فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب تنظم النسخة الرابعة من الأيام الفكرية

فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب تنظم النسخة الرابعة من الأيام الفكرية
رام الله - دنيا الوطن
عاشت مدينة سيدي يحيى الغرب، التابعة لإقليم سيدي سليمان، من 22 إلى 27 أبريل 2019، بالثانوية التأهيلية ابن زيدون، النسخة الرابعة من الأيام الفكرية دورة الدكتور "عبد الله صدقي بطبوطي"، من تنظيم فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان، وبدعم من المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة القنيطرة، وبتنسيق مع شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، وجمعية صديقات وأصدقاء ثانوية ابن زيدون، وذلك تحت شعار: "مواصلة بناء القيم في مدرسة المواطنة".    

في كلمته الافتتاحية لفعاليات هاته الأيام الفكرية، أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب، أوضح المخرج المسرحي الكبير الفنان طارق بورحيم  أهمية الفعل الثقافي بالمؤسسات التعليمية، وأكد على أن الأيام الفكرية الرابعة هي تتويج لعمل موسم كامل بالثانوية. وبعد ذلك تناول الكلمة السيد مدير مؤسسة ابن زيدون، الذي أثنى على المجهودات التي تقوم بها الفرقة لفائدة تلاميذ المؤسسة. من جهته، عبر الأستاذ حسن الكبش عراب الدورة - كما لقبّه الأستاذ طارق بورحيم- استحسانه العمل إلى جانب المتعلمات والمتعلمين، لما له من أهمية في تكوين شخصياتهم، وأكد على أن جمعية صديقات وأصدقاء الثانوية فخورة ومحظوظة بالعمل والاشتغال إلى جانب الفرقة في هذه الدورة من الأيام الفكرية.

 شهد اليوم الأول من هذه الأيام الفكرية، افتتاح معرض صور المواقع الأثرية والتاريخية المهمة بسهل الغرب، أشرف على تأطيره الأستاذ عبد السلام الزيزوني، المتخصص في علم الآثار؛ حيث أوضح بأنّ هذا المعرض هدفه التعريف بالآثار التي تكتنزها منطقة الغرب، وهي ضاربة في عمق التاريخ : مآثر باناصا وتاموسيدا والحوض الأثري لمشرع الرملة، الذي يوجد جنوب مركز سيدي يحيى الغرب، على الطريق رقم(R411)  المؤدية الى مدينة تيفلت، وعلى ضفتي واد تيفلت المعروف كذلك باسم واد المحلة وبمحاذاة واد اصمانطو. وتمتد هذه الشواهد الأثرية لهذا الموقع، حسب ذات المتحدث، على مسافة (11كيلومترا) جنوب سيدي يحيى الغرب، وتمتد من مقبرة سيدي يحيى بنمنصور إلى دار سالم، وأضاف بأنّ الموقع تابع للجماعة القروية التوازيط، ويتوزع في امتداده على دواوير ظهر الجمعة والمجمع السكني الكبير: الركابي، القاسميين، ولاد بنعيش، أولاد احمودو، فضلا عن الموقع المسمى الديوان، واستطرد الأستاذ الزيزوني قائلا، كان موقع مشرع الرملة طيلة المرحلة الإسماعلية مقرا لديوان الجند ومركزا لقيادة جيش البخاري، ومعسكرا ضخما يضم أزيد من (70.000) جنديا جلهم فرسان، وهكذا استمر استيطان هذا الموقع أزيد من 70 عاما، منذ تأسيسه سنة 1089هـ الموافق لسنة 1689م إلى أن تم إخلاؤه سنة 1159ه الموافق لـ 1746م.

عقب ذلك، قام المحتفى به الدكتور عبد الله صدقي بطبوطي بزيارة للقسم الذي احتضنه داخل ثانوية ابن زيدون أواخر سنوات الستينيات، رفقة الوفد الرسمي وسط تصفيقات وتساؤلات وانبهار المتعلمين والمتعلمات، وتميز هذا الحدث التاريخي بربط الماضي المشرق باستشراف المستقبل المتميز لتلاميذ وتلميذات هذا الجيل، أملا  في أن يحتدوا بمثل هؤلاء الأطر تثمينا لأهمية القدوة الحسنة.

