ما هي تداعيات إعلان الجولان تحت السيادة الإسرائيلية؟ وهل من مواجهة عسكرية؟

ما هي تداعيات إعلان الجولان تحت السيادة الإسرائيلية؟ وهل من مواجهة عسكرية؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد موفق مطر، الكتاب الصحفي والمحلل السياسي، أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادة دولة الاحتلال الإسرائيلي على أي أرض محتلة، وخصوصاً منذ عام 1967 سواء الضفة أو غزة أو القدس أو الجولان أو مزارع شبعا.

وأوضح مطر لـ "دنيا الوطن"، أن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، يؤكد على أن الإدارة الأمريكية استعمارية، وتقوم بدور التمرد والخروج عن القانون الدولي، وتستعيض عنه بهيمنتها وسلطانها، وإخضاع العالم لمشيئتها.

وقال: "الإدارة الأمريكية تريد من هذا الاعتراف، إعادة العالم إلى منطق القوة والغطرسة وشريعة الغاب، وبالتالي فإن ذلك سيعطي القيادة السورية وشعبها كل المبررات لخوض معركة تحرير الجولان بكل الوسائل المشروعة ضمن القانون الدولي، سواء دبلوماسية أو عسكرية، وذلك إذا كانت الظروف مواتية لذلك، ولكن الجميع يعلم أن الوضع في سوريا صعب".

وأضاف مطر: "كل هذه القرارات سواء سيادة الاحتلال على الجولان أو على القدس، فإنها محاولة من الإدارة الأمريكية أن تفرض منطقها على المنطقة، ولكن الأمر متعلق بشؤون المنطقة، فإذا أراد الشعب السوري وأهالي الجولان، بأن يبقى الجولان جزء من سوريا فستبقى سورية، ولا يمكن مهما بلغ الاحتلال من فظاعة، فإن ذلك لن يغير من واقع أن الجولان سورية عربية".

وفي السياق، أشار مطر إلى أن مقاومة الشعب السوري ستكون مشروعة، موضحاً أن أي أشكال المقاومة غير السورية ستكون حجة إضافية لإسرائيل؛ لكي تتمسك بالجولان، لأنها ستتذرع بأن هناك وجود إيراني في المنطقة، وبالتالي فإن ترامب عندما اعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، فإنه ربط ذلك بالوجود الإيراني.

وبين أنه لا مقاومة إلا من الشعب السوري نفسه، أما أي تدخلات أخرى ستكون ذريعة لدولة الاحتلال لتأكيد وجودها في الجولان، موضحاً أن الأوضاع في سوريا الآن، فإن المواجهة العسكرية لن تبدأ في الفترة الحالية على الأقل، وإنما قد تكون لاحقاً.

وقال: "إن هذا الموضوع مرتبط بالقضية الفلسطينية، بمعنى أن المنطقة قد تشهد حالة من الانفجار في وجه الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك إذا لم يسارع المجتمع الدولي والدول العربية التي لها علاقة مع أمريكا، في اتخاذ المواقف المبنية على المصالح أو المبادئ، لأنه ما يصيب الجولان أو فلسطين فإنه يصيب دول الخليج أو المغرب العربي".

وأضاف: "التطبيع سيضر جداً بالقضية الفلسطينية وقضية عودة الجولان إلى الشعب السوري، ووضعه الطبيعي جزء من سوريا"، لافتاً إلى أنه إذا لم يسارع المجتمع الدولي لوضع حد لهذا التغول الأمريكي، فإن المنطقة ستشهد انفجارات؛ لأنه لا الشعب الفلسطيني، سيقبل بدوام الاحتلال ولا الشعب السوري أو اللبناني، وبالتالي أن تزيد الإدارة الأمريكية من ضغوطها وتمردها على القانون الدولي، وأن تجر الدول العربية للتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال، فهذا الأمر يمكن أن يفجر المنطقة.

وتابع مطر: "في النهاية نعتقد أن القوى الكبري في العالم والمجتمع الدولي، يهمهم ألا يحدث الانفجار في المنطقة، وقد نشهد تدخلات أقوى من السابق لكبح جماح الإدارة الأمريكية، وأن يوقف البيت الأبيض، الذي يتصرف وكأنه سيد العالم".

بدوره، أكد حسام عرار، المحلل السياسي اللبناني، أن الإدارة الأمريكية دائماً ما تقدم الأوكسجين لدعم الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن ترامب قدم لنتنياهو القدس والجولان؛ لكي يستمر الأخير في حكمه، ولتمرير (صفقة القرن).

وقال عرار: "السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أكد أن قواعد الاشتباك، قد تتغير، وذلك على قاعدة إن اعتدوا سنعتدي، وبالتالي إن تقدم الاحتلال في الجنوب، فإن المقاومة ستتقدم في الجليل".

وأضاف: "لم نشاهد أي دولة في العالم، اعترفت بسيادة الاحتلال على الجولان وعلى القدس"، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال لن يخوض معركة مفتوحة، وإنما قد يكون هناك اعتداءات والرد عليها، وتهديد حسن نصر الله بالتقدم إلى الجليل، فلم يعد المجال أن يكون هناك مواجهة في المدى المنظور.

وفي السياق ذاته، أشار عرار إلى أن ترامب لم يتخذ قرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وإنما هو نفذ هذا القرار، موضحاً أن هذا القرار متخذ من الكونغرس الأمريكي من قبل، ولكن الرؤساء السابقين كانوا يؤجلون تنفيذه، ولكن ترامب رأى أن هذه المرحلة هذ الأنسب لتنفيذه.

جوني منير، المحلل السياسي اللبناني، أوضح أن إعلان الإدارة الأمريكية، الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، لا يلزم أي دولة، ولن يلغي الحق السوري في الجولان، معتبراً أن توقيت إعلان القرار متعلق بالانتخابات الإسرائيلية.

وأشار منير إلى أن إعلان ترامب، يأتي ضمن مشروع متكامل، بالتفاهم بين الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، من أجل تثبيت المستقبل الإسرائيلي، موضحاً أن ترامب بدأ بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، والآن الاعتراف بالجولان تحت السيادة الإسرائيلية، ويتجهز للانتقال إلى ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وقال منير: "تنفيذ هذه المسائل دفعة واحدة، جاءت لصالح إسرائيل وطمعها في المنطقة"، لافتاً إلى أن هذا الاعتراف يؤكد للجميع وحتى للدول العربية، بأن هناك قرار بالسيطرة على أراض عربية على حدود 67، كما يؤكد أن إسرائيل لا تريد أي شكل من أشكال الكرامة العربية في التسوية التي ستعلن لاحقاً.

وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى أن إعلان ترامب قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية، منوهاً إلى أن إسرائيل تحضر لتوجيه ضربة قوية، ومواجهة كبرى.

التعليقات