"أصوات من طوباس" لـ"الإعلام" ترصد تفاعل النساء حول الخشب

رام الله - دنيا الوطن
 تحلقت 11  فتاة حول أدوات لحفر الخشب وتشكيله وحرقه، وتنافسن على إنتاج مجسمات وأشكال فنية، داخل مركز للتدريب المهني في أطراف طوباس، انطلق عام 2017.

وانخرطت فادية ونائلة ووفاء وسماح دراغمة، وامتثال صوافطة، وشروق أحمد، ونهى أبو العيلة، ودعاء مساعيد، ورنين فقهاء، وليلى  وحنان خراز في دورة تنفذها جمعية طوباس الخيرية وغرفة تجارة وصناعة وزراعة طوباس، واستمعن إلى مدربهن، وتتبعن أساسيات التعامل مع آلات وأدوات التصقت بالرجال.

وخصصت الحلقة (118) من سلسلة ( أصوات من طوباس) لوزارة الإعلام، لرصد تفاعل النساء، وملاحقة الأشكال التي أنتجنها، ومنها رسوم للأيقونة "حنظلة"، ولغزال الجبل  الفلسطيني المنتشر في جبال طوباس وأغوارها، ولخريطة فلسطين، وأقصاها، وبعض طيورها وفراشاتها.

وقالت منسقة العلاقات العامة في "طوباس الخيرية"، إكرام أبو الهيجاء إن  ورشة النجارة والحفر على الخشب تهدف إلى تشجيع النساء اللواتي يعانين ظروفًا اقتصادية صعبة على توفير مصدر دخل خاص بهن.

وتابعت: يُعقد التدريب لأول مرة في طوباس، ولم ينفذ في الوطن على نحو واسع،  خاصة أن موضوعه كان حكرًا على الرجال، ولصعوبة  تعامل النساء مع الآلات، لكننا تواصلنا مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، وحصلنا على دعم لدورة نسوية في مجال غير شائع.

ووفق أبو الهيجاء، فإن الجمعية التي تأسست قبل النكسة، حرصت على برامج تأهيل وتدريب في الخياطة، والتجميل، والأشغال اليدوية، وقدمت ما أنتجنه النساء في معارض محلية وعربية ودولية.

وتابعت: واجهتنا صعوبات عديدة في إتمام الدورة، كطول المدة، وعدم كفاية التمويل، وتأمين مستلزمات المواد الخام، والترويج لشيء جديد على النساء، لكننا تفوقنا عليها، واليوم نواصل التمرينات النظرية والعملية، وسنحتفل في القريب بتخريج المشاركات، وسنبدأ بترجمة ما تعلمنه، وفي المستقبل سنعقد دورات أخرى ستدرب فيها النساء زميلاتهن.

ووالت: نعد لافتتاح خط إنتاج للمشغولات الخشبية، وشجعنا النساء على متابعة الدورة، ومن أولوياتنا القادمة التعاقد مع المتاجر السياحية في بيت لحم.

وأفادت منسقة التدريب المهني في غرفة تجارة وصناعة وزراعة طوباس، سُرى دراغمة، بأن التدريب جزء من منحة (كولون) الألمانية، الساعية لمساعدة النساء والفئات المهمشة على تأسيس مصادر دخل خاصة بهن، وتمكين قدراتهن للانخراط في سوق العمل.

وبينت أن الغرفة دشنت بالشراكة مع وزارة العمل وبلدية طوباس مركزًا للتدريب المهني؛ لافتقار المحافظة إلى مركز حكومي مماثل.

وقالت دراغمة، إن بوسع النساء المنتسبات لدورة الخشب وفنونه التسجيل في الغرفة، بعد تأسيس أعمالهن الخاصة، وستساعدهن في منحهن شهادات لتصدير منتجاتهن.

وبحسب الغرفة، فإن عدد المسجلين فيها 2000، من بينهن 20 سيدة فقط، فيما يسعى القائمون عليها لزيادة النساء المنتسبات.

وأكد المدرب منجد عبيد، أن الحفر على الخشب والتعامل معه، حرفة تحتاج إلى مجهود كبير، وترتبط عادة بالرجال، لكنه اليوم صممت لمساعدة النساء على تدشين مشاريع صغيرة خاصة بهن، وتطوير منتجات الخشب من خلال التطريز.

وتابع: قد تحتاج النساء إلى نجار لمساعدتهن، لكن بمقدورهن المضي في العمل، التي تحظى منتوجاته برواج عالمي.

ونقل عبيد للمتدربات أسس تخريم الخشب، وفنيات الحفر علية، وسبل  إدماج التطريز به؛ لإضفاء لمسات تراثية تلفت الانتباه.

وقال إن  المنافسة البارزة لأعمال الخشبية مصدرها عدم التفريق بين الأشغال اليدوية المتقنة، والحفر على الليزر، عدا عن منافسة السلع الصينية، منخفضة السعر.

وذكرت الفنانة التشكيلية والموظفة بوزارة الثقافة، ليلى الخراز، أن الدورة عززت من قدرتها على التعامل مع خامة الخشب واستخداماتها المختلفة، وصارت  تجيد استعمال آلات القص والحفر والتشكيل.

وقالت المتدربة امتثال صوافطة إنها لم تتعامل في السابق مع أي أدوات، تستوجب الدقة والتركيز والحذر، لكنها اليوم قادرة على ذلك، واستطاعت إنتاج أشكال فنية.

وتابعت: الدورة مكثفة، فهي في الوضع المعتاد تتطلب  3 أشهر، لكننا سنجتازها في 12 يومًا فقط، والمختلف فيها أن توفر فرص عمل للملتحقين بها.