سعاد ضحية الزواج المبكر تنتصر لكرامتها بالطلاق

سعاد ضحية الزواج المبكر تنتصر لكرامتها بالطلاق
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن ـ منار أبو الهدى 
كانت تلهو وسط قريناتها ، ُلكن نظرات المأساة كانت تلاحقها كون أن بنيتها الجسدية الجسدية الأكبر بين الفتيات من حولها، تستأنف سعاد لعبها ومرحهاُ بكل سعادة ، كانت تعني بالنسبة لهم انها كبيرة وعلى وجه زواج ، كما تقول عجوزات القرية.

في الخامسة عشرة من عمرها، إنصاع أهلها للمجتمع الذي لاحقها بـخطبتها، وبالفعل تزوجت سعاد وقبل أن تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها ، امضت حياتها بين زوجة وأم ، فمطلقة ٌلتنتصر لكرامتها وعزة نفسها بعد حياة ذليلة من زوج لن يقدر هذه السيدة تحولت حياة سعاد لمعاناة كبيرة مباشرة بعد زواجها، وحصل ما لم يكن في حسبانها ، لم تترك حماتها فرصة الا وتسببت لها غصة في قلبها، تقول :" بعد زواجي بأيام قليلة، بدأت المشاحنات والمشاكل مع حماتي التي كانت لا تضيع فرصة حتى تختلق المشاكل، لكني تحملت وصبرت كثيرا على أمل ان تتغير الأحوال لكن دون جدوى". 

استمرت تدخلات الحماة وتخطت حدودها بشكل كبير وبينما كانت تتدخل في حياة سعاد الشخصية وحياتها الزوجية ، كانت تتأكد أن ضعف شخصية زوجها لن يحل لها تلك المشاكل, حتى وصل الأمر لحد معايرة سعاد بتأخر الحمل. 

بعد مرور سنوات على الزواج لم تنجب سعاد، فقامت بإجراء تحليل طبية لكشف الأمر ، وبعد ترقب ، ظهرت النتيجة ، وذهبت بها إلى حماتها غير المقتنعة بالتقارير الطبية التي أثبتت أن كنتها لا تعاني من أي عائق يمنعها من الانجاب, وأن المسالة بحاجة لوقت لا أكثر بسبب صغر سنها.

تقول سعاد وعلامات الألم تخيم على قسمات وجهها :" لم يكن هذا شفيعا لي, كانت نظرات وكلمات حماتي تحول حياتي لمأساة مع زوجي، خاصة أن زوجي كان يطلب ممارسة العلاقة الزوجية بطريقة غير شرعية, وعندما كنت أرفض, كان يضربني ضرباً مبرحاً, حتى أصبحت اكره نفسي, لقد صدمت من هذا الواقع المرير, ولم أستطع التحرك".

لم تعاني سعادة خلال حياتها الزوجية من حماتها فقط، بل انها اكتشفت أن زوجها مدمن على المخدرات ، مرت الايام ببطءِ شديدِ؛ لكن سرعان ما حملت بشرى لسعاد اعتقدت انها ستغير تفاصيل حياتها المؤلمة للأفضل, لقد حانت اللحظة التي انظرتها طوال فترة زوجها ، حملت سعاد, وعاشت أياما في سعادةِ غامرةِ , لكن فرحتها لم تدم طويلا ، عندما أجهضت بسبب صغر سنها, وضعف بنيتها الجسدية.

تقول سعاد" : لم أستطع أن اتجاوز مرحلة الولادة, ولم أكن آدرك مخاطرها, وليس لدي الوعي للحياة الزوجية، وجسمي ضعيف لم يتحمل, وزادت الأمور تعقيداً عندما كان مصيري الاجهاض".

عندما كانت سعاد تلجأ لأهلها نتيجة ما تتعرض له في بيت كنتها كان لسان حالها، يقول: "اصبري، يمكن الله يهديه , أحسن ما تطلقي " ، صبرت سعاد خوفا من مصير ما بعد الطلاق, لكن الأمور ازدادت سوءٍ؛ عندما اكتشفت أن زوجها يتعاطى عقار " الترامادول" المخدر, اعترضت على ذلك؛ فكان مصيرها زيادة بالضرب ، حتى أصبح يغمى عليها من شدة ذلك .

وتتابع المغلوب على أمرها :" أصبحت اكره حياتي, اصبحت جسداً بلا روح, أقوم بواجباتي الزوجية وأغلق بابي وأعيش همومي لوحدي؛ دون علم أحد"

تغالب سعاد دموعها , وتتنهد بألم ,وتقول : " الأمر الذي زاد حياتي تعقيداً؛ أنني اكتشفت خيانة زوجي لي, وعندما واجهته ؛ضربني, وقررت حينها انهاء هذه العلاقة التي اذتني نفسياَ وجسدياً، فأعلنت قراري بالانفصال, وتركت بيت الزوجية ورحلت.

تترقب سعاد في هذه الفترة أن تبت المحكمة في قضيتها بحكم عادل ,حكم يخلصها من معاناة استمرت 12 عاماً, بينما يريد زوجها أن ينهي هذه العلاقة بتخييرها ما بين التعليق أو التنازل عن كافة حقوقها الشرعية.

وتنتظر سعاد الحصول على أوراق حريتها, لكنها بدأت تعمل من أجل مستقبل افضل, فاتخذت قرار استكمال دراستها الجامعية ، وتختم بالقول : "أتمنى أن تصبح نظرة المجتمع أفضل ؛لمن يعاني من الاضطهاد في هذا المجتمع ، خوفي على بنتي يزيد, أصبحت اتمنى لو أنني لم أنجب بنت في مجتمع لا يرحم ولا يعطي حقاً لها "

ملاحظة :سعاد هو اسم مستعار لبطلة القصة التي انتهت بالطلاق قبل ثلاثة شهور.

التعليقات