إسرائيل تستضيف "الأغنية الأوروبية" بـ"53 مليون" دولار لتسويق جانبها "الودود".. والمقاومة تنسفها

إسرائيل تستضيف "الأغنية الأوروبية" بـ"53 مليون" دولار لتسويق جانبها "الودود".. والمقاومة تنسفها
صورة تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
تعد مسابقة الأغنية الأوروبية أو مسابقة (يوروفيجن) للأغاني، وهي مسابقة غنائية، ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ 1956، أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، حيث يُقدر عدد مشاهديه من (100 إلى 600) مليون شخص حول العالم، ويشارك كل مغنٍ عن طريق المحطات المحلية التابعة للاتحاد الإذاعي الأوروبي، ليتم اختيار المغني الذي سيمثل بلده دولياً في المسابقة.

إسرائيل.. وجانبها الودود

هذه السنة  تُقام (مسابقة الأغنية الأوروبية) بدورتها الـ (64) في (تل أبيب) في 18 أيار/ مايو الجاري، وتستمر لثلاثة أيام، ويشارك فيها فنانون من 40 دولة.

واختيرت إسرائيل في أيلول/ سبتمبر الماضي لاستضافة المُسابقة بعد أن فازت المُغنية الإسرائيلية (نيتا بارزيلاي) بالنسخة الـ (63) من المسابقة العام الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة بأغنيتها (لعبة) المُنددة بالتحرش الجنسي، وجرت العادة أن تستضيف الدولة الفائزة مُسابقة العام التالي.

وتكلّفت استضافة (يوروفيجن) نحو (190) مليون شيكل إسرائيلي (53 مليون دولار)، وفقاً لما نقلته صحيفة (تايمزأوف) إسرائيل عن تقارير إعلامية، مؤكدةً أن الاستضافة ستجلب ملايين الدولارات (بفضل السياحة) و(التغطية الإعلامية التي لا تُقدر بثمن)، بحسب وصف الصحيفة الإسرائيلية.

ولفتت الصحيفة إلى أن (تل أبيب) تتوقع زيارة عشرات الآلاف خلال فترة المُسابقة، مؤكدة أن إسرائيل تنظر إلى الحدث على أنه (فرصة نادرة) لتسويق (جانبها الودود) إلى العالم.

قصف إسرائيلي!

في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لمهرجان غنائي بهدف إظهار نفسها بشكلها الودود والإنساني، وقبل أقل من 15 يوم فقط على بداية مهرجان (الأغنية الأوربية) تصاعدت حدة الأحداث الميدانية مع قطاع غزة. 

حيث استشهد فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون، صباح اليوم السبت، في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين شمال القطاع، وذلك بعد وقت قليل من بدء فصائل المقاومة في قطاع غزة، صباح اليوم السبت، بإطلاق رشقات مكثفة على غلاف غزة، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب استشهاد أربعة مواطنين فلسطينيين.

فنانون أجانب يقاطعون

في ذات السياق، دفع إقامتها في إسرائيل أكثر من (100) فنان عالمي وموسيقار ورسام من مشاهير العالم، إلى مقاطعة مهرجان الأغنية الأوروبية (الأوروفيزيون) بسبب إقامتها في إسرائيل. 

وأكد الفنانون في بيان نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية، أن إسرائيل تمارس القتل بالرصاص الحي ضد المتظاهرين، حيث قتلت مؤخراً 72 متظاهراً بينهم 6 أطفال بالرصاص الحي لمجرد التظاهر ضد إسرائيل، مكملين "إننا نحتج على إقامة الحفل في إسرائيل التي تنكر حقوق الفلسطنيين، وتمنع عنهم الحرية".

ويرجع السبب الحقيقي وراء مقاطعة الفنانيين العالميين للمهرجان الإسرائيلي، إلى الجهود التي تقوم بها حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل، المعروفة باسم (BDS).

مادونا و 1.3 مليون دولار 

أما نجمة البوب العالمية (مادونا)، فيتوقع أن تحل ضيفة شرف على مهرجان الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" في إسرائيل رغم دعوات المقاطعة.

وأكد وكلاء (مادونا) في الولايات المتحدة، مُشاركتها في المُسابقة فيما يقول اتحاد الإذاعات الأوروبية، إن مُشاركتها لا تزال "غير مؤكدة".

