مؤتمر"مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي يسلط الضوء على الدور للاقتصاد

رام الله - دنيا الوطن
شهد مؤتمر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي الثامن حضور ومشاركة نخبة من الخبراء الإقليميين والعالميين، ليناقشوا للمرة الأولى أهمية اتباع نموذج الاقتصاد الدائري في قطاع البناء والإنشاءات، دعماً لأهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً لرؤية 2021.

وتولى "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"، المنتدى المستقل الذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز وتشجيع الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء، تنظيم المؤتمر الذي أقيم يومي 1 و2 مايو 2019 في فندق "بولمان دبي كريك سيتي سنتر" بدبي تحت شعار "الاقتصاد الدائري في البيئة العمرانية".

وشهد اليوم الأول كلمة ترحيبية ألقاها سعيد العبار، رئيس مجلس إدارة "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"، وأعقب ذلك الكلمة الافتتاحية للمؤتمر التي ألقتها الشيخة شما بنت سلطان بنت خليفة آل نهيان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة التحالف من أجل الاستدامة العالمية (أليانسز فور جلوبال سستينابيلتي). وتضمنت قائمة المتحدثين في الجلسة الافتتاحية كلاً من سعادة أحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي؛ أندريا دي غريغوريو، مدير كفاءة الطاقة وإدارة الموارد المتجددة في بلدية رأس الخيمة، الذي تحدث بالنيابة عن سعادة منذر محمد بن شكر، مدير عام دائرة بلدية رأس الخيمة. كما تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة من شيماء العيدروس، من وزارة التغير المناخي والبيئة، و كلمة ترحيبية مسجلة من إبراهيم الزعبي، رئيس الاستدامة لدى "ماجد الفطيم"، الشريك البلاتيني للمؤتمر .

وقال سعيد العبار: "لا يمكن التغاضي إطلاقاً عن أهمية اعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري في البيئات العمرانية إذا ما أردنا تحقيق تغييرات إيجابية ملموسة تحد من أثر التغير المناخي وتحقق أهداف اتفاق باريس للمناخ. ولا شك بأن تطبيق مفاهيم الاقتصاد الدائري في قطاع البناء سيحد من استخدام الموارد الطبيعية، ويشجع على الابتكار واعتماد أحدث التقنيات المستدامة، وضمان اتباع نموذج أكثر استدامةً لحفز التنمية الاقتصادية. وتمتلك منطقتنا واحدة من أعلى البصمات الكربونية على مستوى العالم، وتبرز أمام الهيئات الحكومية اليوم فرصة لإجراء تغييرات جذرية واتخاذ قرارات حاسمة تضع أطراً واضحة للنظم والتشريعات التي تروج للاقتصاد الدائري، وتقدم في الوقت ذاته نموذجاً تقتدي به الشركات والصناعات أيضاً".

كما تطرق سعيد العبار إلى التقرير الصادر عن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC" والذي يقول إن "وضع حد للاحتباس الحراري عند 1.5 درجات مئوية سيخفض الآثار الكبيرة على المنظومات البيئية وصحة الإنسان". وكان التقرير قد أشار إلى أن العالم لم يحقق بعد خطوات هامة للسيطرة على ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما قد يؤدي إلى "تغيرات سريعة وواسعة وغير مسبوقة تشمل جميع عناصر الحياة في المجتمعات".

ويلعب قطاع البناء والإنشاءات دوراً رئيسياً في استهلاك الطاقة العالمي والانبعاثات الناجمة عنه، والتي تساهم بأكثر من 35 بالمئة من مجمل استهلاك الطاقة وتسبب 39 بالمئة من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون المرتبطة بإنتاج الطاقة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الانبعاثات الناجمة عن العمليات تشغيل الطاقة في الأبنية تسبب 28 بالمئة من مجمل الانبعاثات، الأمر الذي يحتّم على القطاع ضرورة تغيير معاييره وممارساته التشغيلية الحالية.

ووفقاً لتقرير "وضع دول مجلس التعاون الخليجي على طريق الاقتصاد الدائري" الذي أعدته "ستراتيجي& الشرق الأوسط"، يمكن للمنطقة بحلول عام 2030 توفير ما يصل إلى 138 مليار دولار أمريكي و 150 مليون طن من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون عند التحول إلى نموذج الاقتصاد الدائري. ووقعت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع منتدى الاقتصاد العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مبادرة تسريع الاقتصاد الدائري 360، لتكون أولى الدول الداعمة للمبادرة على المستوى العالمي، الأمر الذي يسلط الضوء على عمق الالتزام الوطني باعتماد نهج مستدام لتعزيز التنمية الاقتصادية، بما ينسجم مع "رؤية الإمارات 2021" و"استراتيجية مئوية الإمارات 2071".

