الصحة السعودية تتيح الاستفادة من الخدمات الصحية عبر تطبيق "موعد"

رام الله - دنيا الوطن
عالمياً تلعب الخدمات الصحية الإلكترونية "e-Health" دورًا بارزًا في قيادة تطوير الرعاية الصحية. إذ أنه طبقًا لمنظمة الصحة العالمية "World Health Organization"، ترتفع تكاليف الرعاية الصحية عالميًا بنحو 5% سنويًا، وتتطلع الأنظمة الصحية لدور الخدمات الصحية الإلكترونية في المساهمة بشكل كبير في سد الفجوة بين خفض المخصصات المالية والطلب المتزايد.

ومع ذلك، فالأمر يتجاوز مجرد قيادة التأثير المالي للثورة الرقمية. إذ تحرص الأنظمة الصحية أيضاً على الاستفادة من تغير سلوكيات المريض من خلال تجميع البيانات الخاصة بالمرضى وبالتالي تؤثر بشكل إيجابي على تشكيل الأنظمة الصحية.

وتماشيًا مع الأنظمة الصحية الأخرى، تلعب التقنيات الرقمية دورًا بارزًا في تحويل النظام الصحي بالمملكة العربية السعودية. حيث تلتزم وزارة الصحة السعودية (MOH) بالخدمات الصحية الإلكترونية، ويتعامل برنامجها للتحول مع التقنيات الرقمية باعتبارها عامل تمكين رئيسي في تقديم نسختها من نظام الرعاية الصحية المتكامل بشكل كامل.

تطبق وزارة الصحة السعودية منهجًا مدروسًا لإحداث تأثير ملموس على المرضى ومزودي الخدمات على حد سواء، وذلك من خلال الاستثمار في التقنيات المبتكرة والمتطورة في الخدمات الصحية الإلكترونية.

ويعد تطبيق موعد "MAWID" أحد المبادرات الرقمية المتعددة التي دشنتها وزارة الصحة السعودية. إذ صمم التطبيق كي يمنح المستخدمين القدرات اللازمة لإدارة مشوارهم الصحي وامتلاك زمام الأمور فيما يختص بصحتهم، ويعمل التطبيق على إضفاء الطابع المركزي وذاتية الإحالات عبر النظام الصحي من خلال ربطها إلكترونيًا وتنظيم عملياتها.

ومع تطبيق موعد تمكنت وزارة الصحة من إزالة عوائق مشاركة البيانات بنجاح، ومن ثم يستطيع مزودو الخدمات مشاركة روزنامة المواعيد على نحو أيسر فيما بينهم ومع المستخدمين، الذين يستطيعون الآن حجز مواعيدهم العلاجية وإدارتها بشكل فوري وقتما وحيثما كانوا، وهو ما يعد وسيلة جديدة للاستفادة من الخدمات.

كما تتيح الإمكانيات المتأصلة في تطبيق موعد تجميع بيانات المريض الرئيسية مثل مؤشر رضا العميل في الوقت الفعلي، وهو ذو فائدة كبيرة لوزارة الصحة في توفير إمكانية الوصول إلى البيانات الصحية المؤهلة والنوعية التي لا تقدر بثمن وذلك بهدف المساعدة في تصميم الخدمة في المستقبل سعيًا إلى التحسن المستمر.

ويعرض تطبيق موعد بالفعل نتائج مثيرة حيث أثبت أنه نموذج فعال لتأثير التقنيات الرقمية. إذ حقق الاعتماد الكامل خلال السنة الأولى، حيث أكتمل الآن ربط 98% من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الرئيسية بتطبيق موعد وتم تسجيل أكثر من 6,5 مليون مستخدم على الخدمات الإلكترونية. وتمكن التطبيق من تنظيم وتقليل التأخير في نظام المواعيد بشدة حيث تم التعامل مع أكثر من 16 مليون موعد حتى تاريخه.

كما أثر تطبيق موعد بشكل ملحوظ على تجربة المريض، حيث بينت الدراسات التي أجريت على المستخدمين عن معدل رضا وصل إلى 78% لاستخدام تطبيق موعد. ومقترنًا لخدمة 937 المركزية، تمكنت وزارة الصحة السعودية من تكامل إمكانية الوصول إلى الخدمات بنجاح وذلك على نحو شامل يرتكز على الأفراد.

ولم تتوقف وزارة الصحة السعودية عند هذا الحد. فلم يزل تطبيق موعد مجرد جزء من استراتيجيتها الرقمية الأشمل لضمان تقديم المملكة رؤيتها المعنية بتقديم خدمات صحية أفضل لمواطنيها في المستقبل.