أحيانًا بتخفيف المؤبّد إلى نصفٍ، أو تحرير المعتقلين.

محمد الخربوش ومحمد نعامنة، قامتان وهامتان محفورتان في قلوبنا وفي سجلّ الشّرف والمجدِ والحريّة، وفي أرشيفكَ يا وطني الكبير ووطني الصّغير.

غالب خوري- جمعيّة عرّابة المستقبل

في كلمة المحتفى به محمد خربوش المقتضبة تحدّث عن عائلة عرابة الواحدة في فلسفة وروح عمل الجمعيّة وتحت سقف هذا البيت التأم أهل القرية ومن اهمّ مشروعاتهم إصدار كتاب عرابة البطوف الاهل والوطن، ومجلة عرابة المستقبل، وسرد قصّة المشروع الأخير في حياة الجمعية بعد 12 عاما من العمل فقال: المبلغ المتبقي في ميزانية الجمعيّة حوالي 11000 ش غطّت كلفة 1000 كغم من العجوة لاقت طريقها إلى أطفال عرابة من خلال المدارس، وأرفقت معها رسالة تدعو الاهل والاطفال إلى تحضير كعك العجوة معًا بيوتهم، وجبلها بالحبّ والسّلام وإرفاق رسالة حبّ وتضامن وبطاقة معايدة تسكبها اقلام الاطفال، وكم كان المشروع مؤثّرا ومفرحا للاطفال الايتام ليلة عيد الفطر فتمّ توزيع 1000 طرد في كل طرد 4 كيلو من كعك العيد ورسالة مفعمة بالمشاعر والتّحايا عابرة كل الحدود.

التّجربة الثّانية التي تحدّث عنها محمد خربوش قضية فصله من علمه كمعلم للكيمياء والرّياضيات عام 1978 خمس مرات من طرعان الثّانوية يوم كان يونس نصّار رئيسا للمجلس، والأخير وبدعم من الأهل والطلاب والاعضاء وقفوا وقفة الرجال تضامنا مع المعلم المفصول حتى إعلان الوزارة قرارها وتهديدها  بإغلاق المدرسة إن لم يتم فصل المعلم، وعندها عبّر رئيس مجلس طرعان في موقف يعكس نخوته وأصالته، وتابع المعلّم المفصول في العام التّالي وَتعين في عرابة البطوف في العام الأول لتأسيس مدرستها الثّانويّة، لكنّه فصل بعد شهر واحد تقريبا والتّهديد ذات التّهديد.

المحتفى محمد نعامنة أبو اسماعيل استعرض رحلة طويلة تفوق الاربعين عاما في دعم المناضلين والدّفاع عن حقوقهم والوقوف إلى جنب الاسرى والمعتقلين، ومن يقف خلف القضبان، وسرد قصصا مؤثّرة عن ظلم المحاكم والاحكام التي صدرت وعن المعاناة المادية والعمنويّة والنّفسيّة مما دعاه دائما للتطوّع والعطاء دون مقابل.