مجلس الإفتاء الأعلى يرفض إجراءات الاحتلال في الأقصى والإبراهيمي

مجلس الإفتاء الأعلى يرفض إجراءات الاحتلال في الأقصى والإبراهيمي
رام الله - دنيا الوطن
رفض مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين قيام المستوطنين بإدخال
الشمعدان والآلات الموسيقية ونسخ التوراة، للمسجد الإبراهيمي في الخليل، مبيناً أن سلطات الاحتلال تتخذ من الأعياد اليهودية مبرراً لمنع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية، واستباحة المسجد الإبراهيمي، ومنع رفع الأذان منه، وحظر دخول المسلمين إليه. 

وأكد أنه في الوقت الذي يتم حجز المسجد بكامله للمتطرفين، الذين يدخلون إليه برموزهم الدينية، فإنها تجبر إدارة المسجد على إخلاء موجوداته، بما في ذلك نسخ المصحف الشريف والخزائن والسجاد، ولا يسمح لأي موظف بدخوله أو الاقتراب منه، مشيراً إلى أن هذا العمل انتهاك صارخ، واستفزاز حقيقي لمشاعر
المسلمين، ومحاولة لطمس التاريخ الإسلامي، وتندرج في إطار عملية تهويد المسجد الإبراهيمي، وإصباغ الطابع التهويدي المزور في المنطقة.

ويأتي تطبيق الخناق على المسجد الإبراهيمي بالتزامن مع تصعيد الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، والتي لن تنشئ حقاً لليهود فيه، مبيناً أن تلك الاقتحامات ما هي إلا مشاريع استعمارية تهويدية مفروضة بقوة الاحتلال وجبروته، وتمثل امتدادًا للحرب الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال
على القدس المحتلة بأرضها ومواطنيها ومقدساتها، والهادفة إلى استكمال عمليات فصل القدس عن محيطها الفلسطيني وتهويدها وتهجير سكانها بشكل قسري، وتكريس تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً، ريثما يتم تقسيمه مكانياً، محذراً من التعايش
 مع الاقتحامات اليومية المتواصلة للمسجد الأقصى وباحاته كأمر مألوف وعادي، لا يستدعي التوقف أمام تداعياته الخطيرة، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المتخصصة، تحركاً جاداً وفاعلاً؛ لضمان تنفيذ قراراتها الخاصة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك.

وفي سياق ذي صلة؛ أدان المجلس قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف القبور في مقبرة إسلامية في مدينة يافا من أجل بناء مركز لرعاية المشردين اليهود، واصفاً هذا الاعتداء بالخطير، لأنه يمس بالأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة التدخل فيها، كونها تخضع لاختصاص المسلمين وحدهم، مبيناً أن هذا الإجراء التعسفي يمس كرامة الأحياء والأموات، مطالباً بوضع حد لاستهداف الأماكن الدينية الإسلامية، ومناشداً المنظمات والهيئات الدولية الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الأعمال الاستفزازية والعدوانية.

من جانب آخر؛ دعا المجلس الدول العربية والإسلامية لرفض ما يسمى بـ (صفقة القرن)، التي تشكل تهديداً جدياً للسلم والاستقرار في المنطقة، وتمثل اعتداء صارخاً على حقوق الشعب الفلسطيني، وتهديداً حقيقياً لتصفية قضيته، وعدواناً على الأمتين العربية والإسلامية، ففلسطين أرض محتلة، ولا شرعية لوجود الاحتلال
في أي شبر منها، وستبقى وقدسها ودرة تاجها المسجد الأقصى المبارك في وجدان المسلمين والعرب وأحرار العالم، وعصية على التنازل أو المساومة، وشعبنا وقيادته وفصائله يرفضون تسليم مفاتيح المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة لأي جهة غريبة، مهما كلف ذلك من ثمن وتضحيات، كما يرفضون أي تساوق مع صفقة العار من أي كان.

وعلى صعيد آخر؛ دان المجلس الهجوم الإرهابي البشع الذي وقع في كنائس وفنادق سريلانكية، وأسفر عن وقوع العشرات من القتلى والجرحى الأبرياء، واصفاً هذا العمل بالجبان والإثم، الذي يتجاوز الأعراف الإنسانية، وقال المجلس: إن هذا الاعتداء الإجرامي يتنافى مع الدين والقيم الأخلاقية النبيلة، وما هو إلا
ضرب من الفساد في الأرض، ويحقق غايات مشبوهة لأطراف تتربص بالسلم والأمن الدوليين.

ومع قرب حلول شهر رمضان؛ دعا المجلس المواطنين إلى المحافظة على حرمة الشهر، والتقرب إلى الله بالعبادات والطاعات، والإكثار من الصلاة فيه، والدعاء إلى الله تعالى، وعمل الخيرات، والحرص على تفقد المحتاجين والعائلات
المستورة، ومساعدة الفقراء، ودفع زكاة المال لمستحقيها، وصلة الأرحام، مطالباً أصحاب المطاعم والمقاهي إقفالها خلال نهار رمضان؛ حفاظاً على حرمة الشهر الكريم، وداعياً أجهزة الأمن إلى ملاحقة كل من يجاهر بالإفطار، تمهيداً لمحاسبته قضائياً، وحاثاً تجار المواد الغذائية والتموينية على الامتناع عن الاستغلال أو رفع الأسعار، فرمضان شهر الخير والجود والإحسان، مبيناً فضل الاكتفاء بالربح اليسير، ومهيباً بالمواطنين لضبط النفقة وتنظيمها وفق المتيسر والمتاح، والابتعاد عن الإسراف والتبذير.

جاء ذلك، خلال جلسة المجلس الثالثة والسبعين بعد المائة، برئاسة محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.

التعليقات