ثقافة السعادة

ثقافة السعادة
د. يسر الغريسي حجازي

24.04.2019 

ثقافة السعادة

""السعادة هي مواصلة الرغبة في ما لدينا". ~ القديس أوغسطين

من منا لم يكن لديه شعور بالشك بشأن عواطفه؟ لماذا في بعض الأحيان نشعر بعدم الرضا وبالطاقات السلبية؟ يجب أن نفهم أولاً ما هي سعادة  الشخص و كيفية إنشاء حالات عاطفية يمكن أن تجلب لنا فرحة الحياة. في الواقع، ان الكائن البشري قادر على خلق سعادته ولكن أيضا محنه الخاصة به. كما ان رفاهيتنا هي اسلوب حياةو و سببنا للحفاظ على الأمل والاستمتاع بكل أشكال الحياة عند الصعوبات والمفاجآت الطيبة.

 

 انما زرع الأمل يبقي الوسيلة لحصد فرحة الحياة، والدافع لتطوير التعبير المجازي وتحقيق التصورات العالية. ولكن أيضًا، تتعلق سعادتنا بصحتنا العقلية والبدنية طبقا للبيئة التي نعيش فيها. ومع ذلك، ان الطموح وتحديد اهاف في الحياة، يمنحنا قوة التحفيز، والالهام لتحقيق المشاريع الحياتية. إن فن الحياة يكمن في القدرة على استغلال عقل الفرد بالكامل، وكل ما يمكن حصوله من أسرار الطبيعة  مثل إيجاد توازن بيئي بين العادات و المواقف، والأفكار، وطريقة التغذية، والشرب، والحركة، وتنفس الهواء. هل نحن مستمتعين بالوقت بشكل جيد؟ هل تصرفاتنا تمنحنا أفكارًا إيجابية؟ إنها مسألة جوهرية في طريقة التصوروالتمتع بما لدينا، وايجاد الفرص وتقديرها وصنع الحكم والامل.

من الواضح أن رفاهيتنا مرتبطة بعواطفنا وأفكارنا، وهي المحرك القوي الذي سيسرع في منحنا السعادة أو على العكس من ذلك، سيعبث بعقولنا لبث آلام الأفكار السامة. وترتبط هذه التجارب إلي  السلوكيات، التي ينتج عنها الابعاد الأساسية الستة للرفاه النفسي، وهي كالتالي:

 -قبول الذات،

- صنع العلاقات الإيجابية مع الآخرين ،

-الاستقلالية،

-إتقان البيئة،

- تحديد أهداف في الحياة ،

-الشعور بالتطور الشخصي.

وركزت الأبحاث التي أجرتها العالم الأمريكية حول علم النفس الإيجابي، علي متابعًة المقاييس النفسية للرفاه والعقل، مع وضع الجسد في الاعتبار: بمعادلة الوعي التفاعلي ، الانتباه إلى التصرف والرفاهية النفسية. ان الإلهام هو أول مصدر تحفيزي لتحسين قوة إرادة الفرد، والبحث عن الخبرة لتحفيز العواطف. دعونا نتبع على سبيل المثال، المدرسة الرواقية التي أسسها اليوناني زينو في القرن السابع عشر ، والتي تصف السعادة باعتبارها سحر في ختام الحياة الإنسانية.

وهكذا ، فإن الحكمة والفضيلة هما مفاتيح السعادة. لكن مع ذلك ، فإن التعامل مع التغيرات المتقلبة في الفصول على سبيل المثال: بين البارد والساخن، يدل على أنه يتعين علينا التكيف جسديًا وعقليًا مع هذه التغييرات ومواجهة هذه التحديات بثبات. إنها ليست مسألة البحث عن السعادة، ولكن مجرد الوصول والانضمام إليها في حياتنا اليومية. نحن الرسام الذي يختار ألوانه لطلاء لوحته، في سبيل اعطاء المعنى والقيمة التي تسمح بتقديرها، و أن نحميها ونفخر بها. اننا نصن واقعنا خلصة من الأشياء ، من خلال أوهامنا ومعتقداتنا. ان الخطط المستقبلية و كل ما يحدث لنا بعد ذلك، مثل الإخفاقات والأخطاء يؤدي الي استخلاص العبر والنجاح في النهاية، وذلك يعزز آملنا في الوصول إلى قمة أهدافنا. كما ترتبط السعادة هنا، بما نتعلمه من خلال الافعال، والقيم التي تعطي معنى للحياة لما حققناه وما نريد تحقيقه.

نشعر بالسوء عندما لا نعرف ماذا نريد، ولهذا السبب نشعر بالفراغ وعدم القدرة على متابعة قوتنا في الإرادة. دعونا نتذكر أننا نحن الذين نتفاوض على طريقتنا في أن نكون، أن نستغل أو ان نضيع الوقت، و ان نخلق الفرص ونعرف كيفية الاستفادة من أموالنا أو إنفاقها بالطريقة الصحيحة، وكذلك خلق علاقات الثقة والنزاهة أو عدم القيام بذلك على الإطلاق.

لنستمتع بالحرية والاستقلالية لتنفيذ خططنا واختبارالعواطف، والنكهات وقوة الاحلام. بعد تلقي دروس الحياة ، سنعرف كيف نقدر ونفهم الآخرين وما نحتاج إليه لنكون سعداء. من تجاربنا نستخلص موارد جديدة من الطاقات، ومصدر لفرحة الحياة. من الضروري فهم التجارب السلبية، واعتمادها كعوامل للتحدي والتأثير الإيجابي على أفكارنا بدلاً من إلحاق الأذى بنا، لأن مواجهة التحدي هي التقدم الي الامام وجعله فكرة إيجابية. ذلك يمنحنا قوة جديدة من الاقتناع لمحاربة الأفكار المتشائمة. تعلمنا كل تجربة أنه إذا تم إغلاق الباب، فهناك دائمًا باب آخر يفتح لتنويرنا ويتيح لنا فرص جديدة كما قال ألبرت أينشتاين: "في مركز الصعوبة, تكمن الفرصة". لانها الدافع، والتأثير الإيجابي و حالة المغامرة التي تمنح روح  الانسان الصفاء.

التعليقات