شاهد: كيف تحول المجمع الإيطالي إلى لوحات فنية جذابة؟

شاهد: كيف تحول المجمع الإيطالي إلى لوحات فنية جذابة؟
خاص دنيا الوطن - محمد عوض
لم يتمالك محمد دهمان نفسه، عندما خطت قدماه داخل المجمع الإيطالي، غرب مدينة غزة، هذه المرة ليس كساكن فيه، بل كزائر لمعرضٍ جسّد معاناته بعد خمسة أعوام من الدمار الذي حل به وبضمنه شقتهم، التي كانت ضمن شقق هذا المجمع السكني، الذي دمرته طائرات الاحتلال فجر 25 آب/ أغسطس عام 2014م.

ويقول دهمان لـ"دنيا الوطن"، والذي يعمل مصوراً صحفياً لعدة وكالات أنباء أجنبية، بأن هذه اللوحات التي رسمت على جدران المجمع الإيطالي، تعبر عن جزء كبير من القهر والوجع الذي بداخله، خاصة منذ لحظات قصف المجمع الإيطالي الأولى حتى الآن، في ظل عدم وجود سكن بديل لسكانه، وتعثر إمكانية إعماره مجدداً، كما كانت الوعود.

الفنان التشكيلي علي الجبالي في العشرينات من العمر، استطاع ومن خلال إمكانيات بسيطة، تحويل جدران ما تبقى من هذا المجمع إلى لوحات فنية، تلفت انتباه الزائرين والمارين، بصورٍ عبرت عن الوضع المأساوي، الذي يمر به شباب قطاع غزة، وحالة الكآبة والأمل والفرح والحزن في آنٍ واحد.

وقال الجبالي لـ "دنيا الوطن": "إن كثيراً من اللوحات التي قمت برسمها تحمل واقع قطاع غزة، خاصة وأن هذا المكان دمر في الحرب الأخيرة، وأصبح عبارة عن واجهة صماء، وقمت برسمها وإدخال الحياة عليها من خلال بعض الرسومات والجداريات، من أجل إيصال رسالة للعالم، بأننا كشباب لدينا طاقات، لكن نفتقر للإمكانيات التي قد تساعدنا بشكل كبير في الإنجازات".

وأضاف الجبالي بقوله: "استخدمت أكثر من نوع من الألوان، خاصة وأنني عملت على جانبين في المعرض، وهي الألوان الزيتية، وألوان الجداريات، وفيها تفاصيل كثير تعبر عن الواقع، من خلال ملامح الوجه وتعبيراتها، حيث تعطي إيحاء للمشاهد بمدى تأثره بالواقع الذي نعيشه".

وعن تجهيزات المعرض، قال الجبالي: "تجهيزات المعرض والفكرة، استغرقت ستة أشهر متواصلة، وتنفيذها ما يقارب ثمانية أشهر، في رسم اللوحات الزيتية، وشهر لرسم الجداريات على الواجهة الرئيسية للمبنى".

وقالت أبرار العشي، إحدى زائرات المعرض: "إن الرسم وسيلة مناسبة؛ للتعبر عن المشاعر الكامنة، وللأسف في هذه الأوضاع نحتاج للرسم بشكل كبير؛ كي نُخرج ما بداخلنا من مشاعر، بغض النظر عن أنواعها، ونُبدع في التصاميم والرسم بطرق مختلفة".

وأضافت العشي: "إن المعرض يوصل صورة جميلة للواقع الذي نعيشه، خاصة وأنه دمج بيت مُدمر برسومات تعبر عن الواقع، مترجماً ألمنا ومشاعرنا بطريقة قوية، وكأنه يُدخل أصبعه في جراحنا".


 

التعليقات