ومن المتوقع بحسب صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن تصطحب مادونا فريقاً من 160 شخصاً، ويمول مُشاركتها الملياردير الإسرائيلي الكندي، سيلفان آدمز الذي قدم لها 1.3 مليون دولار لتؤدي أغنيتين لمُدة 15 دقيقة.

يقول آدامز إن مُشاركة مادونا "ستُساهم بشكل كبير في نجاح الحدث، وستُعزز صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم".

الميتور الإسرائيلي

أخر مهرجان استضافته إسرائيل، كان مهرجان "الشهب" (ميتور) الموسيقي الإسرائيلي، الذي انطلق، بتاريخ 7 أيلول/ سبتمبر 2018، ولمدة ثلاثة أيام، في مدينة الجليل الأعلى، قد أعلن 16 فناناً عالمياً أيضاً مقاطعتهم للمهرجان الإسرائيلي، آن ذاك.

أطول برنامج عالمي

يُذكر أن البرنامج من أطول البرامج التي لا تزال تُبث، وتعكس المسابقة غالباً الموسيقى الرائجة أو البوب، وفي الوقت ذاته يوجد بعض المشاركين الذين يقومون بالغناء بأساليب أخرى مثل  الموسيقى العربية والأرمينية والبلقانية والكلتية والإسرائيلية واليونانية واللاتينية والنوردية والتركية، بالإضافة إلى الأنماط المختلفة من موسيقى الرقص والموسيقى الشعبية والراب  والروك. 

ومن أبرز الشخصيات العالمية التي رفضت الاشتراك في المهرجان، المغنية البريطانية، ليتل سيمز، التي أعلنت ذلك رسمياً على صفحتها على (تويتر)، لتنضم بذلك إلى 15 فناناً عالمياً أعلنوا عن مقاطعتهم المشاركة في المهرجان الذي أقيم في إسرائيل.

تاريخ مسابقة الأغنية الأوروبية

أول إنتاج له كان في عام 1956، عندما قرر اتحاد الإذاعات الأوروبية المعروف باسم (يوروفيجن) إمكانية إعادة بناء أوروبا من خلال الموسيقى، فازداد عدد المشاركين بمعدل ثلاثة أضعاف في السبعينات والثمانينات، وبعض المغنين المشاركين، أصبحوا نجوماً أمثال سيلين ديون، وخوليو إغليسياس. 

وحافظت المسابقة على التقليد الذي يقضي بأن البلد الفائز بالجائزة هو البلد المضيف للعام المقبل، قوانين المسابقة تتغير باستمرار كاختيار رباعية ثابتة التأهل من بين الدول المشاركة منذ عام 2001، وهي الدول المؤسسة للمسابقة وتتمثل في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، ثم انضمت لها إيطاليا عام 2011، وتتسع دائرة جماهير (يوروفيجن) لتشمل دولاً غير أوروبية، فيحق لكل من الجزائر والأردن ولبنان وليبيا وتونس الاشتراك، كما تنتظر بعض الدول الموافقة بالسماح لها بالاشتراك، كفلسطين وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة.

وفازت روسيا بالمسابقة مرة واحدة سنة 2008 بواسطة ديما بيلان بأغنية (Believe)، وكانت تلك محاولته الثانية بعد أن وصل للمرتبة الثانية بأغنية (Never Let You Go) سنة 2006، فاستضافت موسكو المسابقة سنة 2009.

وفي العام 2012، فازت السويدية المغربية الأصل  لورين  بمسابقة يوروفيجن في باكو بأذربيجان بفضل اغنية التكنو-بوب "يوفوريا". 

وفي سنة 2013 كان دور مدينة مالمو السويدية التي عزمت على إنفاق أقل بخمسين مرة مما انفقته أذربيجان العام الماضي، حيث كلف إعادة تأهيل مدينة باكو كلفة مليار دولار (نحو 780 مليون يورو) بينما نظمت السويد الحدث بمبلغ 125 مليون كورونة (اقل من 15 مليون يورو).

ولم تشارك البرتغال وبولندا، وأعلنتا انسحابهما من مسابقة 2013 خوفاً من تكاليف استضافة المسابقة في حالة فوزهما، وسط الأزمة الاقتصادية المخيمة على أوروبا.

فيديو: إسرائيل تفوز بنهائي مسابقة يوروفيجين 2018 في لشبونة

 

التعليقات