وزارة الأوقاف تنظم اللقاء السنوي للدعاة والداعيات

وزارة الأوقاف تنظم اللقاء السنوي للدعاة والداعيات
رام الله - دنيا الوطن
أكد وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية د. حسن الصيفي أن الفتوى السياسية ليس محلها المنابر على الإطلاق وإن كان الخطيب والعالم لا بد أن يكون منحازًا لهموم وطنه وثوابت قضيته, منوهًا الى وزارته تسعى من خلال المنبر الى ابراز أحكام الدين وغرس القيم الجميلة التي تقرب الناس لربهم, ومعالجة القضايا بحكمة ووسطية بعيدًا عن الغلو والتطرف دون محاباة لأحد.

جاء تأكيده خلال اللقاء السنوي التي تنظمه وزارة الأوقاف للدعاة والداعيات استعدادًا لشهر رمضان المبارك, في مركز رشاد الشوا, بحضور ومشاركة منسق الهيئة الوطنية لمسيرات العودة أ. خالد البطش ومروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين, واعضاء كتلة التغيير والاصلاح والمدراء العامون والمدراء واستاذة الجامعات والمخاتير والوجهاء وممثلي الفصائل والقضاء والعلماء ورجال الإصلاح الدعاة والداعيات.

وشدد د. الصيفي على ضرورة أن يكون الخطيب مؤتمن على تحسين صورة المنبر من خلال تسخير الجميع لخدمة الدين, بعيدًا عن تسخير الدين من أجل خدمة أحد, منوهًا الى أن الخطباء نجحوا في تحصين غزة من فكر التطرف والانحراف.

وأوضح أن وزارته انحازت بسرعة ودون تردد للانخراط في فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار, وفقًا للتوجيهات الوطنية لصالح الوطن, من باب الدفاع عنه وتبني همومه, وأضاف :" كما أننا في وزارة الأوقاف ومن خلال المنبر منحازون للمواطن, لأنه يحتاج لخطاب الرحمة وسعة الصدر وحكمة العقل", مشيرًا الى أن رأس مال وطننا هو الانسان الذي صبر وتحمل وكافح وظل صامدًا.

واستعرض د. الصيفي جملة من الإنجازات والأنشطة والفعاليات التي نفذتها الوزارة, حول مختلف المجالات التي تتعلق بالمساجد والدورات التدريبية ومراكز التحفيظ وورش العمل والمساعدات الانسانية والإغاثية وغيرها.

كما وبين الصيفي أن وزارته أنهت كافة الاجراءات والترتيبات الخاصة بموسم الحج لهذا العام احتكامُا للوائح والقوانين والاجراءات التي اتخذتها الوزارة وفقًا للعدالة والكفاءة, منوهًا الى أنها انتهت أيضًا من استئجار سكن الحجاج.

بدوره أوضح د. فرحات أن الإدارة العامة للوعظ والإرشاد، تُعد من أهمِ الإدارات في وزارة الأوقاف، للدور الذي تقوم به، والذي يتمثل بالتعبئة الدينية والثقافية والفكرية والخلقية للجمهور, منوهًا الى أن وظيفة الدعوة إلى الله تعالى هي أشرف وظيفة وعمل.

واستعرض فرحات أبرز الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي نفذتها الإدارة العامة للوعظ والإرشاد, مشيرًا الى أن إدارته نفذت آلاف الدروس الوعظية ومئات الدورات العملية والدروس المنهجية والملتقيات الدعوية والجولات والأسابيع الدعوية و اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية مع الخطباء, وعشرات الأمسيات, والوقفات التضامنية.

وبين أن إدارته واستعدادًا لشهر رمضان المبارك انتهت من إعداد جدول دروس المساجد، وقد اشتمل الجدول على عناوين هذه الدروس, لافتًا الى ان إدارته حرصت على تطوير أداء الخطاب المنبري والوعظي، ليكون أكثر فعالية وأثراً، بالإضافة الى بناء جسور الثقة بين الوزارة وبين الخطباء من جهة وبين الخطباء والجمهور من جهة أخرى.

