قسم الجغرافيا بجامعة الأقصى في ضيافة القديس هيلاريون

قسم الجغرافيا بجامعة الأقصى  في ضيافة القديس هيلاريون
جامعة الأقصى
رام الله - دنيا الوطن
حلت أسرة قسم الجغرافيا بجامعة الأقصى في قطاع غزة اليوم، ضيوفا على دير القديس هيلاريون في النصيرات وسط قطاع غزة.

جاء ذلك خلال الرحلة العلمية التي نظمها قسم الجغرافية بالجامعة لطالبات القسم لاطلاعهم على أهم المعالم الحضارية والسياحية والتاريخية والجغرافية في محافظات قطاع غزة.

وتضمنت الرحلة العلمية التي أشرف على تنظيمها د. هالة الحرازين رئيس القسم بمشاركة العديد من أعضاء القسم من أكاديميين واداريين زيارة مواقع مختلفة لربط الواقع الأكاديمي بالواقع المادي الملموس كما تقول د. الحرازين.

وبدأت الرحلة بزيارة لحرم الجامعة في مدينة خان يونس، حيث استمع المشاركون في الرحلة الى شرح حول إقامة الحرم الجامعي الذي يقع في منطقة المحررات "المستوطنات الإسرائيلية سابقا"، والكليات والأقسام والمنشآت والمقرات الموجودة فيه.

واطلع المشاركون في الرحلة خلال زيارتهم الى مزرعة " فش فرش" لتربية الأسماك شمال رفح الى شرح من القائمين على المزرعة حول مراحل تربية الأسماك في المزرعة وأنواعها والكميات المنتجة، وتأثير الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة على تسويق الكميات الكبيرة من الأسماك المنتجة في المحافظات الشمالية.

وتضمنت الرحلة كذلك زيارة مقام الخضر في دير البلح وسط قطاع غزة، حيث ينقسم المبنى حالياً كما يقول القائمون على المقام إلى قسمين: الأوّل بمثابة مكتبة، والثاني قبو أسفل المبنى بثلاثة أمتار تقريبًا، يربط بينهما دهليز ضيّق ذو أدراج. ويرجّح أن المقام أنشئ ليكون مسجدًا صغيرًا للصلاة فوق دير للقدّيس هيلاريون أو هيلاريوس، والذي يعود للقرن الثالث الميلاديّ. وشاهدت الطالبات بعض المقتنيات الآثرية التي سبق وعثر عليها في المكان والتي تعود لحقب زمنية قديمة.

واستمع المشاركون في الرحلة الى شرح من أعضاء هيئة التدريس حول الجرف الساحلي وسط قطاع غزة، وتآكل الشواطئ في العديد من مناطق القطاع قبل أن يحلوا ضيوفا على دير القديس هيلاريون " تل أم عامر" وسط قطاع غزة والذي يعتبر من أهم المعالم الأثرية في قطاع غزة.

وعن أصل تسمية المكان الأثري بـ "تل أم عامر"، أوضح د. عبد القادر إبراهيم حماد عضو هيئة التدريس بالقسم: أن تسميته نسبة لمقولتين؛ الأولى: أن هناك سيدة تسمى أم عامر كانت تسكن في هذا المكان، ومقولة ثانية تنسب إلى أنثى الضبع التي كانت تعيش فيه، حيث كان المكان فارغًا، وعبارة عن أكوام من الرمال. كما استمع المشاركون الى شرح من القائمين على هذا المعلم الآثري حول أهميته اذ يتكون من ثلاثة مناطق وهي منطقة الكنائس والمعابد ومنطقة الحمامات ومنطقة الفندق وحوض التعميد الذي تهتك لِقِدَمه، حيث كان يأتي الحجاج المسيحيون إلى المكان عابرين من الممرات ومن ثم إلى الفناء ليدخلوا إلى الغرف للراحة، ومن بعدها يدخلون الحمامات لتنظيف أنفسهم من رحلة السفر والاستعداد لطقوسهم الدينية. ثم يتوجهون إلى الكنيسة لتأدية العبادات الخاصة بهم. 

يشار إلى أن كلا من الحمامات والكنيسة مغطاة الآن "بالإسبست" للحفاظ عليها من التهتك نظرًا لقدمها كما ويوجد منطقة الفنادق حيث لا يوجد منها الآن إلا بعض الحجارة نظرًا لقدم هذا المكان. 

وتتكون أرضية التل من فسيفساء، منها الصور المزخرفة وأخرى خالية منها، حيث كانت الأرضية في العهد الأموي غير مزخرفة نظرًا لتحريم الإسلام وجود الصور، بخلاف الأرضية التي بنيت في العهد البيزنطي.

وزار المشاركون في الرحلة مرفأ الصيادين غرب مدينة غزة وساحل البحر، والعديد من المناطق الترفيهية الأخرى.

وقالت د. الحرازين أن هذه الرحلة التي أشرف القسم على تنظيمها تأتي في إطار الأنشطة اللامنهجية التي دأب القسم على تنظيمها للإرتقاء بالوعي المعرفي والثقافي للطلبة.

يشار إلى أن الرحلة العلمية لقسم الجغرافيا تمت بأشراف د. هالة الرازين رئيس القسم، و أ. رامي أبو العجين نائب رئيس القسم، وبمشاركة الدكتور عبد القادر إبراهيم حماد والدكتور ناصر عيد، و أ. عبد الناصر السقا والمعيدات في القسم.