وفي كلمة للمحتفى به عنونها ب*يوم خالد في حياتي*،  قال الدكتور عبد الله صدقي بطبوطي:

"فرحة عارمة غمرتني، وأنا أضع قدميّ بعد نصف قرن من الزمن بثانوية ابن زيدون العريقة، عادت بي إلى مرحلة الشباب؛ حيث قضيت بهذه المؤسسة التربوية العزيزة ذكريات جميلة، تقاسمت لحظاتها الممتعة مع وجوه طيبة، أبت إلا أن تحضر معي لتشاركني هذه اللحظة التاريخية من حياتي، كنت في سعادة تامة وأنا أعود إلى فترة الستينيات من حياتي، لكن ما أسعدني أكثر وزادني فرحة وافتخارا، حفاوة الاستقبال التي خصتني بها هيأة التدريس والأطر الإدارية العاملة بهذه المؤسسة، وأيضا تلامذتها الأفذاذ...، ماذا عساني أقول وأنا ألج ساحة الثانوية. والوقت وقت استراحة، فإذا بالهتافات تتعالى والزغاريد تنطلق من هنا وهناك، "- الصلاة والسلام على رسول الله، لاجاه إلا جاه  سيدنا محمد ، الله مع الجاه  العالي......».

أما اليوم الثاني من هذه الأيام الفكرية، فعرف تقديم عرض في موضوع " لما التفلسف"، من تسيير التلميذة نسرين البدو، وتقديم التلميذات، أمال عويطة، ملاك خجو ووئام السلامي. كما تمّ خلال نفس اليوم الفكري تنظيم ندوة في موضوع:" وظيفة الفلسفة في فهم الذات والآخر"، اِستفاذ منها تلامذة ثانوية ابن زيدون، من تأطير الأستاذ رشيد الراضي.   

وعرف اليوم الثالث من فعاليات هاته الأيام، تنظيم محترف الفسيفساء أطّره الأستاذ عبد السلام الزيزوني. كما شهد نفس اليوم كذلك تنظيم محترف الدعم النفسي للتلاميذ المقبلين على الامتحانات الإشهادية، من تأطير الأستاذ معاد جرار، إطار بوزارة الشباب والرياضة ومتخصص في التنمية الذاتية.

أما بخصوص اليوم الرابع، فعرف لقاءا تواصليا حول التوجيه المدرسي لفائدة متعلمي ومتعلمات الثانوية وبعض الطلبة الجامعيين. وشهد نفس اليوم كذلك حفلا تأبينيا للمرحوم شكيب اليوبي، وهو أحد تلامذة ابن زيدون القدامى، كما تم خلال نفس اليوم حفل توقيع كتاب "سيدي يحيى الغرب ذاكرة مدينة" لمؤلفه الأستاذ محمد الحبيب لطفي.

هذا، وشهد اليوم الخامس تنظيم ندوة في موضوع "الشعر العربي الحديث: التيارات والخصائص الفنية"، لفائدة التلاميذ المقبلين على الامتحانات الإشهادية، من تأطير الأستاذ بوعزّة الخلقي.

 في اليوم السادس ، وقبل إسدال الستار على فعاليات هاته الأيام الفكرية، تمّ تنظيم محترف تقنيات الكتابة الصحفية، الخبر الصحفي نموذجا، من تأطير الأستاذ سامي دقاقي والأستاذ العربي كرفاص. كما عرف نفس اليوم تقديم عرض حول موضوع "سحر العقل الباطني في سر النجاح"، من تأطير الأستاذة نجيمة الرملي المستشارة في علم النفس للطب البديل.

وفي الختام، تناول الكلمة كل من فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب، وجمعية أصدقاء وصديقات ابن زيدون، وكذا بعض الحاضرين، أجمعت الكلمات كلها على نجاح فعاليات هذه الأيام الفكرية، آملين في مواصلة الجهود على هذه الشاكلة، من أجل خدمة الوطن والمواطنين. وبالمناسبة ذاتها تمّ تتويج التلاميذ المتفوّقين بجائزة التميز باسم الدكتور عبد الله صدقي بطبوطي، كما سُلِّمَت هدية "مفتاح ابن زيدون" وشواهد تقديرية لقدماء تلامذة ابن زيدون، وكذا للمشاركين في فعاليات الأيام الفكرية الرابعة دورة "الدكتور عبد الله صدقي بطبوطي".