الطريقة بمدينة وجدة تقيم احتفالًا سنويًا بليلة النصف من شعبان

رام الله - دنيا الوطن
جريا على السنة الحميدة التي تنهجها الطريقة الصوفية العلوية المغربية كل سنة، نظمت الطريقة بمدينة وجدة الاحتفال السنوي بليلة النصف من شعبان يوم السبت  14 شعبان 1440هـ الموافق لـ 20 أبريل 2019 م بعد صلاة المغرب، تحت شعار ” فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ” بحضور والي جهة الشرق و عامل عمالة وجدة أنكاد، معاذ الجامعي، و رئيس الجهة، عبد النبي بيوي، و رئيس مجلس عمالة وجدة أنكاد، هشام الصغير و تحت إشراف شيخ الطريقة وممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين.

 و يتميز حفل هذه السنة بحدث افتتاح الزاوية الجديدة للطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة وجدة  التي جاءت ثمرة مجهودات المقدم الحاج امحمد الرشيد و إخوته الكرام و ستكون إن شاء الله مكانا لإقامة الصلوات الخمس و لقاءات لذكر الله و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي بذلك ستساهم في مجهودات الطريقة في الحفاظ على التراث الصوفي بالمنطقة (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ النور الآية 36). و حضر هذا الاحتفال و الافتتاح  أيضا مقاديم الطريقة الممثلين لها بمختلف جهات المملكة، إلى جانب مريديها ومحبيها ومنتسبيها، وطلاب العلم وحملة القرءان الكريم ووفود من زوايا و طرق صوفية.      

وانطلق الحفل بتلاوة سورة الواقعة جماعة وبعد ذلك قراءة الورد العام للطريقة (الوظيفة) وسند الطريقة و تخللته فقرات من الذكر الحكيم تلاها ثلة من الطلبة ، ووصلات من المديح والسماع الصوفي بقصائد في مدح خير البرية،. وأقيمت حضرة ربانية أضفت جوا من السكينة والطمأنينة والسكون على الحفل.  

و في تصريح لمقدم الزاوية الحاج امحمد الرشيد أكد أن العمل من أحد الركائز الأساسية للدين سواء من ناحية العبادات أو المعاملات بالإضافة إلى العقيدة الصحيحة؛ فعلى طول السنة يسعى العبد المؤمن إلى الاجتهاد و الحرص على التقرب إلى الله. و يختلف نوع العمل حسب الظروف و المكان و الزمان و لكن الهدف والمقصد واحد هو نيل رضى الله و رضى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مع الحفاظ على الوسطية في كل شيء. و ليلة النصف من شعبان هي من المحطات التي يقيم فيها العبد أعماله و يحاسب نفسه و يحدد مكامن نقصانه من أجل الرقي بروحه في مقامات القرب من الله “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا – الدخان الآية 4″. 

و أوضح الناطق الرسمي للطريقة الشريف رضوان ياسين أن شاءت القدرة الإلهية على أن تكون ليلة رفع الأعمال العباد مرتبطة بحدث تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى مسجد الحرام (“قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام”-  البقرة الآية 144). هذا يدل على عظمة هذه الليلة و على ضرورة أن تبنى هذه الأعمال كيفما كان نوعها على إفراد الوجهة لله دون غيره، و أن تكون خالصا له ” كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ – البقرة الآية 144″.

وشهد الحفل كلمة روحية جليلة ألقاها شيخ الطريقة وممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين. في البداية هنأ فضيلته المقدم و اخوته على  بناء هذا الصرح العظيم . فهو عمل عظيم و ردت فيه عدة احاديث وهي استمرار لمنهج ابيهم في بناء بيوت تذكر فيها اسم الله و تقام فيها الصلوات.

واضاف فضيلته ان من افضال الله سبحانه و تعالى على امتنا المغربية وجود مؤسسة امارة المؤمنين التي تجمع شمل المغارلة و تسهر على شأنهم الديني و تحفظ لهم ثوابتهم الدينية و تجنبهم الفوضى مذكرا ان بيوت الله من مساجد و زوايا و اضرحة هي تابعة باكملها لها .  و الهدف من هذه الامكنة زرع محبة الله و محبة رسوله و ال بيته في قلوب العباد للوصول الى مقام رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله . فالعمل الدنيوي واجب كل واحد منا و لكن لا يجب ان يكون  مانعا او حاجزا لتلبية نداء الصلاة ومجالس الذكر لانها كما قال شيخنا مجامع الرحمة و الحكمة و الرضى و الرضوان. هذا الالتزام يورث النور و القوة اللازمة و الالهام من الله سبحانه و تعالى للسير في طريقه و القيام بالعمل الصالح الذي يرضاه.

واستمرت أجواء الليلة الربانية، بنفحات إيمانية متنورة، تجمع بين قراءة القرءان، ووصلات لمدح خير البرية، مع مذاكرات نافعة، تليينا للنفوس، وإيقاظا للهمم وقوتا للقلوب وتوجت بحضرة ربانية عرفانية أضفت جوا من السكينة والطمأنينة والروحانية كان يتطلع إليها الكل، فضلا من الله و رحمة و الله ذو الفضل العظيم.