خطر الشاشات على أطفالنا

خطر الشاشات على أطفالنا
د. يسر الغريسي حجازي

30.04.2019  

خطر الشاشات على أطفالنا

"لنسمح لأطفالنا أن ينمووا ، وأن يحبوا من القلب، وان يحلموا، و أن ينجحوا"

هل الشاشات تهديد اطفالنا؟ من منا لم يترك التلفزيون مفتوح لاطفاله  طوال النهار في اوقات الفراغ او في ايام الاجازة المدرسية مع الأفلام االكرتونية والألعاب والرسوم المتحركة، للتأكد من أنهم لن يرتكبوا أي حماقة، أو ان لا يتسللوا خارج البيت؟ بالإضافة إلى ذلك، كلنا نستخدم  شاشة التلفزيون أو العاب الفيديو للتمكن من اطعام أطفالنا الذين يرفضون تناول وجبات الغداء و كلما نرغمهم عن ابتلاع طعامهم، يستشتطون غضب. كما ندرك أيضًا، أن غالبية الأطفال يعانون من مشكلة التركيز عند قيامهم بالواجبات المدرسية، وهذا ليس من منطلق الصدفة على الإطلاق. 

تظهر الأبحاث اليوم، أن معظم الأسر لديها أكثر من تلفزيون واحد في البيت، وجهاز كمبيوتر واحد على الأقل ، وأكثر من هاتف محمول  ولوحة اللمس. مع ذلك، ان الأطفال المدمنين على الشاشات التي تعمل باللمس يتعرضون أكثر من الاشخاص البالغين لخطر عدم الاستقرار العاطفي.  

تمثل الشاشات خطرا حقيقيا على الأطفال من عمر 0 إلى 4 سنوات ، و قد يواجهون مشكلات سلوكية، مثل التأخير في النطق والنمو. يمكن أن يكون للاستهلاك المكثف للشاشات في سن مبكرة، لديه تأثير سلبي على نمو الأطفال وفقًا لمستويات ثلاثة ، وهي: الجسم، والذكاء، والسلوك، والوظائف المعرفية. سيؤثر هذا على اكتساب المعرفة، والمنطق، واللغة، والذاكرة. أخذ انتباه الأطفال من خلال شاشات افتراضية يمنع تعلم الطفل، وكذلك استقلاليته الشخصية. سوف يكون معزولا ويعيش في عالمه الخاص، بعيدا عن واقع وقواعد بيئته. وتعتبر الشاشات عدوانًا حقيقيًا لأطفالنا، المعرضين لخطر السلوك العنيف والإدمان. 

ما يتعين علينا أن نفهمه هو أننا لا نستطيع كأولياء امور، أن نتوقف عن التكنولوجيا بينما تستخدمها المدارس وجميع المؤسسات الحكومية والخاصة. يجب ألا نحارب التقدم ، بل ان نحرص علي استعماله الجيد والاستفادة منه. إن ظهور تكنولوجيا الكمبيوتر وتطورها السريع، قد غزا أدمغة أطفالنا بشكل خاص، وهذا سبب في أن نتفاعل للحفاظ على صحتهم العقلية والبدنية. 

هناك حلول فعالة يقترحها متخصصون في علم النفس، وذلك من خلال تطبيق برنامج لمشاهدة التلفزيونات، والهواتف الذكية، وألعاب الفيديو. دعونا أولاً نفهم أنه يتعين علينا كاولياء امور، التفاوض بشأن المدة والزمان الذي يسمح لأطفالنا استخدام الأجهزة اللوحية أو ألعاب الفيديو ، وهي:

 - يجب ألا يبقى الطفل الذي هو أقل من سنتين أمام الشاشة ،

- ان لا يعتاد الطفل أطفالنا الاستيقاظ وبيده لوحة لمس، 

- ان لا يستعمل الطفل لوحة لمس اوقات تناول وجبات الاكل و في وقت النوم ،

- من الضروري فصل خط الإنترنت في غرف النوم، وأثناء الواجبات المدرسية وفي ايام الامتحانات،

-من الضروري مراعاة سن الأطفال وما يمكنهم متابعته على الإنترنت، بسبب ان لدي كل طفل طريقته في فهم وتفسير ما يشاهده وتصنيف الافلام الكرتونية حسب التصنيف الاتي: من 0 إلى 6 سنوات ، من من 7 إلى 10 سنوات, ومن 11 إلى 16 سنة. لا يمكننا حقًا إنكار وجود الشاشات وظهورها في حياتنا اليومية ، ولكن واجب على المؤسسات المختصة ووزارة التربية والاسرة، والجمعيات أن تنظم حملات التعبئة لإبلاغ أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع التكنلوجيا في البيت. وهناك سياق اجتماعي و مجتمعي له دورًا رائدًا في تعزيز الممارسات السليمة و تجنب تهديد حياة الأطفالنا من خلال استخدام خاطئ للتكنلوجيا. 

دعنا ننقذ أطفالنا من القلق والصعوبات المتعلقة بالاندماج الاسري و الاجتماعي والمدرسي، ونتجنب مشاكل النوم والسلوكيات العدوانية التي تخفي الخوف وفقدان المهارات الحركية التي قد تعرض اطفالنا الي خطر مؤكد.

يحتاج أطفالنا إلى دعمنا، وذلك لاكتشاف العالم الخارجي من خلال منحهم عاطفتنا واهتمامنا لهم حتى يتمكنوا من فهم البيئة الأسرية لتترسخ الثقة في أنفسهم ويصبحون مستقلون. يجب أن يتعلموا بساطة التفكير والتخيل، من خلال التعامل مع الأشياء لفهم الواقع دون أن يكون مشروط بشاشات تعمل باللمس.

التعليقات