هشام الجخ وبشار المصري

هشام الجخ وبشار المصري
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير 

من المفارقات العجيبة لدى بعض الفلسطينيين، ما صدر من اتهام لمدينة روابي، ومؤسسها رجل الأعمال فلسطيني، بشار المصري، بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم أنه في حسابات بسيطة لو لم يقم رجل الأعمال بشار المصري بهذا العمل الرائد؛ لأُقيمت مستوطنة إسرائيلية بدلاً من مدينة روابي.

وما الذي كان سيمنع إسرائيل من إقامتها، هل هو الموقف الأمريكي المنحاز جملة وتفصيلاً لإسرائيل أم الموقف الدولي الضعيف، وقبل كل شيء، فقد أنقذ بشار المصري مساحة كبيرة جداً من الأراضي الفلسطينية قرب رام الله من براثن الاستيطان الإسرائيلي، وأقام مدينة حديثة، لم تكتفِ بشقق سكنية وفيلات وبنية تحية، ولكنها أقامت مسرحاً ضخماً يُضاهي مسرح قرطاج السينمائي، ومدينة جرش الأردنية، حتى إن مسرح روابي، أصبح قبلة للفنانين الفلسطينيين والعرب.

ويقوم أهلنا في مناطق 48 بزيارة مدينة روابي، والاستمتاع بما يقدمه المسرح، وكان آخرها الشاعر المصري، هشام الجخ، والذي ألقى أجمل قصائده، والتي أشادت بفلسطين، والنضال الفلسطيني.

والحقيقة، أن الحملة التي شنها البعض على الجخ والمصري، واتهامهما بالتطبيع هي حملة زائفة لا أساس لها من الصحة، ويصعب أن تقبل أن تصدر هذه الحملة عن فلسطينيين؛ لأن ما يستحقه المصري هو الشكر والتقدير لتأسيسه منطقة معاصرة فنية بكافة المرافق.

وقد احتضنت المدينة ومسرحها عدداً من الفنانين الفلسطينيين والعرب، وقدمتهم للمشاهدين، سواء من الضفة أو مناطق 48، وهي مكان أفضل ما يراه المشاهد، وأفضل من الفنادق.

بل إن الحشد الكبير من الجمهور الفلسطيني، الذي يصل روابي، يؤكد على تفضيلهم هذا المكان؛ للاستماع بالفن الفلسطيني والعربي، وبالتالي فإن الفئة التي تتحدث عن التطبيع، هي أصوات مهزوزة ولا تمثل الجمهور الفلسطيني، لأن من يمثل الجمهور، هم الذين كانوا في مسرح روابي.

حيث إنه لم يتم إنجاز مدينة روابي بدون المعارك السياسية الصعبة التي خاضها المصري لحماية الأرض الفلسطينية من الاستيطان، ونتمنى على رجال الأعمال الآخرين في فلسطين أو الخارج، أن يحذوا حذو بشار المصري بإنجازات أخرى مثل روابي، يحتاجها الشعب الفلسطيني بدلاً من الحديث عن تطبيع، واتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة.

التعليقات