المطران عطا الله حنا يعلق على تفجيرات الكنائس في سريلانكا

المطران عطا الله حنا يعلق على تفجيرات الكنائس في سريلانكا
المطران عطالله حنا
رام الله - دنيا الوطن
بحضور حشد من أبناء الجالية السريلانكية في فلسطين وعدد من زوار وحجاج مدينتنا المقدسة وأبناء القدس، أقيمت صباح اليوم في كنيسة القيامة في القدس القديمة خدمة صلاة جنائزية راحة لنفوس الشهداء الذين ارتقوا إثر العمليات الإرهابية التي استهدفت سريلانكا وبعضا من كنائسها ومواقعها .

وقال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في نهاية هذه الصلاة: إن من أقدم على هذا العمل الوحشي إنما هي مجموعة من الوحوش البشرية الذين لا يؤمنون بأية قيم دينية أو أخلاقية أو روحية.

وقال: إن من يقوم بقتل الأبرياء واستهدافهم وخاصة في دور العبادة إنما قد تخلى عن إنسانيته والأنكى من ذلك أن من يقفون وراء هذا العمل الإجرامي خرجوا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي لكي يتباهوا ويفتخروا بهذا العمل الإجرامي والذي يعتبرونه إنجازاً ونصراً مبيناً.

وأضاف: "يا لها من كارثة أخلاقية ويا له من انحطاط منقطع النظير ويا له من انحطاط إنساني وروحي بأن يتباهى الإرهابيون بإرهابهم والمجرمون بإجرامهم وقتلهم للأبرياء الذين كانوا يحتفلون بعيد الفصح في كنائسهم في سريلانكا .

وقال: "من رحاب مدينة القدس ومن قلب كنيسة القيامة وفي هذا الأسبوع العظيم المقدس نبعث بتعازينا القلبية الى اسر الشهداء ونصلي من اجل الجرحى والمصابين ، اما هؤلاء القتلة المجرمين الارهابيين فنحن نسأل الله بأن ينير قلوبهم وعقولهم وضمائرهم لكي يعودوا الى انسانيتهم" .

وتابع المطران عطالله حنا: "عندما يفقد الانسان انسانيته يصبح قاتلا ومجرما وارهابيا مفتخرا بافعاله ومتباهيا بقتله للابرياء وان هذه الظاهرة هي ظاهرة خطيرة تستهدف قيم المحبة والاخوة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان" .

وقال: "ان هذا الإرهاب الذي استهدف كنائس سريلانكا واستهدف قبلها المسجدين في نيوزيلاندا وقبل هذا وذاك استهدف الكنائس والمساجد في سوريا والعراق ومصر وفي غيرها من الأماكن" .

وأضاف: "أن هذا الإرهاب المنظم العابر للحدود يجب ان يجعل رجال الدين والحكماء والمثقفين ان يقوموا بدورهم المأمول في توعية الاجيال وفي زرع بذور المحبة والرحمة في نفوسهم".

وتابع المطران حنا: أن "هؤلاء الارهابيين القتلة إنما هم ضحية انعدام التربية الصحيحة كما انهم ضحية الديماغوغية المشوهة للحقائق والمسيئة للقيم الاخلاقية والانسانية والدينية" .

وقال: إن "هؤلاء هم وحوش بشرية ووجوههم توحي انهم كذلك ونحن نقول بلغتنا العربية (من سماتهم تعرفونهم) نتضامن مع اخوتنا في سيريلانكا ونتضامن مع ضحايا الارهاب الهمجي العنصري في اي مكان في هذا العالم ونعلن رفضنا وتنديدنا بهذه الظاهرة اللانسانية واللاحضارية والتي يجب ان تقاوم بثقافة المحبة وبالخطاب الديني الانساني الحقيقي النابذ للكراهية والتطرف والعنف والمكرس لثقافة المحبة والتسامح والاخوة والتضحية واحترام القيم الاخلاقية والانسانية والروحية النبيلة" .