وقالت الشيخة شما بنت سلطان بنت خليفة آل نهيان: "تشهد المرحلة الراهنة تغيراً في النظرة التقليدية لمفهوم الاستدامة، وذلك بالتزامن مع زيادة مستوى الوعي، واتباع أعداد أكبر من الناس لأسلوب حياة أقل هدراً. وأعتقد أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤهلون لنكون قدوة في المنطقة، ويجب علينا تشجيع جميع القطاعات، وفي مقدمتها قطاع البناء، على تلبية الطلب المتنامي على المنازل والمدارس وأماكن العمل الأكثر استدامة. ومن هنا، فإن اعتماد الاقتصاد الدائري ضروري لجعل هذه الرؤى واقعاً ملموساً".

وتضمنت نقاشات اليوم الأول من مؤتمر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي الثامن جلستين رئيسيتين، تطرقت أولاها إلى دور "الاقتصاد الدائري في قطاع البناء" وتضمنت عرضاً توضيحياً قدمته ليزا بيت، رئيس "المجلس العالمي للأبنية الخضراء". وأعقب ذلك جلسة نقاشية عن أهمية مبادئ الاقتصاد الدائري في قطاع البناء والإنشاءات ودوره في الحد من الانبعاثات الكربونية ومجابهة تحديات التغير المناخي.

أما الجلسة الثانية فحملت عنون "تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري لخفض الكربون المتجسد في الأبنية"، وألقت الضوء على دور المواد المستدامة في قطاع البناء، مع شرح لمفهوم الكربون المتجسد الذي يشير إلى الانبعاثات الكربونية الناجمة عن المواد خلال دورة حياتها، بما يشمل مراحل التصنيع والنقل والإنشاء.

ومثّل المتحدثون والمشاركون مجموعة واسعة من الهيئات والشركات، بما في ذلك: إكسبو 2020 دبي؛ مصدر؛ مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة؛ كوندال؛ جوتن؛ رامبول وفيتو.

وفي اليوم الثاني، شهد المؤتمر عرض فيلم Closing the Loop، الحائز على جوائز والذي يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتحول إلى الاقتصاد الدائري لخفض حجم النفايات على المستوى العالمي، وهو أول فيلم وثاقي طويل حول الاقتصاد الدائري، يركز على خمس استراتيجيات رئيسية: خفض البصمة، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير، التجديد والاختراع. ويقدم الفيلم هذه الاستراتيجيات عبر نماذج أعمال وابتكارات في المنتجات وحلول قدمها العملاء من كافة أنحاء العالم، دعماً لهذا التوجه.

وتضمنت قائمة الشركاء الحكوميين للمؤتمر كلاً من: المجلس الأعلى للطاقة في دبي؛ هيئة كهرباء ومياه دبي؛ بلدية رأس الخيمة، وهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس. كما حظي الحدث بدعم أبرز المعنيين بالقطاع، بما في ذلك "ماجد الفطيم" كراعٍ بلاتيني، و"جوتن" كراعٍ ذهبي. كما قوبل المؤتمر بدعم كل من: مجلس صناعات الطاقة النظيفة؛ جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة؛ هيئة ترخيص المكاتب الخضراء (GBCI)؛ جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق؛ المعهد الملكي للمساحين القانونيين.

وقال إبراهيم الزعبي، رئيس الاستدامة لدى "ماجد الفطيم": "يعتبر مؤتمر مجلس الإمارات للأبنية الخضراء منصة هامة للنقاش ومد جسور الحوار البنّاء حول الاستدامة في المنطقة، لدعم الهيئات الحكومية والشركات ومختلف المعنيين بالقطاع، وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تتيح لهم لعب دور أكثر فعاليةً في إحداث التغيرات النوعية المنشودة، والمضي قدماً في مسيرة التنمية المستدامة. ونحن نثمّن شراكتنا مع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، فهذه الشراكة تمثل امتداداً لقيم ’ماجد الفطيم‘ التي تتطلع دائماً لتكون رائدة في مجال الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية".

وكانت فعاليات مؤتمر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي الثامن خالية من الانبعاثات الكربونية. وتم تعويض الانبعاثات الناجمة عن استهلاك الطاقة والتكييف والتبريد والنفايات وغيرها لصالح برنامج تحديث محطة التبريد "إل" التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا".

ويستضيف "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" بصورة دورية فعاليات ومؤتمرات ومنتديات إقليمية وعالمية. كما حرص المجلس على تطوير سلسلة من الأنشطة بما في ذلك فعاليات التواصل وورش العمل التقنية وأيام العمل المكثف وتقديم التسهيلات للبرامج التدريبية المتخصصة بقضايا تعنى ببيئات المباني بما يلبي متطلبات الأعضاء والمجتمع الإماراتي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.