وأشار فرحات أن الوعظ والإرشاد بالوزارة دشنت موقعٍ إلكتروني لعرض برنامج الخطباء الأسبوعي على الجمهور، ليتسنى للجمهور اختيار المسجد والخطيب الذي يريد, الى جانب فتح المجال أمام المواطن لتقييم أداء الخطيب والخطبة من هاتفه الشخصي وهو في المسجد بعد سماعه الخطبة مباشرة, منوهًا الى أنه إدارته تسعى من خلال التقييم الى تطوير الخطاب المنبري والوقوف على نقاط الضعف لدى بعض الخطباء والعمل على التخلص منها.

وكشف فرحات أن الأوقاف أعلنت عن أسماء الفائزين بالمشاركة في البعثة الوعظية لبعثة الحج لهذا العام بعد الانتهاء من الاختبارات التحريرية والمقابلات الشفوية للخطباء الذين لم يسبق لهم أن حجوا, لافتًا الى أن عدد الذين شاركوا في هذه الاختبارات بلغ (150) خطيباً.

وفي كلمته أكد البطش أن وزارة الأوقاف والشئون الدينية بدعائها وعلمائها كانت دومًا حاضرة في مسيرات العودة وتحملوا العبء الأكبر في توجيه الرأي العام نحو حماية المسيرات والمشاركة فيها, خاصة أنها قدمت عشرات الآلاف من الوجبات والمياه في أكثر من جمعة.

وأوضح البطش أن مسيرات العودة تُعد أحد الأدوات الكفاحية التي أبدعها سكان قطاع غزة, مشيرًا الى أن غزة بجماهيرها كانت ومازالت دومًا حريصة على المشاركة في المسيرات دفاعًا عن حقها في الحياة الكريمة والعودة.

وشدد على أن هيئته ماضية في المسيرات كما هي شعبية سلمية 100%, تحميها بنادق المقاومة من أبناء شعبنا, لافتًا الى ان غزةلن تسمح بأي تلكؤ للعدو الصهيوني تجاه التفاهمات أو التهرب من دفع فاتورتها, داعيًا وزارة الأوقاف الى زيادة الاهتمام بتربية الجيل وحمايته من أمراض العصر ومكائد العدو, والعمل على اعلاء قيمة التكافل وغرس قيم الفضيلة بين مكونات المجتمع, ورعاية الفقراء في ظل معاناة الشعب الفلسطيني.

وطالب البطش الخطباء بالحث على المشاركة الدائمة في مسيرات العودة وحمايتها من التشويه وتبني خطاب الوحدة والوطنية ونبذ الصراع الطائفي والمذهبي ودعم مقاومة شعبنا الفلسطيني والدعوة لرفع الحصار, وتجريم التطبيع مع العدو وحماية المقدسات والتصدي لصفقة القرن.

من جهته أكد أبو راس أن وزارة الأوقاف تمثل صمام الأمان لهذا المجتمع, وتعد الإدارة العامة للوعظ والإرشاد فيها القلب النابض, مبديًا استعداد الرابطة للتعاون والتواصل وتنسيق الجهود من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.

وقال :" لابد أن يجتهد الخطباء والدعاة لبيان الدين الحق والفهم الصحيح له, لأن عدم الفهم أدى لانحرافات خطيرة في ممارسته واصدار الأحكام الاستباقية, لذا لابد من دور في الانتشار بين أوساط المجتمع لتعزيز الدين في كل زاوية وركن", وأضاف :" كما يجب أن يكون لنا بيانًا واضحًا في أن الوطن جزء من ديننا ولا يجوز التفريط بذرة تراب منه, لأن التمسك بالوطن هو تمسك بالدين".

ودعا أبو راس الدعاة الى مواجهة كل من يظلم المواطن بكلام الله وكلام نبيه, مشيرًا الى أن من يحاصر المواطن ويحرمه من لقمة عيشه لا يحق له أي جنسية في هذا الوطن.

وفي نهاية اللقاء كرمت وزارة الأوقاف الشيخ عماد الصفطاوي مدير سابق بوزارة الاوقاف بمناسبة خروجه من سجون الاحتلال بعد قضائه ( 19) عامًا, الى جانب تكريم أحد خطباء غزة بعد إصابته في مسيرات العودة وبتر قدمه.