"أصوات من طوباس" لـ" الإعلام".. "ورق" طوباس ينبض

رام الله - دنيا الوطن
تحلقت زهرات توشحن بالكوفية، حول مائدة للرسم زينتها قناديل، ورحن يستمعن إلى إرشادات لرسم معالم القدس، بعد وقت قصير من إعادة افتتاح مكتبة طوباس العامة.

وراحت الفنانة في وزارة الثقافة ليلى حرز الله، تقدم إرشادات للصغيرات، تتبعت أسس الرسم، وشروط مزج الألوان، وعرفت بما يمكن البوح به لأجل زهرة المدائن.

ونقلت الحلقة (117) من سلسلة (أصوات من طوباس) لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، أجواء إعادة افتتاح مكتبة طوباس العامة، بالشراكة مع مؤسسة مكتبة سراج.

وقدمت أمينة المكتبة، انتصار أبو ناصر، سيرة للمكان الذي تأسس عام 1999، وتعرض لصعوبات كبيرة، أبرزها عدم وجود موقع مناسب، والأحوال الصعبة، وانقطاع الرواد بفعل عدوان الاحتلال على سائر محافظات الوطن.

وأفادت: لدينا اليوم نحو 8500 كتاب، وسنجدد قاعدة بيانات مشتركينا، وأعددنا برنامجًا ثقافياً لتفعيل المكتبة، ولتشجيع القراءة.

وذكرت أبو ناصر: تحررت الكتب اليوم من صناديقها، واليوم بوسعنا استقبال الزوار على امتداد 120 مترًا مربعًا.

وكانت السعادة واضحًة من كلمات رئيس البلدية، خالد عبد الرازق، خلال ما أسماه "تدشين فضاء ثقافي"، وأكد أن المجلس البلدي سيعمل بكل طاقة لرعاية الحركة الثقافية وتنشيطها.

وقال إن افتتاح المكتبة يحمل دلالات كثيرة، فالثقافة والقراءة والمطالعة تؤسس لجيل قادر على الحياة، والتعبير عن نفسه، ونقل قضيته الوطنية إلى كل منبر.

ووفق عبد الرازق، فإن المكتبة ستكون نواة لحالة ثقافية، وستعزز دور الكتاب، وستشجع الأجيال المختلفة على العودة إلى القراءة.

وقال ممثل المحافظ، حسام دراغمة، إن الثقافة جزء من التراث الوطني، وهي إحدى أدوات المقاومة والصمود.

وذكر أن عدد كلمات القرآن الكريم الـ 77439 بدأت بالحث على القراءة، وهذا يؤكد أهمية الحرص عليها، وتفادي هجرتها.

ورأى دراغمة، بأن مكتبة المدينة إحدى المؤسسات المهمة، وتنتظر دعمًا شعبيًا ومؤسساتيًا لتطويرها المستمر، ورفدها بأحدث الإصدارات.

واستعارت عضو المجلس البلدي، إيمان أبو صبيح، مقولات فرعونية قديمة حثت على القراءة، منها أنها "غذاء العقول، وطب النفوس".

وتابعت: تعرفنا على حكمة سقراط القديمة، التي قال صاحبها "قل ماذا تقرأ، أقل لك من أنت."

وبيّن مدير مؤسسة مكتبة سراج، أسطفان سلامة، أن جمعيته تحتفل اليوم بتدشين وتطوير المكتبة العاشرة في محافظات الوطن.

وأشار إلى أن طوباس تضاف إلى مخيم دير عمار، وبرهام، وأبو فلاح، والجفتلك، ومخيم عايدة، وجفنا، والطيبة، والمزرعة الشرقية، وكفر نعمة.

وقال سلامة إن المؤسسة، التي يعمل طاقهما بالتطوع، دفعت 70 ألف شيقل لإعادة الروح إلى المكتبة، وتسعى لتعميم القراءة باعتبارها ممارسة يومية، وليست ترفًا، أو حالة موسمية.

واعتبرت منسقة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، رماح أبو زيد، إعادة تدشين مكتبة عامة في طوباس، تعني نجاح مبادرات متواصلة للبلدية، ولفريق النخيل الشبابي الداعم لـ"تامر"، ولكل الأطر والجمعيات الساهرة على الترويج للمعرفة.

ومضت: دعمنا في السابق المكتبة بإصدارات، وسنكرر الفعل ذاته، ولدينا برنامج لأنشطة قادمة، تطمح إلى رد الاعتبار للكتاب، ولتحويل المطالعة إلى نهج.

وأنهت أبو زيد: وقعنا كتاب "سرير جدي" لـلكاتبة وابنة المحافظة أحلام بشارات، ونفذنا فعاليات وحملات للقراءة، ومسارات مشي روجت كلها للثقافة والورق.

واستعرض المفوض السياسي والوطني للمحافظة، العقيد محمد العابد، إلى تجربته مع المكتبات العامة، فقد اشترك فيها في طفولته المبكرة، وتلقى تكريمًا من إدارتها باعتبار أصغر مشترك في جنين.

وأضاف: يحق للقراء التفاخر برصيدهم المعرفي، وعلينا تنفيذ أنشطة تكبح سطوة وسائل التواصل الاجتماعي واستحواذها على أوقاتنا، فمن لا يقرأ يخسر.